بن فرحان: السعودية تتطلع إلى جولة خامسة من المحادثات مع إيران.. ما مصير التحالف المعادي لطهران بزعامة إسرائيل؟
أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن بلاده تتطلع إلى جولة خامسة من المحادثات مع إيران، معربا عن أمله في أن تبدي الأخيرة "رغبة جادة في الحل".
وقال بن فرحان، خلال مشاركته في جلسة حوار في إطار مؤتمر ميونخ للأمن، اليوم السبت: "نتطلع إلى الجولة الخامسة من المحادثات مع إيران رغم عدم تحقيق أي تقدم جوهري في الجولات السابقة".
وأضاف وزير الخارجية السعودي: ""على طهران أن تعدل في أولوياتها بالمنطقة أولا... ونأمل أن تكون لدى إيران رغبة جادة في إيجاد سبيل للحل".
وفي شهر أكتوبر الماضي، أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن المملكة عقدت في 21 سبتمبر جولة محادثات مباشرة أولى مع حكومة إيران الجديدة في إطار عملية تفاوض بدأت في وقت سابق من هذا العام لخفض التوتر بين الدولتين.
وقال: "لا تزال هذه المحادثات في المرحلة الاستكشافية. نأمل أن تضع أساسا لمعالجة المواضيع العالقة بين الطرفين وسوف نسعى ونعمل على تحقيق ذلك".
وأضاف، أن المحادثات بين المملكة وإيران "ودية"، مؤكدا في الوقت نفسه عدم تحقيق أي تقدم كبير في إطارها حتى الآن.
ونقلت وكالة "رويترز" عن بن فرحان قوله في حديث خاص: "لقد أجرينا أربع جولات من المحادثات حتى الآن. المحادثات ودية ولكنها لا تزال في سياق استكشافي. ما زلنا نأمل أن تحقق تقدما ملموسا... لكن حتى الآن، لم نحرز تقدما كافيا لنكون متفائلين".
وردا على سؤال حول ما إذا كان قد تقرر عقد جولة أخرى من المحادثات، ذكر أنه لم يتم تحديد أي شيء، مبينا: "لكننا منفتحون على الاستمرار".
من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أن المحادثات بين طهران والرياض مستمرة على أفضل وجه ولا شروط مسبقة بهذا الشأن، مضيفا: "نحاول استئناف العلاقات من خلال الاتفاق بين البلدين".
التقارب السعودي الإيراني يعني اختراق الجبهة المناهضة لإيران
وكانت المحادثات السعودية الإيرانية قد أثارت مخاوف إسرائيل، واستدعت وصفها لها بأنها تغيير في قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط.
ونشر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، دراسة أكد فيها أن المحادثات الإيرانية السعودية تشكل تطورا جديدا في العلاقات بين الدولتين، منذ القطيعة بينهما في العام 2016، وذلك بسبب تغيير الإدارة الأمريكية في واشنطن.
وزعم المركز الإسرائيلي أن وجود إدارة أمريكية جديدة في واشنطن، شجع السعودية على إجراء تعديلات في سياستها الخارجية، بدأتها بمصالحة قطر، ثم عرض وقف إطلاق النار مع جماعة "أنصار الله (الحوثيين) في اليمن ومؤخرا، بدء حوار مع إيران.
وعزى المركز التابع لجامعة تل أبيب بدء تلك المحادثات إلى إجراء الولايات المتحدة الأمريكية نفسها حوارا مع إيران بشأن برنامجها النووي، وهو ما يجري الآن في فيينا من مباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وأشارت الدراسة الإسرائيلية إلى أن التقارب السعودي الإيراني يعني اختراق الجبهة المناهضة لإيران، والتي لطالما عمدت إسرائيل على توطيدها وتقوية أركانها.
وقالت صحيفة«هآرتس» الإسرائيلية، أن التقارب بين إيران والسعودية يفكك التحالف المعادي لإيران، مشيرة إلى أن 'العلاقات بين السعودية وإيران يمكن أن تزيل العوائق أمام قنوات الاتصال بين كل الدول العربية وإيران'.