رئيس التحرير
خالد مهران

دلالات نتائج انتخابات مجلس الشيوخ

عمرو هاشم ربيع
عمرو هاشم ربيع


أعلنت منذ أيام قليلة نتائج انتخابات مجلس الشيوخ، وحمل بيان رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات دلالات كثيرة.

أولا: نسبة المشاركة المعلن عنها فى الانتخابات هى 14.23%، بالتأكيد إنها نسبة محدودة للغاية، لكنها تتسق مع وجود مجلس منزوع الصلاحيات إلى حد كبير، كما تتسق مع الخشية من عدوى كورونا، والأهم أنها تقترب كثيرًا من نسبة الـ12.50% التى أعلنت عنها اللجنة العليا للانتخابات كنسبة مشاركة فى اقتراع مجلس الشورى عام 11/2012، وهو المجلس ذو الصلاحيات الكبيرة مقارنة بمجلس الشيوخ الحالى.

ثانيًا: لم يكن مستغربًا فوز القائمة الوطنية بـ100 مقعد، فى شق القوائم والمخصص لنصف عدد المنتخبين، لأن القانون يتحدث عن حصول القائمة الوحيدة على نسبة 5% على الأقل. بعبارة أخرى، شكل فوز تلك القائمة تعيينًا مقنعًا لمن هم داخلها، ومنحًا لحصانة برلمانية لأناس غير منتخبين. ولا نبالغ القول إذا ذكرنا أنه لولا الحضور القادم للشق الفردى المقابل للقوائم، ما حصلت القائمة على نسبة الـ5%.

ثالثًا: ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة، لتشكل 15.42%، لكى تشكل بذلك واحدة من أكبر نسب إبطال الصوت، منذ رصدنا لتلك النسب فى الاقتراعات التى جرت عقب أحداث يناير 2011 حتى اليوم. فمع الأخذ فى الاعتبار اختلاف تلك النسبة باختلاف نوع الاقتراع (رئاسى/برلمانى/استفتاء)، ومدى تعقيد الشروط المتعلقة بالإجابة عن سؤال الاقتراع خاصة فى الانتخابات البرلمانية، يتبين أن تلك النسبة هى الأكبر قاطبة. أصغر تلك النسب كانت فى غزوة الصناديق فى مارس 2011 (1%) وأكبرها كانت فى الانتخابات البرلمانية 15/2016 (8.7%) وبينهما كانت انتخابات مجلس الشعب 11/2012 (5%) والرئاسة 2014 و2018 (4%) و(7%) على الترتيب. .

رابعًا: فاز 3 مسيحيين فى الجولة السابقة، اثنان منهم فى دائرة القاهرة، وواحد فى دائرة الإسكندرية، وهناك مسيحى واحد سيعيد فى دائرة أسيوط. وهكذا يتبين أن مسألة التحضر فى الدائرة الأولى والتركز فى المحافظة الثالثة كانت عاملا مهما ضمن عوامل كثيرة (شخص المرشح ودعايته/ التربيطات... إلخ) فى الوصول لتلك النتيجة.

خامسًا: حسمت انتخابات الشق الفردى فى 74 مقعدًا وتجرى الإعادة الشهر القادم فى 26 مقعدُا، وبذلك تمت تسمية 87% من أعضاء المجلس المنتخبين (على فرض تسمية مرشحى القوائم منتخبين لا معينين).

سادسًا: أفلحت الهيئة الوطنية للانتخابات فى إدارتها للانتخابات بشكل اتسم بالشفافية، ولم يكن هناك أى شوائب ظاهرة وواضحة، ولم ينقصها سوى إعلان النتيجة الذى خلا عن قصد من توضيح نسب المشاركة على مستوى المحافظات، وهو بيان يفترض أن له دلالات كبيرة يمكن الخروح بها.

نقلا عن "المصري اليوم"