ننشر أبرز تصريحات الحاضرين بمؤتمر وكالة الطاقة الدولية في باريس
شهدت افتتاحية مؤتمر وكالة الطاقة الدولية إلقاء كلمات لكل من دكتور فاتح بيرول الرئيس التنفيذى للوكالة والسفيرة أمانى أبوزيد مفوض الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الأفريقى وجينفير جرانهولم وزير الطاقة الأمريكية، حيث رحب بيرول بالمشاركين فى مؤتمر الوكالة الذى يقام بمقر منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية فى باريس.
وأكد فتح بيرول، على أن الوكالة تأخذ الموضوع الخاص بالمناخ والتحول الطاقى على محمل الجد، حيث أن الوضع بالنسبة لإفريقيا قد اختلف عما كان عليه فخلال العقدين القادمين، واحد من كل فردين بالعالم سيكون من إفريقيا، وسيتضاعف عدد سكان إفريقيا بأكثر من عدد سكان أوروبا اليوم، وهذا يلقى بظلاله على الطاقة، فهم سيحتاجون لزيادة مستوى المعيشة والتطور والمدنية بالإضافة للطاقة التى ستكون فى غاية الأهمية، وهناك موارد كبيرة فى القارة منها الطاقة الشمسية، ولكن الأرقام محزنة للغاية، فإجمالي الطاقة الشمسية المنتجة جنوب الصحراء الأفريقية بالكامل يساوى ثلث الطاقة الشمسية المنتجة فى بريطانيا، والاستثمارات التى يتم إنفاقها لتحويل الطاقة الشمسية لطاقة كهربائية فى القارة قليلة جدًا.
وأضاف بيرول، أنه عند التحدث عن التغير المناخى فإن التلوث يصيب الجميع ولكن المشكلة تكمن فى الانبعاثات، ومساهمة إفريقيا فى الانبعاثات فقط أقل من 2% ولكن تأثير التغير المناخى للأسف كبير على الشعوب الأفريقية.
وأوضح، أنه كان فى مصر منذ عدة أسابيع مع مفوض الطاقة الأفريقية، وتم التوافق على أن يكون موضوع الاستثمار فى الطاقة الجديدة والمتجددة فى إفريقيا موضوعًا رئيسيًا فى القمة العالمية للمناخ التى تستضيفها مصر، وأشار لانضمام مصر للوكالة وأنه على ثقة إنه ا ستعمل بجدارة مع مفوضية الطاقة الأفريقية على ذلك، مؤكدًا أن إفريقيا فى أولوية اهتمامات الوكالة.
ندعم جهود الحكومات الأفريقية
من جهتها أكدت وزيرة الطاقة الأمريكية جنيفر جرانهولم، على دعم بلادها لجهود التحول الطاقى، وأشارت إلى أن عددًا من الحكومات الأفريقية حققت تقدمًا فى هذا المجال خلال العقدين الماضيين، لكن خلال القرن القادم سيزداد عدد سكان القارة بشكل رهيب وبالتالى سيتضاعف الطلب على الطاقة ولا يجب أن يؤثر هذا النمو على المناخ والأهداف الخاصة بالانبعاثات الكربونية، حيث أنه بالاستثمارات الموجهة والدعم المنشود ستتمكن الحكومات الأفريقية من تشييد بنية تحتية لازمة لتوفير طاقة بسعر معقول لهذا العدد المتنامى من السكان، وأعادت التأكيد على دعم وزارة الطاقة الأمريكية للجهود الأفريقية والمبادرات من الدعم الفنى والاستشارى، حيث أن هناك فرصًا كبيرة جاهزة تحتاج للعمل سويًا والاتكاء على بعضنا البعض والبدء فى التحول من الأفكار إلى أفعال.
برامج الطاقة فى إفريقيا فرص رائعة للاستثمار
وأعربت الدكتورة أمانى أبوزيد مفوضة الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الأفريقي، عن إيمانها بأن تناول مشكلات الطاقة بإفريقيا هو المفتاح للمناقشات العالمية وأشارت لبعض الحقائق الهامة ومنها أن أكثر من 600 مليون مواطن أفريقى لا يحصلون على الكهرباء و900 مليون أفريقي لا يحصلون على وسائل طهى نظيف ومئات الآلاف يلقون حتفهم كل عام بسبب عدم حصولهم على الطاقة المناسبة.
فضلًا إلى أن إفريقيا تتحمل العبء الأكبر بالرغم من أنها أقل قارة مسببة للانبعاثات وأزمات المناخ، فإفريقيا بها فرص هائلة وموارد كبيرة فى الطاقة مثل الغاز والبترول والطاقات الجديدة والمتجددة، والاتحاد الأفريقي يؤمن بأنه يجب عليه الإسراع من خلال الدول الأعضاء فى برامج الحصول على موارد طاقة حقيقة وبسعر معقول للجميع، بهدف القضاء على فقر الطاقة وأن تكون الطاقة هى المحرك لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية للقارة الأفريقية، فنقص أمن الطاقة فى القارة الأفريقية ينتج عنه نزاعات، ولقد حددنا بعد جائحة كورونا عاملين للتعافى وهم الطاقة والتحول الرقمي والذى بدوره يحتاج للطاقة، بالإضافة لدورنا فى مكافحة التغير المناخى، وعلينا تحقيق التوازن بين الاثنين بالحصول على الطاقة والحفاظ على المناخ.
وأشارت إلى أن كل الدول الأفريقية الـ 55 لديها مشروعات طاقة جديدة ومتجددة، وأن هناك مشروعات هامة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومشروع طاقة باطن الأرض الحرارية الذى يقوده الاتحاد الأفريقي شرق إفريقيا، بالإضافة لعدة برامج أخرى، كما أكدت على أن الغاز الطبيعى هام للغاية للطهى النظيف ولتوليد الكهرباء. ولذلك فإنه ليس الوقت المناسب للتخلص والتخلى عن الغاز وذلك لإسهاماته الهامة فى الطاقة النظيفة والمناخ، وأوضحت أن أهم التحديات هى توفير التمويل وارتفاع التكلفة وعدم المساواة.
كما يجب الاسراع فى توفير آليات التمويل ويجب أن يكون على أولويات موضوعات قمة المناخ القادمة COP27، كما أن الجميع يتحدث عن جهود كل دولة على حدة، على الرغم من أن المناخ لا يتوقف عند حدود الدول، ويجب أن نتعامل إقليميًا وفيما بين القارات، مضيفة أن هناك 24 مشروعًا إقليميًا وما بين القارات جاهزين ليتم تمويلهم، وأنه فى يونيو 2021 تم إطلاق برنامج يهدف لأن تستفيد إفريقيا من كل مواردها وإنشاء شبكات ذكية لنقل الطاقة عبر القارة لرفع مستوى القارة ككل وليس كدول منفصلة.
كما أشادت بالتعاون مع وكالة الطاقة الدولية لسنوات عدة، لبناء قاعدة ملموسة يمكن الاعتماد عليها لبيانات الطاقة. وقالت أبوزيد إن إفريقيا تحتاج 5ر3 مليار دولار لتمويل برنامج الطاقة وهى فرصة استثمارية رائعة، لا تتوفر فى أى قارة أخرى.