العالم السرى لبيع صفحات فيسبوك وأسعار اللايكات
تحولت صفحات ومجموعات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى بيزنس لتحقيق المكاسب في مصر عن طريق شراء «اللايكات والمتابعة» الوهمية، أو دفع مبالغ مالية وإعلانات ممولة لتسويق منتجات و«تكبير الصفحات والمجموعات» الخاصة بالشركات.
ويعد «فيس بوك» هو المنصة الأكثر استخدامًا في مصر طوال العام الماضي وصولًا لبداية العام الحالي، كما أن عدد المستخدمين في تزايد مستمر، حسب إحصائيات رسمية.
عدد مستخدمي فيسبوك في مصر
وبحسب تقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، فإن هناك 53.6 مليون مستخدم لموقع «فيسبوك» في مصر 62.1% منهم ذكور، و37.9% إناث.
وأشار المركز خلال تقرير، إلى أن مصر تحتل المركز الـ9 عالميا في وصول إعلانات «فيس بوك» إلى 47 مليون مستخدم، والمركز 20 عالميًا في وصول إعلانات «انستجرام»، إلى 18 مليون مستخدم، والمرتبة الـ15 عالميًا في وصول إعلانات «يوتيوب» إلى 40.5 مليون مستخدم، والمركز الـ18 عالميًا في وصول إعلانات «تويتر» إلى 40.5 مليون مستخدم.
وحسب مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، فأن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر مطلع عام 2021 بلغ حوالي 59.19 مليون شخص.
وأوضح التقرير أيضًا، أن 7.36 ساعات هو متوسط عدد الساعات التي يقضيها المصريون على الإنترنت عمومًا، منها نحو 4.20 ساعات عبر الهاتف المحمول، فضلًا عن 68% نسبة استخدام الهواتف المحمولة في التصفح عبر الإنترنت في مصر.
شروط تجني منها أرباح من خلال «فيس بوك»
مع تزايد حجم مستخدمي «فيس بوك» في مصر، أصبحت هناك شريحة كبيرة من المواطنين يسعون إلى تحقيق الربح عن طريق بث مباشر للفيديوهات على صفحاتهم خاصة، أو لشركات لتسوق منتجاتها من خلال إعلانات «فيس بوك».
ووضع فيسبوك شروطًا لتحقيق أرباح للأفراد، أهمها التالي:-
1- تمتلك صفحة فيسبوك عامة وليس حسابا شخصيا.
2- احترام معايير المجتمع، وعدم انتهاك حقوق الطبع والنشر.
3- أن تكون فى أحد البلدان المؤهلة لتحقيق الربح وتنشر المحتوى بإحدى اللغات المؤهلة.
4- أن تمتلك الصفحة 10 آلاف متابع.
5- تحقيق 30000 مشاهدة على الأقل لمدة دقيقة واحدة لمقاطع الفيديو التي لا تقل مدته عن 3 دقائق خلال آخر 60 يومًا.
6- لا يقل عمرك عن 18 عامًا.
7- يجب أن تكون فيديوهاتك حصرية من إنتاجك.
أما بالنسبة للأرباح، فبحسب «فيس بوك»، يتم توزيع الأرباح 55% لصاحب الفيديو، بينما 45%، ترجع إلى حصة شركة «فيس بوك».
وأما بالنسبة للإعلان على «فيس بوك»، فهو يعتبر استراتيجية موثوقة للشركات في جميع أنحاء العالم، لا سيما مع أنه من أكثر المنصات ضمانًا للنتائج بسبب واسعة انتشاره حيث يصل عدد مستخدمي فيسبوك حول العالم إلى ما يقرب الاثنين ونصف المليار، 74% منهم من أصحاب الدخل المرتفع، ويسجل «فيس بوك» يوميًا ما لا يقل عن 1.62 مليار زيارة.
وسعر الإعلان الممول على «فيس بوك»، يبدأ بثلاثة دولارات لليوم الواحد أي ما يعادل 60 جنيهًا مصريًا تقريبًا لذا فهو يُعد من أرخص الوسائل التي يمكن الإعلان من خلالها.
صفحات وهمية
ولكن مع الوقت، ظهرت صفحات وهمية يصل عددهم المتابعزن فيها لأكثر من مليون متابع، وتباع بسعر يصل إلى 50 ألف جنيه ولكنها لا تحتوي على أي تفاعل يتم إغلاقها أو تضيقها من قبل «فيس بوك»، حيث إنها تمتلك متابعين وهميين، هو أمر أشبه بـ«النصب» على المشتري أو شركة «فيس بوك» -حسب ما أكده خبراء-.
كما ظهر أشخاص يتاجرون بصفحات «فيس بوك»، وأصبح همهم الشاغل، هو إنشاء صفحات و«تكبيرها» لبيعها على المواقع أو الجروبات الخاصة على «فيس بوك» أو «واتس آب» أو «تيلجرام».
أسعار بيع الصفحات
وببحث «النبأ»، اكتشفنا وجود صفحات «فيس بوك» يتم عرضها على مواقع معروفة لدى جميع المواطنين مثل «OLX» للبيع والشراء على الإنترنت، ويصل فيها سعر الصفحة إلى 8 آلاف جنيه والتى تمتلك 165 ألف متابع، و1000 جنيه للصفحات أقل من 100 ألف متابع، بينما الصفحات التي تحتوى 20 ألف متابع وصل سعرها إلى 500 جنيه.
أسعار تكبير الصفحات
ولم يقف الأمر عند بيع الصفحات فقط، بل وصل إلى إنشاء شركات مجهولة ولديها مواقع إلكترونية لزيادة عدد المتابعين واللايكات بجانب «تكبير الصفحات والمجموعات»، بمبالغ «ضخمة» داخل وخارج مصر.
واختلف أسعار «تكبير الصفحات والمجموعات»، على حسب عدد المتابعين فيها وعدد اللايكات التي ستأتي للصفحة، وجاء أسعار تنشيط الصفحات «الجاهزة»، حسب أحد الأفراد المتخصصين في التسويق الإلكتروني، كالتالي:
- الصفحات التي تحتوي على 100.000 متابع، كل 1000 لايك مبلغ 10 جنيه مصري أو 2 دولار.
- الصفحات التي تحتوي على 200.000 متابع، كل 1000 لايك بمبلغ 15 جنيه مصري أو 3 دولارات.
- الصفحات التي تحتوي ما بين 500.000 إلى 1.000.000، كل 1000 لايك بمبلغ 20 جنيه مصري أو 4 دولارات.
- أما في حالة الصفحات الجديدة التي يتم إنشاؤها، سعر 1000 لايك بمبلغ 30 جنيه مصري أو 5 دولارات.
فيما حذر خبراء في التسويق وأمن المعلومات، من شراء الصفحات القديمة على «فيس بوك»، وخاصة أن معظمها يحتوى على متابعين وهميين، لافتين إلى أن هناك أشخاصا يخالفون القانون ببيع مثل هذه الصفحات.
3 مشكلات
وفي هذا السياق، قال أحمد عبد الدايم، خبير التسويق الإلكتروني على مواقع التواصل الإجتماعي، إنه أمام مسوقي الشركات أو الأفراد على «فيس بوك» خيارين أولهما شراء صفحة عليها متابعون، وثانيهما الحل التقليدي هو إعلانات «فيس بوك».
وأضاف، أن حل الشراء يواجه 3 مشكلات، تتمثل في أولهم خاصية يضعها «فيس بوك» يوضح فيها للمتابعين تاريخ إنشاء الصفحة، وعدد المرات التي تم تغيير فيها الاسم.
وأشار «عبد الدايم»، إلى أنه بالنسبة للمشكلة الثانية، تتمثل في معدل الوصول دون إعلانات بيكون شبه مُنعدم؛ لأن أغلب المتابعين على تلك الصفحات بيكونوا حسابات وهمية.
وأوضح خبير التسويق، أن المشكلة الثالثة تتمثل في دفع إعلانات على «فيس بوك»، قائلًا: «عندما يفكر المستخدم في دفع إعلان ممولة للصفحة التي تم شراؤها يكون معدل والوصل ضعيفا جدًا؛ لأن شركة فيس بوك تعلم أن الصفحة عليها حساب وهمي مهما تم دفع مبالغة مالية».
غير قانوني
من ناحيته، قال الدكتور أسامة مصطفى، خبير أمن المعلومات، إن بيع وشراء الصفحات الخاصة بـ«فيسبوك»، غير مستحب، لافتًا إلى أنه لا يكون مناسبا لأي نشاط.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن هناك أشخاصا أصبحت وظيفتهم إنشاء صفحات وتكبيرها ثم بيعها، وهذا لا يصلح، متابعًا: «فعلى سبيل المثال هناك صفحات طهي، لا تصلح للتحويل إلى صفحات إعلام، هو ما سيؤدي إلى انخفاض معدلات الوصول».
وأشار «مصطفى»، إلى أن هناك أفردا يرغبون في شراء صفحات لإظهار عدد كبير من المتابعين ولكن فعلًا ليس هناك فائدة منها، بالإضافة إلى عند إنشاء إعلان ممول على فيس بوك، يذهب إلى فئات غير مستهدفة.
وتابع: «بيزنس صفحات فيس بوك وحركة البيع والشراء صعب تخضع لرقابة الحكومة، بخلاف إلى أن تلك النشاطات تمنعها إدراة فيس بوك، حيث إذا علمت ببيع صفحة يتم وضع تضييقات عند تغيير الاسم».
وأوضح خبير أمن المعلومات، أن هناك أشخاصا أصبح عملهم عبارة عن استدراج الشركات التي لا تملك متابعين، لتكبرها بمتابعين وهميين وهذا تجارة خطأ، قائلًا: «غير قانوني من إدارة فيس بوك، ولا يحقق مكاسب بل يجني خسائر للأموال».
ونصح الدكتور أسامة مصطفى، الشركات والأفراد الذين يريدون زيادة عدد المتابعين باللجوء إلى شركات تسويق متخصصة والاستعانة بالإعلانات الممولة على فيس بوك والطرق المشروعة وليس شراء صفحات أو متابعين وهميين.