جيش سريلانكا يتلقى أوامر بـ "استعادة النظام" بعد هروب راجاباكسا
اقتحم متظاهرون بوابات مكتب رئيس وزراء سريلانكا وبدأوا في التوافد إلى المقر بأعداد كبيرة.
وامتلأ المكان بالمتظاهرين السعداء وسط تسلق الحشود أي شيء، وكل شيء تصل إليه أيديهم، وفقا لمراسلة بي بي سي تيسا وونغ التي تنقل الأخبار من موقع الحدث.
كما أن هناك الكثيرين من السيرلانكيين، يقفون في الشرفات ويصرخون ببهجة، بعد مواجهات استمرت لساعات طويلة، مع الشرطة المسلحة عند بوابات المجمع.
ووجه رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريمسينغه، خطابا متلفزا إلى الشعب، مؤكدا أنه أصدر أوامر إلى الجيش "باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لاستعادة النظام".
كما طالب المتظاهرين الذين يحتلون مكتبه ومقرات حكومية أخرى بمغادرتها والتعاون مع السلطات.
وقال ويكريمسينغه: "لا يمكننا أن نضرب بالدستور عرض الحائط. ولا يمكن أن نسمح للفاشيين بأن يسودوا. لا بد أن ننهي هذا التهديد الفاشي للديمقراطية".
وقال مراسل بي بي سي في كولومبو: إن خطاب رئيس الوزراء قد يكون إشارة إلى أن الجيش قد يبدأ في وقت قريب فرض الأمن في العاصمة.
راجاباكسا يفر إلى جزر المالديف على متن طائرة عسكرية
وفر الرئيس غوتابايا راجاباكسا من سريلانكا على متن طائرة عسكرية، وسط احتجاجات حاشدة على أزمة البلاد الاقتصادية.
وأكدت القوات الجوية في سريلانكا أن الرئيس البالغ من العمر 73 عاما سافر إلى جزر المالديف مع زوجته واثنين من مسؤولي الأمن.
وأعلن رئيس الوزراء السريلانكي، رانيل ويكرمسينغ، الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وفُرض حظر تجول في المقاطعة الغربية، حسب ما قاله متحدث باسم مكتبه.
ووصل الرئيس ومن معه إلى العاصمة مالي في حوالي الساعة 03:00 بالتوقيت المحلي، حسب ما علمته بي بي سي.
وبرحيل راجاباكسا تنتهي فترة حكم العائلة التي حكمت سريلانكا لعقود.
وكان الرئيس مختبئا بعد أن اقتحمت حشود مقر إقامته السبت، وتعهد بالاستقالة الأربعاء 13يوليو/ تموز.
وقال مصدر لبي بي سي، إن راجاباكسا لن يبقى في جزر المالديف وينوي السفر إلى دولة أخرى.
وغادر شقيقه وزير المالية السابق، باسل راجاباكسا، سريلانكا، ويقال إنه متجه إلى الولايات المتحدة.
ومع استيقاظ السريلانكيين على الأخبار، نزل آلاف الأشخاص إلى شوارع العاصمة كولومبو.
وتجمع الكثيرون في غالي فيس غرين، موقع الاحتجاج الرئيسي في المدينة. واستمع البعض إلى خطب نارية ألقيت من منصة مؤقتة أعدت للناس العاديين لإلقاء كلماتهم.
وتخلل ذلك صيحات بالـ "النصر للنضال"، وسط حشود للحركة الاحتجاجية، وانتقاد المتحدثين للحكومة والقادة الذين شعروا أنهم خذلوهم.
وكان بعض المتظاهرين غاضبين من رحيل راجاباكسا، لأنهم كانوا يسعون إلى مساءلته.
وقال متظاهر يدعى جي بي نيمال: "نحن لا نحب ذلك. نريده أن يبقى. نريد استعادة أموالنا! ونريد وضع جميع أفراد عائلة راجاباكسا في سجن مفتوح، حيث يمكنهم القيام بأعمال زراعية".
لكن الطالبة الجامعية ريشاني سماركون البالغة من العمر 23 عاما قالت لبي بي سي، إن نفي الرئيس السابق يوفر "الأمل في أننا في المستقبل يمكن أن نصبح دولة متقدمة اقتصاديا واجتماعيا".
ويلقي السريلانكيون باللوم على إدارة الرئيس راجاباكسا في أسوأ أزمة اقتصادية تعرضت لها البلاد منذ عقود.
وظل السريلانكيون على مدى أشهر يكافحون مع انقطاع التيار الكهربائي يوميا ونقص الأساسيات مثل الوقود والغذاء والأدوية.
ويُعتقد أن الرئيس، الذي يتمتع بحصانة من الملاحقة القضائية خلال توليه الرئاسة، أراد الفرار إلى الخارج قبل التنحي لتجنب احتمال اعتقال الإدارة الجديدة له.