لغز العثور على جثة سائق سويسي في ترعة المريوطية بالجيزة
عندما تتحكم الخيانة في عقل إنسان، فإنه يرتكب أبشع الجرائم دون أن يطرف له جفن.
البداية كانت بلاغ لمركز شرطة كرداسة من غرفة عمليات النجدة بالجيزة، بوجود جثة مجهولة الهوية بداخل جوالين بلاستيكيين بترعة المريوطية، أمام الشارع السياحى أسفل الكوبرى.
أنتقل مأمور المركز لمكان البلاغ، وتبين أن الجوالين يحملان جثة شاب يرتدى ملابسه كاملة، وموثوق اليدين من الخلف بحبل، وعنقه مربوط بشال، ومكتوب على قدمه وأعلى الصدر بالوشم، وعليه تم إخطار الأدلة الجنائية ونقل الجثة لمصلحة الطب الشرعى.
وبالتنسيق مع مصلحة الأمن العام، أجريت تحريات أوضحت وجود محضر محرر بغياب شاب تنطبق عليه المواصفات، من قبل زوجته، وصاحب السيارة التى يعمل عليها.
وبعد يومين حضر "محمد محمد السيد"، 40 سنة، سائق مقيم بقسم الأربعين بالسويس، وتعرف على الجثة، وتبين أنها لشقيقه "أحمد"، 37 سنة سائق، وأستلم الجثة لدفنها.
وتم وضع خطة لكشف غموض الحادث، وأثناء السير فى تنفيذ عناصر وبنود تلك الخطة، وردت معلومات لفريق البحث، وأكدتها التحريات، بأن وراء الواقعة كل من: "عبد الله على السيد"، وشهرته "الفنجرى"، 22 سنة، من السويس، و"سيد ربيع محمود"، وشهرته "السوهاجى"، 28 سنة، من بني سويف، ويقيمان بدائرة قسم شرطة الأهرام حاليا.
وأضافت التحريات أنهما في الأونة الأخيرة كانا يمران بضائقة مالية، وأنهما كانا موجودين بمحافظة السويس، قبل يوم واحد من اختفاء المجني عليه، وشوهدا معه بموقف سيارات السويس ـ القاهرة.
وبتقنين الإجراءات تم ضبط المتهمين، وبعرضهما على النيابة العامة، اعترف المتهم الأول بالتفاصيل، موضحا أنه كان يعمل في أشغال متعددة ويتنقل من عمل لآخر، وأصبح صديقا للمتهم الثاني، قبل أن تسوء أحواله المادية لقلة الدخل، وعدم وجود عمل ثابت، وكثرت ديونه، ففكر مع المتهم الثاني في السفر إلى مدينة السويس، اعتمادا على أنها بلدته الأصلية، واصطحاب أحد المواطنين بسيارته منها، للاستيلاء عليها، وبالفعل ذهبا سويا ليلا، واستقلا سيارة المجني عليه الميكروباص، متعللين يتوصيلهما إلى القاهرة.
وأضاف أنه بعد إنزال الركاب طلبا منه التوجه إلى مسكن المتهم الثاني للمبيت لصباح اليوم التالي، وهدداه بكتر، وطلبا منه إخراج ما معه من مبالغ مالية، ثم قيده المتهم الثاني، وفخدره بعقار منوم، واستوليا على مبلغ 1200 جنيه كان بحوزته وهاتفه.
وأوضح المتهم أن المجنى عليه أفاق فجأة، ومنعهما من الحصول على مفتاح سيارته، وحاول الاستغاثة بأهالي المنطقة، فإذا بالمتهم الثاني يحضر شالا كان في حيازته، ويلفه حول رقبة المجني لخنقه، وهو ما حدث بالفعل، فوضعا الجثمان في جوالين عكس بعضهما، ولفاه في بطانية، ووضعاه أسفل كنبة السيارة حتى تهيأت الظروف وتخلصا منه في مكان العثور عليه، بترعة المريوطية في ناحية كرداسة، كما فكا بعض الأجزاء من السيارة، لبيعها، لشخص لا يعلم بسرقتها.
وأيد المتهم الثاني تلك الاعترافات، فأحيل المتهمان لمحكمة جنايات الجيزة، بتهمة القتل العمد المقترنة بالسرقة، فقضت بإجماع الآراء بمعاقبتهما بالإعدام شنقا، وبعرض طعنهما على محكمة النقض أيدت الحكم المتقدم.