رئيس التحرير
خالد مهران

شيخ الأزهر يحذر من غرور العلماء ويكشف مصيرهم يوم القيامة

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

 قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الكبر كان يمثل عقبة وصعوبة أمام الأنبياء والمرسلين في دعوتهم إلى الله، فقد سجّل القرآن الكريم عناد أقوامهم وكبريائهم.


وأضاف شيخ الأزهر، في برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، إن الكبر وما اشتق منه من ألفاظ كلهم ورد في معرض الذم والوعيد في خمسين موضعا من القرآن الكريم على الأقل وهذا دليل على خطورة هذا المرض اللعين الذين يصيب المجتمعات ويهدمها.


وأكد أن الكبر من أسرع الآفات فسادا وفتكا في الأرض والمجتمعات منوها أن أسوأ أنواع الكبر هو كبر العلماء الذين يتيهون بعلمهم ويزين لهم أنهم حراس المعرفة وسدنة الموضوعية وحرية الرأي ولا يجدون حرجا في أن يخلطوا الحقائق بالسفسطة إما عن جهل أو رغبة في تضليل الناس، منوها أن كثيرا من الناس يحسبونهم من العلماء الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله.


وأشار شيخ الأزهر، إلى أن هذا النوع من العلماء يجهل ويتجاهل تحذير النبي من عاقبة السوء التي تنتظرهم وتنتظر أمثالهم فعن أبي هريرة قال رسول الله "إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة، عالم لم ينفعه الله بعلمه".


ووتابع: من أنواع الكبر، الكبر بالحسب والنسب وهو مرفوض في الإسلام لأنه يكرس طبقية بغيضة يرفضها الإسلام رفضا قاطعا والفخر بالأنساب جهل وتفتقر إلى العصور الغابرة ثم أنه اعتزاز بما ليس من عمله أو كسب يده.


وذكر أن هناك الكبر بكثرة العبادة أو بالجمال أو بالمال أو بالصحة والقائمة تطول مختتما حلقته بالقول بأن أهل الكبر هم رموز الشر في هذا الكون وهم تلامذة إبليس رائد المستكبرين ومن المستكبرين على الله الملحدون الذين يستكبرون على عبادة الله.


واستشهد شيخ الأزهر، بآيات من القرآن الكريم تؤكد صدق حديثه ومنها قوله تعالى: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ" كما أرود قوله تعالى "قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ" ثم قوله تعالى "ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ" ثم يقول الله "وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ".