الدكتور عبد المنعم فؤاد في حوار رمضاني ساخن لـ«النبأ»: دراما الإجرام هزت استقرار المجتمع.. ومن يؤخر الصلاة من أجل مشاهدة المباريات والمسلسلات «آثم»
قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والمشرف العام على الأروقة العلمية بالأزهر الشريف، وعميد كلية الوافدين ورئيس أكاديمية الأزهر العالمية سابقا، إن دراما الإجرام والسكاكين والسواطير وخلع الملابس وأخذ الحق بالذراع هزت استقرار المجتمع، مشيرا إلى أن برامج «المقالب» قلبت الموازين في المجتمع وأن القائمين عليها ليسوا من بني جلدتنا.
وأضاف «فؤاد»، في حواره لـ«النبأ»، أن المحتكرين مفسدون في الأرض وأنه على ولى الأمر مقاومتهم، مؤكدا على أن الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها من أجل مشاهدة المباريات والمسلسلات آثمون، وأنه لا يجوز بناء المساجد من المال الحرام.. وإلى تفاصيل الحوار
يجوز للمريض عدم الصيام بناء على تعليمات الطبيب
في البداية ماذا تقول للمريض الذي يرفض أن يفطر في رمضان رغم أن الطبيب طالبه بعدم الصيام لأنه يهدد حياته؟
ربنا سبحانه وتعالى أعطى لنا رخصة، ويجب أن نستعمل هذه الرخصة، فلو كان الصيام سوف يؤدي إلى التهلكة، فالله -سبحانه وتعالى- نفسه الذي أمرنا بالصيام قال «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ»، وقال أيضًا «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا»، فالصيام فرض من الله، ولكن له ضوابط وشروط، وجعل الله -سبحانه وتعالى- له رخص معينة في ظروف معينة، فالله سبحانه وتعالى أعطانا هذه الرخص، فلماذا نهدرها؟، وبالتالي يجب على المريض أن يطيع الأطباء ما دام أن الصيام خطر على حياته.
وإذا كان الطبيب من أهل الثقة فليتبع الطبيب، وإذا رأى في نفسه القدرة على الصيام وأن الصيام لن يضره باعتبار أن الإنسان طبيب نفسه، فهذا يرجع له، لكن الرخصة إن فعلها سوف يأخذ عليها ثواب، لأنه أطاع الله فيها، وكما قلت يمكن للشخص المريض الذي أمره الطبيب بعدم الصيام، أن يعوض الصيام عن طريق الفدية، كما قال تعالى: «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ»، أو عن طريق إعادة الصيام مرة أخرى بعد الشفاء، وبالتالي ربنا أعطاه رخصتين، الإعادة لو شفاه الله، والفدية إذا استمر المرض معه.
الظروف الاقتصادية لا علاقة لها بمشاكل الناس
هناك موجة عاتية من الغلاء تجتاح العالم وليس مصر فقط بسبب الأزمات والحروب.. ماذا تقول للناس في مثل هذه الظروف؟
الإنسان أدرى بنفسه، وكل إنسان يستطيع أن يقدر الأمور بقدرها، ولا يسرف ولا يقوم بتخزين السلع خوفا من أن ترتفع الأسعار، لأن تخزين السلع هو الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، لكن الإسراف والتبذير خاصة في شهر رمضان أمر نهى عنه المولى -تبارك وتعالى- الإسلام لم يجعل شهر رمضان شهرًا للتخزين والكنافة والبطاطا والمشروبات الغالية وغيرها، وكأن شهر رمضان جاء للاستهلاك، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفطر في رمضان على وتر من التمر.
المحتكرون مفسدون في الأرض وعلى ولى الأمر مقاومتهم
الغلاء موجود في كل مكان، لكن الدين الإسلامي ضبط الأمور ووضعها في نصابها لأنه دين عالمي وليس دينا جاء للعرب فقط،، وحكى النبي صلى الله عليه وسلم «أن من احتكر طعاما فهو خاطئ»، وخاطئ هنا يعني آثم، وورد عنه صلى الله عليه وسلم على لسان سيدنا عمر بن الخطاب قوله عليه الصلاة والسلام «من احتكر طعاما على المسلمين فقد برئ منه الله ورسوله»، فالاحتكار نوع من الشدة على الناس، واليسر والسهولة هي من صفات المسلمين «يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا»، فالشخص الذي يحتكر في أوقات الشدة خاصة في أمور الطعام هو إنسان برئ منه الله وبرئ منه رسول الله، ولا يبارك الله له في ماله ولا في تجارته، وعلى ولى الأمر مقاومة هؤلاء المحتكرين، لأنهم يفسدون في الأرض ويهزون استقرار المجتمع.
مهر بنت رسول الله لم يكن سيارة مرسيدس ولا شقة في القاهرة الجديدة.. والنبي رفض أن يأتي لها بخادمة
كيف ترى زواج غير القادر سواء غير قادر على الإنفاق أو المعاشرة الزوجية؟
النبي -صلى الله عليه وسلم- حسم هذا الأمر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»، المقصود بالباءة الإنفاق والقدرة على الزواج والصحة وما إلى ذلك، وبالتالي النبي -صلى الله عليه وسلم- وضع الروشتة بإيجابياتها وسلبياتها، وعلى الإنسان أن ينفذ هذه الروشتة حسب ظروفه ومقدرته، فهل يستطيع أن يصبر ويستخدم الدواء رقم 2 في الروشتة وهو الصبر والخوف من الجليل إلى أن ييسر الله له؟ واعلم أن من قصد الزواج ليعف نفسه، سوف ييسر الله سبحانه وتعالى له الأمر، فعلى الإنسان ألا يتسرع في مسألة الزواج، وعليه بقدر المستطاع أن يتقي الله في نفسه ويطبق كلام الله -سبحانه وتعالى- في حياته، والله تعالى يقول: «وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ»، ويستعفف يعني يبتعد عن الأخطاء، وهذه بشرى من المولى عز وجل، أن الذي يريد الزواج ولا يستطيع، بشره الله تعالى بأنه سوف يغنيه من فضله، وسوف يقيم أسرة وبيت إن شاء الله، بشرط أن يتقى الله.
وعلى المجتمع أن ييسر قضايا المهر وينظر إلى ظروف الشباب وظروف المجتمع، حتى لا يقع الشباب والفتيات في الأخطاء «خير النساء أقلهن مهرا»، ونحن نعلم أن مهر بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن سيارة مرسيدس ولا شقة في القاهرة الجديدة ولا مدينة نصر ولا غيرها من المدن الراقية، وإنما كان بيتا عاديا جدًا مفروش من الحصير ورحى تطحن بها القمح، ولما ذهبت السيدة فاطمة إلى الرسول بعد زواجها من سيدنا علي -رضى الله عنه- تطلب منه خادما، كان النبي في استطاعته أن يعطيها خادما، فهي ابنته وفلذة كبده وأقرب أبنائه إلى قلبه، لكنه قال: «يا فاطمة ألا أَدُلُّكِ على ما هو خيرٌ لك من خادمٍ؟ تُسبِّحين اللهَ ثلاثًا وثلاثين، وتحمَدين ثلاثًا وثلاثين، وتكبِّرين أربعًا وثلاثين، حين تأخذين مضجعَكِ، واختمي بلا إله إلا الله، فإن هذا سيكون عونا لكي في حياتك»، فلو كل إنسان استعمل روشتة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلم الأمور لله سوف تسير الأمور بيسر.
صحابة الرسول كانوا يعيشون في سعادة مع نسائهم وهم من أفقر الناس
لكن البعض يحمل الظروف الاقتصادية المشاكل التي تحدث داخل البيوت؟
هذه نظرية خاطئة، لقد كان صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعيشون في سعادة مع نسائهم ولم يكن أحد منهم يمتلك أموالا في البنوك، وإنما كانوا أفقر الناس، وكانت الزوجة تقول لزوجها وهو ذاهب إلى عمله في الصباح «يا فلان اتقي الله فينا ولا تأكل حراما فإننا نستطيع أن نصبر على الجوع في الدنيا ولا نستطيع أن نصبر على عذاب الله يوم القيامة»، أين هذه الزوجة الآن؟، نحن نحتاج إلى هذه الزوجات وهذه الثقافات التي يجب أن تنتشر في المجتمع.
ما يحدث في مسائل تعدد الزوجات «فوضى خلاقة»
أحد الشيوخ قال إن الشرع لم يحلل 4 زوجات ولكنه أباح ذلك.. ما الفرق بين التحليل والإباحة؟
الشرع لم يفرض الزواج، ولكن الزواج سنة من سنن الإسلام المعروفة، فالله تعالى لم يقل «فرض عليكم الزواج»، ولكنه قال «وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً»، فالزواج من سنن الإسلام ومن الأمور المباحة.
أما قضية التعدد فقد شرعها الإسلام لمن يريد تطبيقها ولكن بضوابط وشروط، قال تعالى «فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»، فالشرط في الزواج العدل، وإن لم يستطع أن يعدل فهنا دخل في باب الإثم، لذلك جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «من تزوج امرأتين فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل»، فالإنسان الذي يعدد ولا يعدل بين الزوجات يأتي يوم القيامة في شكل غريب وعجيب، صورته معوجة يوم القيامة، وكل من ينظر إليه يقول: كان لا يعدل في الدنيا بين زوجاته، لكن الذي أراه الآن في مسائل تعدد الزوجات هي «الفوضى الخلاقة».
يجب تنفيذ حكم الله في الذين يقتلون الناس في الشوارع ويمثلون بجثثهم
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة القتل والتمثيل بالجثث من قبل أشخاص يقولون إنهم كانوا تحت تأثير المخدرات وخاصة مخدر الشبو.. كيف ترى هؤلاء؟
هؤلاء عبارة عن أدوات فساد في المجتمع، يفسدون في الأرض، ولا بد من الضرب على أيديهم بقوة القانون، لا بد من تطبيق القانون عليهم، والله تعالى قال عن الذين يفسدون في الأرض«إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ»، فهذا هو حكم الله وقانونه في الذين يفسدون في الأرض ويقتلون الناس ويمثلون بالجثث وغير ذلك.
وأقول للذين يقولون إن هذا الحكم قاسي، إنكم ليس أرحم من الله على عباده، فالله سبحانه وتعالى الذي سمى نفسه «الرءوف الرحيم» هو الذي أمر وطلب بقطع الأيدى والأرجل حفاظا على الأنفس الباقية وعلى تماسك المجتمع واستقراره، وهؤلاء لا بد وأن يطبق عليهم القانون فورا، وفي ميدان عام، إن كانت قوانين البلد تسمح بذلك.
لكن هؤلاء يكونون مغيبين أو غائبين عن الوعي أو واقعين تحت تأثير المخدرات؟
يطبق عليهم القانون في تعاطي المخدرات أولا، ثم تطبق عليهم جريمة الإفساد في الأرض، وهذه أمور يقدرها أهل القانون والأطباء وغيرهم.
في أحيان كثيرة يجلس بعضنا أمام شاشات التلفاز لمشاهدة بعض المباريات أوالمسلسلات أو الأفلام ويقومون بتأجيل الصلاة.. كيف ترى هؤلاء؟
يقول الله تعالى «إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا»، وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟، قال: الصلاة على وقتها، هذا كلام القرآن وكلام النبي، وبالتالي الإنسان الذي يؤجل الصلاة من أجل مشاهدة المباريات أو المسلسلات آثم، وعليه أن يستغفر الله وألا يفعلها مرة أخرى.
بناء المساجد من المال الحرام لا يجوز شرعًا
هل يجوز بناء المساجد بالمال الحرام؟
إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، لم يرغم الله الإنسان أن يسرق لكي يبني المساجد، ولم يرغم الله الإنسان أن يغتصب حقوق الناس ويرتشي لكي ينفقها على الآخرين، «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ»، فالأكل يكون من الطيبات، والله تعالى يقول «وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ»، ولم يقل لهم آتوهم من مال الله الذي سرقتموه من الآخرين.
لكن ما أوجه إنفاق المال الحرام؟
باب التوبة مفتوح، «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»، وقال تعالى «وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون»، وهناك سورة في القرآن اسمها التوبة، تحدث فيها الله تعالى عن المنافقين الذي كانوا يعصون الله ويخالفونه، حتى قال بعض العلماء إن سورة التوبة كادت أن تنطق بأسمائهم لولا أن الله سترهم.
وكيف يتم إنفاق المال الذي تم جمعه من حرام؟
إن استطاع أن يرجعه إلى أصحابه مرة أخرى، فإن لم يستطع فلينفقه فيما ينفع المسلمين بشرط أن يكون مصحوبا بالتوبة.
وماذا عن المال الذي تم جمعه من تجارة المخدرات والأنشطة غير المشروعة؟
المال الذي يؤخذ عن طريق إيذاء الناس في أنفسهم أو أعراضهم كله حرام، حتى المال الذي يؤخذ من المسلسلات والأفلام غير البناءة التي تفسد عقول الشباب كله حرام.
لا يجوز السفر للقتال فى أوكرانيا دون موافقة ولي الأمر
هناك بعض المسلمين الذين ذهبوا لكي يقاتلوا في الحرب الدائرة في أوكرانيا سواء مع روسيا أو مع أوكرانيا.. كيف ترى هؤلاء؟
أي شاب يخرج عن قانون بلاده ويلقى بنفسه في التهلكة لا يلمن إلا نفسه، فهو خاطئ، لأن طاعة ولي الأمر خاصة في القضايا العامة التي تهم المجتمع واجبة بنص القرآن الكريم «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»، لا يجوز أن يخرج الإنسان من بلده للقتال في دولة أخرى إلا بأمر وطاعة ولي الأمر، وولي الأمر هنا هو رئيس الدولة.
منذ فترة وهناك غياب للأعمال الفنية الدينية في رمضان.. تعليقكم على هذا الموضوع ولماذا لا يقوم الأزهر الشريف بإنتاج مثل هذه الأعمال؟
الأزهر ليس جهة إنتاج ولا جهة إلزام، الأزهر جهة بيان، فإذا عرض عليه أمر يتعلق بالأمور الدينية يبدي رأيه في هذا الأمر عن طريق المختصين في مجمع البحوث الإسلامية وغيره، لكن نحن نوصى الأخوة المنتجين وغيرهم أن يراقبوا المولى تبارك وتعالى وأن يسارعوا في إنتاج دراما دينية بناءة تفيد المجتمع، وتحث الشباب على الأخلاق والقيم والتضامن الاجتماعي والوحدة الوطنية، وعلى حسن المعاشرة بين الابن وأبيه وبين الزوج وزوجته، وكلها أمور المجتمع في أشد الحاجة إليها، وعلى كاتب السيناريو أن يراعي ذلك، لأنه سوف يحاسب عن كل كلمة سوف يكتبها.
نحن في أشد الحاجة إلى الدراما النافعة وليس دراما الإجرام ودراما السكاكين والسواطير وخلع الملابس وأخذ الحق بالذراع خارج القانون، هذه الدراما التي انتشرت في الفترات الأخيرة أدت إلى سلبيات يعاني منها المجتمع، وهزت الاستقرار الفكري في المجتمع، نحن نود أن تعود إلينا الثقافة بمفهومها الأخلاقي، نحن نحتاج دراما بناءة تفيد المجتمع وتدعو إلى الخير والوحدة الوطنية، وتؤدي إلى بناء البلد والعمل والإنتاج.
«رمضان» شهر الفتوحات والبطولات والإنتاج
بعض الناس يأخذون شهر رمضان على أنه شهر للراحة والتكاسل؟
شهر الصيام لم يكن في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا شهر عمل وإنتاج وفتوحات وانتصارات، وكان صحابة النبي أنشط الناس في رمضان، كانوا يجدون في رمضان غذاء روحيا وقوة تدفعهم إلى العمل والإنتاج، نحن في حاجة إلى من يدعون إلى هذه الثقافة، سواء عن طريق المسلسلات أو الأفلام وغيرها.
برامج«المقالب» قلبت الموازين والقائمون عليها ليسوا من بني جلدتنا
هناك الكثير من برامج المقالب تظهر في رمضان مثل برنامج رامز وخلافه.. كيف ترى ذلك؟
هذه ثقافة دخيلة وغريبة وعجيبة، هذه الثقافة قلبت الموازين في المجتمع وأنتجت منتجا سيئا في ربوع المجتمع، الأطفال والشباب يطبقون هذه المقالب في الشوارع عمليا؛ مما يؤدي إلى حدوث مصائب وهز الاستقرار الأمني والأخلاقي في المجتمع، الذين يفعلون ذلك ليسوا على قدر المسئولية، والذي ينتجون هذه الأعمال ليسوا على قدر المسئولية، وكل منتج شريف لا يمكن أن يقبل هذا على الإطلاق، وأنا على يقين من أن المنتجين والقائمين على هذه الأمور ليسوا من أبناء جلدتنا ولا من أبناء ثقافتنا، وإنما من أبناء دول أخرى وبلاد أخرى وثقافات أخرى، يريدون تصدير هذه الثقافة إلى بلادنا ليهزوا استقرار المجتمع، وهذا لن يكون في أهل مصر إن شاء الله.
لكن هؤلاء يأخذون مثل هذه الأعمال على أنها نوع من الفكاهة والكوميديا التي تسعد الناس؟
الرسول نهى عن السخرية، والقرآن نهى عن السخرية بالآخرين فقال تعالى«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ»، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- بساما ضاحكا، وكان لا يقول إلا حقا، ونحن رأينا كيف علمنا الرسول آداب الابتسامة، كان يداعب أهله ويلاعبهم، وهو الذي سمى عبد الرحمن ابن صخر «أبو هريرة» حيث وجده يحمل هرة أو قطة صغيرة في كمه، وكان يداعب الأطفال والكبار ويبتسم، فهذه الأعمال «برامج المقالب» لا يقبلها الرسول ولا الإسلام ولا أهل الحل والعقد من العقلاء.