لقاءات حصرية مع شهود العيان وأسرة الضحية..
النبأ تُحقق فى حادث مقتل سيدة حرقًا وإصابة زوجها بدار السلام.. فيديو وصور
أصبحت واقعة مقتل سيدة حرقًا وإصابة زوجها داخل فرن عيش بلدي بشارع أحمد محمود المتفرع من شارع الفيوم العمومي بمنطقة دار السلام جنوبي القاهرة؛ حديث الساعة بين الأهالي بدائرة البساتين ودار السلام، خاصة أن المتهمين استغلوا انشغال المجني عليها وزوجها في العمل بفرن العيش، واقتحموا عليهم محل عملهم، وسكبوا عليهم مادة سريعة الاشتعال وألقوا زجاجات مولوتوف مشتعلة مما تسبب في اشتعال النيران داخل الفرن.
أبشع جريمة قتل وحرق في دار السلام
تمكن العمال والأهالي من إخماد الحريق داخل فرن العيش، لكن النيران كانت أحرقت السيدة هويدة فؤاد زوجة صاحب المخبز، وتركت بها إصابات بالغة وحالتها خطيرة، تم نقلها على إثرها إلى مستشفى أحمد ماهر والتي ظلت بها 21 يومًا تحت الملاحظة وتتلقى العلاج اللازم، لكن جميع محاولات الأطباء باءت بالفشل، وتوفيت السيدة متأثرة بجراحها، كما أصيب زوجها بجروح نتيجة طعنات بسلاح أبيض عبارة عن مطواة وحروق متفرقة في يده.
انتقل محرر «النبأ الوطني» إلى شارع أحمد محمود المتفرع من شارع الفيوم العمومي بمنطقة دار السلام جنوبي القاهرة، حيث موقع الحادث، والتقينا بشهود العيان والأهالي والجيران ثم انتقلنا إلى أسرة المجني عليها، بمنزلهم الذي يبعد حوالي كم تقريبًا من فرن العيش.
النبأ تُجري لقاءات حصرية مع شهود العيان في موقع الحادث
في البداية المجني عليها تدعى: «هويدا فؤاد محمد»، 48 سنة، ربة منزل، وزوجها المصاب يدعى: «مغربي جمعة قاسم»، 48 سنة، الزوج مولود في نفس العام المولدة فيه زوجها لكنه يكبر عنها بـ6 أشهر، مقيمون بمنطقة دار السلام جنوبي القاهرة، وأصل بلدتهم قرية برطباط الجبل التابعة لمركز مغاغة، بمحافظة المنيا.
«كنت واقف وشغال على سير الفرن، استقبل منه العيش، وفجأة لقيت حاجة فرقعت، والفرن ولعت حولي، والنار مسكت في الحاجة هويدا زوجة صاحب المخبز، وأحرقتها».. بهذه الكلمات بدأ عم عصام الفران بمخبز العيش البلدي، وشاهد عيان على الحادث المأساوي الذي راح ضحيته سيدة، وإصابة زوجها، خلال حديثه لـ«النبأ» مضيفًا: «كلنا اتخضينا من منظر النيران اللي كانت محاوطانا، ومش عارفين نخرج من داخل الفرن، غير إن النيران كانت ماسكة في الحاجة هويدا وتسببت في إصابتها بحروق بالغة توفيت على إثرها، وأصيب زوجها بطعنات وحروق متفرقة بالجسم، وتمكنا من فصل اسطوانة الغاز الواصلة بفرن العيش، وإخماد النيران، ثم تم نقل السيدة وزوجها إلى مستشفى أحمد ماهر».
داخل المقهى المجاور للفرن الذي شهد الحادث، التقينا بصاحبها «المعلم أبو عمرو»، وتحدث عن تفاصيل وأسباب الحادث قائلًا: «اللي أنا أعرفه عن أصحاب الفرن أنهم ناس كويسين، وفوجئنا بالتهجم عليهم من قبل المتهمين، وقتها أنا خرجت من المقهى على الأصوات والزعيق، فشاهدت أحد المتهمين يلقي مادة سريعة الاشتعال بنزين وزجاجات مولوتوف داخل الفرن، ما أدى لاشتعال النيران».
ويكمل: «وكان متهمًا آخرًا ممسك بيده كذلك يقوم بضرب من أمام بالفرن وتسبب في إصابة صاحب المخبز وإصابة نفسه، لحظة اشتعال النيران داخل الفرن، لكن الغريب أنه أثناء اعتداء المتهمين علي المجني عليها وزوجها وأشعلوا النيران داخل الفرن وحصل اللي حصل، اكتشفنا أن المتهم يتهم في التحقيقات المجني عليها وزوجها بإحداث إصابته»، متسائلًا: «هل يعقل أن يكون أحدا جالسًا في أمان الله ومسالمًا ويجلس في حاله داخل فرن أكل عيشهم ويدخل عليهم مجموعة يولعوا فيهم النار والست تموت وزوجها يصاب، نتيجة الاعتداء الغاشم من قبل المتهمين، ولما واحد من المتهمين يتصاب بسلاحه وحروق نتيجة النيران التي أشعلوها يقوموا يتهموا المجني عليه بالتسبب في إحداث إصابتهم.. هذا في شرع من؟!.
وأضاف: «لكن كلنا ثقة في القضاء المصري الشامخ والعادل بأن يصل للحقيقة، ويعاقب المجرمين وبعقوبة رادعة، حتى تطفأ نار أسرة الضحية».
ونوه أن أصحاب الفرن تلقوا العديد من التهديدات من قبل المتهمين، بسبب رفض صاحب المخبز التنازل عن قضية كان قد رفعها ضدهم منذ عام بسبب تعديهم على نجله، وأصدر القضاء حكمه فيها بمعاقبة المتهم بالحبس سنة، وحاولوا كثيرًا الضغط على أصحاب الفرن للتنازل عن القضية لكن صاحب الفرن أصر على رفضه التنازل وظل متمسكًا بان القانون يأخذ مجراه، وهو الأمر الذي أثار حفيظة المتهمين في الاعتداء على أصحاب الفرن، وانتهت بتلك الجريمة البشعة.
ابنة الضحية تروي معاناة والدتها وهي تصارع الموت على مدار 21 يومًا
وتحكي الفتاة «حنان» ابنة المجني عليها «هويدا فؤاد محمد»، لـ«النبأ» معاناة والدتها خلال الـ21 يومًا التي عاشتها تصارع فيها الموت داخل مستشفى أحمد ماهر بالسيدة زينب، نتيجة إصابتها بحروق بالغة من الدرجة الأولى والثالثة دخل محل أكل عيشها بالفرن، وتوفيت متأثرة بجراحها.
وتقول الفتاة إنه منذ عام تشاجر شقيقها مع أحد المتهمين، وكان السبب أن شقيقها شاهد الجاني يعتدي على فتاة بسلاح أبيض في الشارع، فتدخل شقيقها للدفاع عن الفتاة، فاعتدى المتهم عليه وأحدث إصابة له عبارة عن جرح قطعي في الوجه، مضيفة إن شقيقها ذهب إلى قسم الشرطة، وحرر محضر بالواقعة، واستمرت هذه القضية تتداول في المحكمة، إلى أن تم صدور حكم قضائي فيها ضد المتهم، بالسجن لمدة عام.
وتكمل: «أخويا كان بيدافع عن البنت والمجرم ده ضربة، وأسرة المتهم حاولوا الضغط علينا للتصالح والتنازل عن القضية، لكن والدي رفض، ليبدأ بعدها الجاني بالتهديد، بالقتل والحرق من أجل أن التنازل عن القضية، لكن والدي ظل متمسكًا بالرفض، وأراد أن يأخذ حقه بالقانون، والدي كان عاوز يأخذ حق أخويا بالقانون بذون مشاكل».
وتضيف: ويوم ارتكاب الحادث كان المتهم بصحبة شقيقه ووالدته، ودخلوا على الفرن عند والدي ووالدتي، وقاموا بإلقاء مادة سريعة الاشتعال وزجاجات مولوتوف مشتعلة داخل الفرن على والدي ووالدتي، هما وشغال، مما أدى إلى احتراق أمي ووفاتها متأثرة بجراحها وإصابة والدي»، مطالبة بالقصاص لوالدتها، وحكم عادل يطفأ نارهم على والدتهم.
تقرير الطب الشرعي يكشف سبب وفاة الضحية بعد 21 يومًا من دخولها المستشفى
إلى ذلك كشف تقرير الطب الشرعي، الخاص بالمجني عليها "هويدا فؤاد"؛ عن أن المذكور كانت تعاني من حروق لهبية من الدرجة الأولى والثالثة بالوجه واليدين والساعدين بنسبة حوالي 20% مع حدوث استنشاق لهبي.
وأوضح التقرير، أن المجني عليها كانت تعاني من توقف في عضلة القلب تم عمل إنعاش رئوي، وتم وضعها على جهاز كهربي لمده 30 دقيقة لم يستيقظ المريض بعد، وتم إعلان عن وفاتها في العاشرة ونصف مساءً.
وأضاف التقرير الطبي أن سبب الوفاة هو هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية، نتيجة لتوقف عضلة القلب.
تحريات مباحث قسم شرطة دار السلام تكشف المستور وتضبط المتهمين
يذكر أن منطقة دار السلام جنوبي القاهرة القاهرة، شهدت واقعة مأساوية راح ضحيتها ربه منزل وإصابة زوجها بحروق من الدرجة الأولى إثر اعتداء سيدة وزوجها وابنها بمواد قابلة للاشتعال "بنزين"، حال تواجدهم داخل محل عملهم بسبب خلافا سابق بينهم.
وكانت البداية عندما تلقي المقدم وسام عطية رئيس وحدة مباحث قسم شرطة دار السلام بمديرية أمن القاهرة، بلاغا من الأهالي يفيد بقيام 3 أشخاص بإضرام النيران في سيدة وزوجها داخل فرن بشارع أحمد محمود المتفرع من شارع الفيوم العمومي بدائرة القسم.
على الفور، انتقلت قوة أمنية من وحدة مباحث قسم شرطة دار السلام بمديرية أمن القاهرة، بقيادة المقدم وسام عطية رئيس وحدة مباحث القسم، ترأسها رئيس مباحث القسم، إلى مكان البلاغ، وتبين من خلال المعاينة والفحص أن الزوجين مصابين بحروق من الدرجة الأولى، على إثرها تم نقلهم إلى مستشفى أحمد ماهر بالسيدة زينب، وتوفت الزوجة بعد صراعها داخل غرفة العناية متأثرة بجراحها.
وتوصلت تحريات رجال مباحث قسم شرطة دار السلام بمديرية أمن القاهرة، إلى تحديد مرتكب الواقعة وتبين أنهم (3 أشخاص مقيمون بدائرة القسم)، وتبين أن أسرة المجني عليهم والمتهمين، نشبت بينهما مشاجرة في وقت سابق تعدي الطرف الثاني على الأول بسلاح أبيض أصاب نجل المجني عليه بجرح قطعي في الوجه.
وأشارت تحريات ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة إلى أن المجني عليهم لم يتنازلوا عن القضية حتى أصدرت المحكمة قرارا غيابيًا بحبس المتهم سنه، حاول الطرف الثاني طلب التصالح إلا ان أسرة المجني عليها رفضت وقرروا أمام المباحث أن: «المتهمين كل يوم يبعتوا ناس ويهددون بالقتل».
وأضافت التحريات بقيادة المقدم وسام عطية رئيس وحدة مباحث قسم شرطة دار اسللام بمديرية أمن القاهرة أن المتهمين خططوا لارتكاب الجريمة، وغافلوا المجني عليهما بسكب مادة قابلة للاشتعال "بنزين" وأضرموا النيران داخل الفرن، وتعدوا على الزوج مما أدى لإصابته بقطع في الشريان.
وتمكن ضباط وحدة مباحث قسم شرطة دار السلام بمديرة أمن القاهرة من ضبط المتهمين، وتم اقتيادهم إلى ديوان القسم، وبمواجتهم اعترف المتهمون بارتكابهم الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات، وأمرت بحبسهم على ذمة القضية.