السفير رخا أحمد حسن يكشف في حوار لـ«النبأ»: تداعيات موقف مصر من الأزمة الأوكرانية على العلاقات «الاستراتيجية» بين موسكو والقاهرة.. ومصير برنامج الضبعة النووي
أكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن إدانة مصر للغزو الروسي لأوكرانيا في الأمم المتحدة لن يكون له أي تأثير على العلاقات المصرية الروسية، ولن يكون لهذا الموقف أي تأثير على مشروع الضبعة النووي أو ملف سد النهضة الإثيوبي أو الوضع في ليبيا.
مشددا على أن المصالح الكبيرة بين مصر وروسيا سوف تستمر ولن تتأثر بموقف مصر من الأزمة الأوكرانية، كما استبعد تماما نشوب حرب عالمية ثالثة أو حرب نووية.. وإلى تفاصيل الحوار
ما هو توصيفكم أو تحليلكم للأزمة الأوكرانية وأثارها الاقتصادية والسياسية على العالم والشرق الأوسط؟
الصراع بين دول الناتو بقيادة الولايات المتحدة مع روسيا حول أوكرانيا واعتماد روسيا على القوة العسكرية بينما اعتمدت دول الناتو حتى الآن على المساعدات بالمعدات العسكرية لأوكرانيا والعقوبات الاقتصادية والمالية ضد روسيا، وتقديم جميع أنواع المساعدات لأوكرانيا وحشد الدعم السياسى الدولى ضد العمليات العسكرية الروسية، كل ذلك كان له آثار كبيرة وقوية على كل دول العالم، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والمالية، والمخاوف من اتساع نطاق الحرب أو طول أمدها وما يعنيه ذلك من تبعات لا تحمد عقباها.
وقد شملت آثار الأزمة الأوكرانية منطقة الشرق الأوسط من عدة جوانب؛ سياسية واقتصادية ومالية، امتدت لكل دول المنطقة بحكم ارتباطاتها الوثيقة فى جميع المجالات مع كل من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبى، وروسيا وأوكرانيا، وهو ما وضع كل دول المنطقة فى عملية اختيارات صعبة فى الموازنة ما بين مصالحها وقضاياها المختلفة ومراعاة القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة عند تناول العلاقات والصراعات والأزمات بين الدول.
أغلبية دول الشرق الأوسط حاولت اتخاذ موقفا محايدا وناشدت الأطراف المتصارعة باللجوء إلى الحوار والدبلوماسية
تقييمكم لموقف الدول العربية من الأزمة؟
من الناحية السياسية حاولت أغلبية دول الشرق الأوسط اتخاذ موقفا محايدا من هذا الصراع بين القوى الكبرى وناشدت الأطراف المتصارعة باللجوء إلى الحوار والدبلوماسية لتسوية الخلافات والعمل على حماية الحقوق الإنسانية.
وقد كان هذا المفهوم واضحا فى البيان الصادر عن اجتماع المندوبين الدائمين فى جامعة الدول العربية فى 28 فبراير 2022 والذى دعا إلى تأييد الجهود الرامية إلى حل الأزمة الأوكرانية من خلال الحوار والدبلوماسية، وأهمية احترام مبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، واتخاذ إجراءات التهدئة وضبط النفس واستمرار التنسيق بين الدول العربية للحفاظ على أمنها وسلامتها، وسلامة الجاليات والبعثات الدبلوماسية العربية فى أوكرانيا، وإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية.
ولكن إزاء المساعى القوية من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، وطلب اتخاذ موقف واضح يدين العمليات العسكرية الروسية فى أوكرانيا، كان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤشرا واضحا فى استجابة الدول العربية وتصويتها لصالح القرار بإدانة التدخل العسكرى الروسى فى أوكرانيا من جانب أغلبية الدول العربية باستثناء سوريا التى وقفت منذ بداية الأزمة بجانب روسيا وأيدت اعترافها باستقلال إقليمى دونتسك ويوهانسك عن أوكرانيا، والمغرب حيث تغيب مندوبها عن حضور جلسة التصويت على القرار، بينما امتنعت عن التصويت كل من الجزائر، والعراق، والسودان. واعتبر الرئيس الأمريكى بايدن القرار انتصارا كبيرا، حيث حصل على تأييد 141 دولة ومعارضة 5 دول فقط، وامتناع 35 دولة عن التصويت.
المصالح بين الدول أقوى بكثير من التصويت على قرار معنوي لن يكون له قيمة على أرض الواقع
وماذا عن مصر؟
المصالح بين الدول أقوى بكثير من التصويت على قرار معنوي لن يكون له أي قيمة على أرض الواقع، مصر صوتت لصالح القرار الأمريكي حتى لا تتناقض مع المبادئ التي تطالب باحترامها، والتي تتمثل في عدم الاعتداء المسلح على الدول وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وبيان الخارجية أحدث نوع من التوازن في الموقف المصري، حيث أكد على أن مصر تحترم مبادئ الأمم المتحدة وميثاقها القائم على احترام سيادة الدول واستقلاها وعدم التدخل في شئونها، ومن ناحية أخرى نص على عدم استخدام العقوبات الاقتصادية خارج اطار مجلس الأمن، وبالتالي البيان جاء متوازنا إلى حد بعيد.
وأوضحت مصر بعد التصويت بتأييد القرار بأن موقفها مبنى على إيمانها الراسخ بقواعد القانون الدولى ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وضرورة البحث عن حل سياسى عبر الحوار وبحث جذور الأزمة ومسبباتها، ورفض توظيف منهج العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولى متعدد الأطراف من منطلق التجارب السابقة والتى كان لها آثارها الإنسانية السلبية البالغة، والتحذير من مغبة الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة على الاقتصاد العالمى برمته والذى مازال يعانى من تداعيات جائحة كورونا. ولم تستجب مصر لطلب منع السفن الحربية الروسية من قناة السويس؛ لأن ذلك لا يتفق مع اتفاقية القسطنطينية لقواعد العبور فى القناة فى حالات الحروب.
مصر صوتت لصالح القرار الأمريكي حتى لا تتناقض مع المبادئ التي تطالب باحترامها
هل سيكون للموقف المصري تأثير على العلاقات المصرية الروسية؟
الموقف المصري لن يكون له تأثير على مشروع محطة الضبعة النووية، ولن يكون له تأثير على العلاقات المصرية الروسية في أي ملف من ملفات المنطقة، هناك مصالح مشتركة كثيرة بين مصر وكل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، لذلك كان بيان وزارة الخارجية متوازن ومحايد إلى حد كبير، الموقف المصري كان ضروريا ولم يكن له تأثير على الأرض لأن روسيا لن تقوم بتنفيذه أو التوقف عن الحرب، المصالح الكبيرة بين مصر وروسيا سوف تستمر ولن تتأثر بموقف مصر من الأزمة الأوكرانية.
هل سيكون للموقف المصري تأثير على التعاون بين روسيا ومصر في الملف الليبي؟
أنه لن يكون لهذا الصراع تأثير في الملف الليبي لان هذا الملف تتداخل فيه الكثير من الأطراف الاقليمية والدولية والداخلية وهي أكبر تأثيرا من الدور الروسي.
وماذا عن ملف سد النهضة الإثيوبي؟
لن يكون له أي تأثير على ملف سد النهضة، حل أزمة سد النهضة يتوقف على مدى استجابة الجانب الإثيوبي، وعلى وساطة الاتحاد الأفريقي، الموقف الروسي من أزمة سد النهضة هو الوقوف على الحياد، من خلال المطالبة بجلوس جميع الأطراف على طاولة المفاوضات.
وماذا عن الإمارات العربية المتحدة؟
امتنعت الإمارات العربية عن التصويت على مشروع قرار فى مجلس الأمن، الذى وافقت عليه 11 دولة وامتنعت 3 دول هى الصين والهند والإمارات واستخدمت روسيا الفيتو ولم يصدر القرار، إلا أنها أيدت بعد ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ماذا عن الموقف السوداني؟
كان نائب رئيس السيادة السودانى اللواء حميدتى فى زيارة لموسكو عند نشوب الأزمة الأوكرانية ونسب له قوله إن من حق روسيا الدفاع عن مصالحها، ولكن صدر توضيح من السفارة السودانية فى موسكو بأنه لم يصدر تصريحات مؤيدة لطرف معين، وقد امتنع السودان عن التصويت على قرار الأمم المتحدة الذى أدان التدخل العسكرى الروسى فى أوكرانيا.
إسرائيل تخشى أن يزداد التقارب والتنسيق بين روسيا وإيران فى سوريا بما يؤثر سلبيا على العمليات العسكرية التى تشنها هناك
تقييمكم لموقف إسرائيل؟
إسرائيل حاولت فى بداية الأزمة اتخاذ موقف مراوغ؛ فبينما هاجم وزير الخارجية يائير لبيد العمليات العسكرية الروسية، حاول رئيس الوزراء بينت أن يبدو محايدا وهو ما دعا أوكرانيا أن تطلب منه القيام بدور الوساطة مع روسيا لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات، ولكن رئيس وزراء إسرائيل اكتفى بالاتصال بالجانب الروسى دون نتائج، ولكنه قام بزيارة موسكو ومقابلة الرئيس بوتن يوم 5 مارس 2022، وأكدت الحكومة الإسرائيلية على حرصها على عشرات آلاف الإسرائيليين الموجودين فى أوكرانيا وعلى عشرات آلاف اليهود الأوكرانيين، وطالبت باللجوء للحوار لتسوية الخلافات.،وقد صوتت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتخشى إسرائيل أن يزداد التقارب والتنسيق بين روسيا وإيران فى سوريا بما يؤثر سلبيا على العمليات العسكرية التى تشنها إسرائيل ضد الوجود العسكرى الإيرانى فى سوريا.
ماذا عن الموقف الإيراني؟
إيران اتخذت موقفا متوازنا حرصا على علاقاتها مع روسيا من ناحية وبما لا يؤثر على مفاوضات فيينا لعودة الولايات المتحدة للاتفاق النووى مع إيران، كما امتنعت عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تقييمكم للموقف التركي؟
لم يكن وضع تركيا سهلا بحكم عضويتها فى الناتو من ناحية ومصالحها المتعددة مع روسيا وأوكرانيا من ناحية أخرى، وقد حاولت اتخاذ موقف متوازن، ولكن انتهى الأمر بأن قررت منع السفن الحربية من المرور عبر البوسفور والدردنيل، وصوتت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى يدين التدخل الروسى فى أوكرانيا، واستمرت فى مساعيها للقيام بدور وساطة.
ماذا عن التداعيات الاقتصادية والمالية للأزمة الأوكرانية؟
فيما يتعلق بالتداعيات الاقتصادية والمالية للأزمة الأوكرانية، فهى تمس جميع دول العالم ومنطقة الشرق الأوسط نظرا للارتفاع الكبير فى أسعار البترول والغاز، وهو ما سيؤدى بالضرورة إلى ارتفاع أسعار النقل والإنتاج بالنسبة لجميع السلع سواء الصناعية أو الزراعية والحيوانية لجميع الدول وخاصة بالنسبة للدول النامية. وقد تستفيد الدول العربية المصدرة للبترول والغاز، وكذلك إيران، ولكن ما ستحصل عليه ربما يكون أقل من الزيادات فى أسعار المواد الغذائية والسلع الأخرى التى تستوردها.
ونظرا لأن روسيا وأوكرانيا من أكبر الدول المصدرة للقمح، فقد أدت الأزمة الأوكرانية إلى ارتفاع فى أسعار التعاقدات الآجلة على القمح بنسبة 16%، وإذا استمرت الأزمة إلى ما بعد شهر مايو فقد ترتفع الزيادة إلى 20% أو أكثر. وربما لا توجد مشكلة فى استمرار تصدير القمح الروسى، ولكن إذا استمر إغلاق الموانئ الأوكرانية لفترة طويلة فإنه يتعين على الدول التى تستورد منها القمح والذرة وزيوت الطعام أن تبحث عن بديل. ومصر تعتبر من دول منطقة الشرق الأوسط التى تعتمد بدرجة كبيرة على استيراد القمح من روسيا وأوكرانيا، حيث تستورد منهما نحو 80% من وارداتها من القمح ــ 30% منها من أوكرانيا. وكذلك لبنان ودول مجلس التعاون الخليجى وشمال إفريقيا. هذا إلى جانب استيراد نترات الأمونيوم وغيرها من المنتجات الصناعية. لذا فإنه إذا امتد الصراع فى أوكرانيا لفترة طويلة فسيكون له تأثير كبير على مصر ودول الشرق الأوسط من الناحية الاقتصادية، كما سيؤدى إلى مضاعفة الجهود للخروج من تداعيات جائحة كورونا الاقتصادية والاجتماعية.
التداعيات الاقتصادية والمالية للأزمة الأوكرانية ستمس جميع دول العالم وموسكو لن تتأثر بالعقوبات الغربية
إلى أي مدى سوف تتأثر موسكو بالعقوبات التي فرضها عليها الغرب والتي وصفت بغير المسبوقة؟
العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو بسبب تدخلها العسكري في أوكرانيا لن يكون له تأثير كبيرعلى روسيا، لأن روسيا تعودت على التعامل مع مثل هذه العقوبات، العالم كله بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والغرب سوف يتأثر بهذه العقوبات، روسيا عضو في تكتل «البريكست»، الذي يضم الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى أن هناك اعتراض من بعض الدول الأوربية على فرض عقوبات على قطاع الغاز الروسي، وهو أهم قطاع بالنسبة للاقتصاد الروسي مع البترول والسلاح والقمح.
هل تتوقع نشوب حرب عالمية ثالثة أو حرب نووية كما تحدث البعض نتيجة هذه الأزمة العالمية؟
استبعد تماما نشوب حرب عالمية ثالثة أو حرب نووية.
هل هذا الصراع بين أمريكا وروسيا سيكون له امتداد في أماكن أخرى من العالم؟
الصراع سوف ينعكس على العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في ملفات كثيره حول العالم مثل، ملف الاتفاق النووي مع إيران، والوضع في سوريا، لا سيما وأن الوضع في سوريا تتدخل فيه إيران وحزب الله وإسرائيل، لذلك تقوم إيران بالوساطة بين روسيا وأوكرانيا من أجل تجنب الغضب الروسي.
هل شكل العالم سوف يتغير بعد هذه الأزمة؟
شكل العالم لن يتغير بعد الأزمة الأوكرانية، شكل العالم لم يتغير بعد انسحاب أمريكا من افغانستان كما كان يعتقد البعض، أمريكا كانت سوف تتخذ نفس الموقف الذي اتخذته روسيا في أوكرانيا لو قامت مثلا المكسيك أو كندا بالانضمام لتحالف عسكري ضد أمريكا،أتوقع أن تصبح روسيا في مكانة أقوى في العالم بعد الأزمة الأوكرانية، وأتوقع أن يصبح العالم متعدد الأقطاب، الولايات المتحدة الأمريكية تحارب في أوكرانيا من خلال الضغط الاقتصادي والمالي والإعلامي والسياسي، لكن روسيا لم تخضع لكل هذه الضغوط وتواصل الرد عليها من خلال تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض.
لن يكون هناك حرب عالمية ثالثة أو نووية وشكل العالم لن يتغير بعد الأزمة
متى وكيف ستنتهي هذه الأزمة التي تشغل العالم؟
ممكن أن تنتهي عبر التفاوض، هناك 3 مستويات للتفاوض، الحد الأعلى، والحد الوسط، والحد الأدني، المفاوضات تبدأ دائما من الحد الأعلي، والشروط التي وضعتها روسيا لوقف الحرب والتي تتمثل في نزع سلاح أوكرانيا وعدم انضمام اوكرانيا لحلف الناتو والوقوف على الحياد والاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، هذه الشروط كلها قابلة للتفاوض، ولكن الجانب الروسي لن يتنازل عن ثلاثة شروط هي، التعهد بعدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، واعتراف الجانب الأوكراني بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، وتحويل أوكرانيا إلى دولة محايدة، أما باقي الشروط مثل، نزع سلاح أوكرانيا والقضاء على النازيين الجدد أو القوميين المتطرفين وغيرها من الشروط فهي موضع تفاوض ويمكن التوصل فيها إلى حلول وسط، وفي حال عدم موافقة الجانب الأوكراني على تلبية الشروط الروسية الثلاثة والتي تتمثل في عدم الانضمام لحلف الناتو والوقوف على الحياد والاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، فسوف تستمر روسيا في الضغط العسكري واحتلال المزيد من المدن.
وتبقى كل هذه الآثار السياسية والاقتصادية للأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية على روسيا قائمة ما دام بقى الصراع محتدما، أما إذا أدت المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا مع الوساطات والجهود الدولية إلى انفراجة فى الأزمة والتوصل إلى صيغة توافقية، فقد يؤدى ذلك إلى تهدئة نسبية وتخفيف التصعيد بين الناتو وروسيا. ويظل الموقف الأمريكى معلقا على مدى رغبة الرئيس بايدن فى التهدئة لتخفيف الأعباء الاقتصادية على العالم بما فيه منطقة الشرق الأوسط، أم سيظل يستخدم العقوبات الاقتصادية على روسيا إلى أن تجرى انتخابات التجديد النصفى لأعضاء الكونجرس الأمريكى فى نوفمبر 2022. وقد لوحظ مدى ارتياح بايدن وسعادته بما أسماه وحدة الأمريكيين التى بدت أثناء إلقائه خطاب الاتحاد أمام الكونجرس الأمريكي؛ حيث جعل الأزمة الأوكرانية فى مقدمة خطابه ولقى تأييدا كبيرا من أغلبية الأعضاء، من الديمقراطيين والجمهوريين. ومن الوارد أن يربط بايدن بين رفع العقوبات عن روسيا ومواقفها فى كل من الأزمة السورية والأزمة الليبية، ولكنه قد يقع تحت ضغوط من الدول الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبى لتخفيف العقوبات الاقتصادية على روسيا للمساعدة فى جهود التعافى من الآثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا.