كيف دخلت مجلس الشيوخ؟
لم أتوقع مطلقا أن يتم ترشيحى واختيارى عضوا فى مجلس الشيوخ المصرى. ولذلك فلا أملك إلا توجيه جزيل الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى اختارنى ضمن مائة عضو صدر لهم قرار جمهورى فى الخامسة من مساء أمس الأول السبت.
ظهر يوم الثلاثاء الماضى تلقيت اتصالا لإخبارى أننى مرشح لمجلس الشيوخ، ومطلوب منى أن أجهّز الأوراق اللازمة فى يوم واحد وهى صحيفة الحالة الجنائية «الفيش والتشبيه»، وكشف طبى يتضمن كشفا نفسيا وآخر لبيان الخلو من المخدرات والمسكرات، وشهادة الخدمة العسكرية وشهادة التخرج، وبيان الذمة المالية.
كانت مهمة صعبه جدا وتحتاج إلى «لف ودوران» فى مصالح حكومية، وبحث عن أوراق. حينما رأيت الطابور الطويل جدا فى المعامل المركزية بوزارة الصحة، اعتقدت أننى أحتاج لخمسة أيام، حتى يحين دورى لكشف المخدرات، لكن الأمور سارت بسلاسة بتوفيق كبير من الله، وبفضل أولاد الحلال الطيبين من الموظفين فى مستشفى المنيرة والمعامل المركزية، وقسم شرطة قصر النيل.
فى التاسعة من مساء هذه الليلة الثلاثاء قابلت عددا كبيرا من المرشحين، وحينما قرأت بقية القائمة تفاءلت خيرا، لأن هناك تنوعا كبيرا يمكن أن يمثل بداية حقيقية للانفتاح السياسى إذا أحسن استغلالها.
فى هذه الليلة رأيت السيد عبدالعال اليسارى التجمعى، وسامح عاشور الناصرى، وأشرف ثابت السلفى، وبهاء الدين أبو شقة وهانى سرى الدين وعبدالعزيز النحاس من الوفد٬ وممثلين لأحزاب أخرى مثل حازم عمر ومحمد نبيل دعبس وعمر صميدة.
وبالطبع القامة القانونية الكبيرة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق الرئيس السابق للمحكمة الدستورية العليا، ورئيس حزب مستقبل وطن الحالي ،والمرشح الابرز ليكون رئيسا للمجلس.
وفى القائمة أيضا قامات عسكرية وشرطية بارزة مثل الفريق جلال الهريدى والفريق يونس المصرى ومصطفى كامل وفاروق المقرحى.
رأيت مفكرين مثل الدكتور عبدالمنعم سعيد وصحافيين كبار مثل محمود مسلم وإبراهيم حجازى وخبراء تربية وتعليم مثل محب الرافعى وكاميليا صبحى ومشرعين وخبراء قانون مثل الدكتور محمد شوقى العنانى وخبير الأدوية خالد قنديل وطبيب القلب المعروف محمد جزر وفنانين كبار مثل يحيى الفخرانى وسميرة عبدالعزيز.
وإضافة إلى التنوع الكبير فإن السمة الأساسية فى قائمة المعينين هى وجود تمثيل واسع للمرأة يبلغ ٢٠ سيدة بينهن الدكتورة هدى جمال عبدالناصر وكوثر محمود نقيبة الممرضين، وهناك شخصيات لم يسعفنى الوقت أن أتعرف عليها.
وإضافة إلى المعينين فهناك 200 عضو آخر جرى انتخابهم قبل أسابيع، بالانتخاب الفردى والقائمة المطلقة والمؤكد أن بينهم خبرات متنوعة يفترض أن يضيفوا الكثير إلى المجلس.
من وجهة نظرى هناك تمثيل حقيقى لفئات وقطاعات كثيرة فى المجتمع. وبالطبع ستكون هناك أكثر من نظرة لهذا المجلس.
الأولى ستراه الأفضل على الإطلاق، وهو أمر غير موضوعى، والثانية ستراه الأسوأ على الإطلاق وهو أيضا أمر غير موضوعى والثالثة وسيعترض أصحابها لأنهم غير موجودين فى القائمة، وهو أمر مفهوم إنسانيا والرابعة وستعترض بصورة موضوعية لأن لهم وجهة نظر مختلفة، وعلينا أن نحترمها، وهناك قسم خامس لا يريد خيرا لهذا البلد ولن يعجبهم العجب، حتى لو قاموا هم أنفسهم بتعيين كل الأعضاء.
تقديرى أن الحكم الموضوعى على هذا المجلس يفترض أن يكون بتقييم الأداء العام له وأداء كل عضو على حدة.
اختيارى ضمن المعينين المائة مسئولية كبيرة أسأل الله أن يوفقنى فيها لما فيه المصلحه العامة.
وأتمنى بصفة شخصية أن أؤدى دورى على أفضل ما يكون فى ظل الظروف الراهنة،وأن أساهم فى مناقشة الكثير من الموضوعات، خاصة ما يهم مهنة الصحافة والإعلام، التى تواجه تحديات هائلة، وتحتاج إلى جهد كبير لإنعاشها، كى تتمكن من مواجهة الأخطار المتعددة داخليا وخارجيا.
مرة أخرى شكرا للرئيس عبدالفتاح السيسى على قرار تعيينى، وشكرا لكل من ساهم فى هذا الاختيار، خصوصا المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وشكرا لأسرتى، وشكرا واجبا لمؤسسة الشروق التى أتاحت لى هذا المنبر المهنى والوطنى والمحترم، خصوصا رئيس مجلس الإدارة المهندس إبراهيم المعلم وكل أعضاء مجلس الإدارة، والشكر لكل زملائى بالشروق الذين يعملون فى ظروف غاية فى الصعوبة ورغم ذلك يقدمون صحافة مهنية وراقية ووطنية.
أسألكم الدعاء أن يوفقنى الله فى هذه المهمة الصعبة.
نقلا عن «الشروق»