شيخ الأزهر يستعرض أهم عوائق تجديد الخطاب الديني
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب،
شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس الحكماء المسلمين، إن شريعة الإسلام تميزت من بين
سائر الشرائع والأنظمة ببرنامج متكامل ومؤهل بعناية إلهية فائقة لتلبية مطالب
الإنسان في نظامه المزدوج، فجاءت بنصوص ثابتة تخاطب الحاجات المستقرة في حياة
الناس، وبنصوص أخرى عامة وكلية تخاطب الإنسانية في مجال حاجاتها المتطورة؛ لتوجهها
لاتباع صراط الله المستقيم، وتُحذرها من تنكب السبل الأخرى المضلة عن سبيل الله،
وحتى لا يتحول التطور والتقدم لعبث وضياع وجحيم لا يُطاق.
وأضاف "الطيب"، خلال تقديمه
برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"،
اليوم الأربعاء، أن الشريعة الإسلامية مرنة ومتطورة وذات قدرة على مواكبة
المتغيرات، ولكن غياب التجديد الذي يعني مراجعة المستجدات العملية على ضوء القواعد
الكلية والمبادئ العامة، سبب الأزمة المركبة التي باعدت بين واقع المسلمين
وثقافتهم الشرعية.
وتابع شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس
الحكماء المسلمين، أن من أهم عوائق التجديد عدم التفرقة بين ما هو ثابت وما هو
متغير في الدين، مشددًا على أن المتغيرات تتسع بطبيعتها لتطبيقات عدة وصيغ مختلفة
جميعها مشروع مادام يحقق مصلحة معتبرة في موازين الإسلام ولا يسلب مقصدًا من
مقاصده، وترتب على الخلط بين ما هو ثابت وما هو متغير آفة أخرى، وهي الخلط بين ما
هو تشريع عامًا وما لا يعد كذلك.