أهمها ارتفاع الأسعار.. أسباب ضعف إقبال المواطنين على حجز شقق وزارة الإسكان
«عباس»: المجتمعات العمرانية طرحت شقق الدور الأرضى والأخير فى إعلان مستقل
«خطاب»: المشكلة فى طرح أعداد كبيرة من الوحدات فى أكثر من برنامج خلال توقيتات زمنية متقاربة
مصير 870 وحدة سكنية متبقية من مشروعى «سكن مصر- وجنة للإسكان الفاخر» بـ10 مدن جديدة
على الرغم من أنّ الدولة قطعت شوطًا كبيرًا في تنفيذ عدد من المشروعات السكنية المتكاملة بمختلف المدن الجديدة، سواء كانت مشروعات إسكان اجتماعي، أو إسكان متوسط (دار مصر- سكن مصر)، أو إسكان فاخر(مشروع جنة)، إلا أن بعض المشروعات لم تحظ بالإقبال الكبير.
وجاء في مقدمة المشروعات التي لم تشهد إقبالا مشروعات الإسكان المتوسط (دار مصر- سكن مصر)، والإسكان الفاخر (مشروع جنة)، وخاصة ما يتعلق بحجز وحدات الأدوار الأخيرة والأرضية على مراحل المشروعات المختلفة والطروحات السابقة، حيث إن معظم المتقدمين كانوا يفضلون الأدوار المتكررة عن الأدوار الأخيرة والأرضي، وهذا الأمر خلف وراءه نحو 6 آلاف وحدة سكنية بالأدوار الأخيرة والأرضي لم يتم حجزها ما دفع وزارة الإسكان إلى طرحها في إعلان مستقل.
أما مشروعات الإسكان الاجتماعي، فالإقبال كان كبيرًا على حجز الوحدات في مختلف الطروحات السابقة باستثناء بعض المدن في محافظات الصعيد؛ نظرًا لارتفاع سعر الوحدات والذي تجاوز الـ300 ألف جنيه، فضلًا عن بعض الوحدات عن المركز والقرى، الأمر الذي نتج عنه عدم إقبال المواطنين على تلك المشروعات.
وظهر عدم الإقبال على وحدات مشروع الإسكان الاجتماعي في بعض محافظات الصعيد، في تلك الوحدات التي تم منحها لـ«نقابة الصحفيين» وتم طرحها لأعضائها، كان معظمها وحدات لم تحجز من قبل في بعض بعدن الصعيد.
المهندس خالد عباس، نائب وزير الإسكان للمشروعات القومية، قال إن هيئة المجتمعات العمرانية طرحت الشقق الموجودة في الدور الأرضي والأخير من مشروع الإسكان المتوسط والفاخر في إعلان مستقل؛ لأن هذه الوحدات كانت متبقية من المراحل السابقة التي تم طرحها، حيث تم طرح مراحل كثيرة من المشروع، وكان يتم اختيار الأدوار المتكررة.
وبحسب المهندس عمرو خطاب، المتحدث الرسمي باسم وزارة الإسكان، فإن الصورة التي كانت راسخة في ذهن المواطن قديمًا عن الإسكان، أنه طالما منخفض في التكلفة، يكون ذا جودة قليلة ومتواضعة وفي منطقة نائية، وتغيرت هذه الفكرة خلال الـ6 سنوات الماضية، عندما تم طرح إعلانات وتسليم وحدات لكل المواطنين الذين تقدموا، حيث وجدوها ذات تشطيب كامل وبجودة عالية، وفي مناطق كاملة المرافق.
وأضاف «خطاب»، أصبح الآن هناك إقبال كبير من المواطنين على أي إعلان يتم طرحه من وزارة الإسكان؛ لأنهم رأوا خلال السنوات الماضية جودة الوحدات، وكان هناك توجس من مشروعات الإسكان، بأنها قديمة ومتهالكة، وعندما وجد المواطنون الآن أن التسليم بتشطيب جيد، وفي عمارات وأماكن جيدة، وشبكة طرق ومرافق مستديمة، وعدم قطع في المياه أو الكهرباء، أصبح هناك إقبال كبير منهم.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الإسكان، أنّ هناك تواصلا مع جهاز المدينة وكل الجهات المعنية، كما أن هناك قنوات شكوى متفاعلة مع المواطن على مدار الساعة، لمساعدة المواطن في التفاعل مع الحكومة، مما أعطى ثقة للمشروع خلال الفترة الأخيرة.
وحول الأسباب الـحقيقية وراء ضعف الطلب وعزوف المواطنين عن بعض مشروعات الإسكان، رأي خبراء التطوير العقاري، أن هذا الأمر يرجع إلى طرح أعداد كبيرة من الوحدات في أكثر من برنامج خلال توقيتات زمنية متقاربة وبأسعار تلامس سعر القطاع الخاص، حيث أثر ذلك على حجم الإقبال على مشروعي الإسكان الاجتماعي والإسكان المتوسط في بعض المدن، بالإضافة إلى أن هذين المشروعين هما بالأساس لفئتي محدودي ومتوسطي الدخل، وهما الأكثر تأثرًا بالوضع الاقتصادي.
ومن أسباب انخفاض الطلب على مشروعات الإسكان، ما ذكره خبراء التطوير العقاري، أيضًا، من أن الوضع الاقتصادي الحالي دفع صغار المطورين إلى تخفيض أسعار بيع مشروعاتهم وتوفير أنظمة سداد ميسرة ما جعلها منافِسة من حيث السعر لطروحات وزارة الإسكان، هذا بخلاف أن الأمر مرتبط بتراجع القوة الشرائية للعملاء نتيجة الأوضاع الاقتصادية من جهة في مقابل ارتفاع الأسعار.
وخلال الأيام الماضية، كشفت وزارة الإسكان عن 870 وحدة سكنية متبقية من الأطروحات السابقة بمشروعي «سكن مصر- وجنة للإسكان الفاخر» بـ10 مدن جديدة، لم يتم حجزها من العملاء.
وفي نفس اليوم، وافق مجلس إدارة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، برئاسة الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، على إعادة طرح تلك الوحدات مرة أخرى من خلال بنك التعمير والإسكان على أن يستمر الحجز حتى 31/12/2020، وأن تستكمل إجراءات التخصيص بأجهزة المدن.