رئيس التحرير
خالد مهران

كواليس فتنة العبابدة وقبائل أسوان بسبب جبال الذهب في وادي العلاقي

صورة من الواقع
صورة من الواقع

دعا العاملون فى مجال التنقيب عن الذهب «الدهابة»، إدريس الشريف الإدريسي، رئيس الرابطة العالمية للأشراف الأدارسة، ورئيس لجنة المصالحات، إلى التدخل لإيجاد حل سريع لنزع فتيل «الفتنة» بين القبائل داخل منطقة وادى العلاقى.

التفاصيل بدأت منذ أكثر من أسبوعين، بعد توجيه مجموعة من العاملين فى مجال التنقيب عن الذهب «الدهابة» وترجع أصولهم إلى قبيلة أبناء «العبابدة»، رسالة إلى جموع أبناء القبائل الموجودة بمنطقة «سيجا» فى وادى العلاقى جنوب محافظة أسوان.

 

رسالة الفتنة

وتتضمن رسالة أبناء «العبابدة»: «احنا عايزين نطهر الجبل من الجنسيات الأجنبية المستفيدة من الذهب لقيامهم بممارسات غير مشروعة، ووجود خلافات مسبقة فيما بينهما، ويا ريت تساعدونا وتوقفوا كل معداتكم، وتخلو أماكنكم ومواقعكم وبعدها نيجى كلنا ناكل عيش مع بعض».

تلك الرسالة تعاطف معها جموع أبناء القبائل، على أمل تسطير شهادة ميلاد جديدة لنظام العمل داخل مواقع وجود مناجم الذهب فى «سيجا»، ليكون المستفيد منها جموع أبناء القبائل المصرية فى المقام الأول. 

وبالفعل التزم الجميع من أبناء القبائل المتعايشة بمحافظة أسوان بالنزول، وأصبح الجبل فى قبضة أبناء العبابدة مستخدمين الأسلحة  للسيطرة على الموقف.

الآمال معلقة بالإدريسى 

وبدأت الأزمة تشتعل بين القبائل الأخرى، بعدما فوجئوا بعدم التزام أبناء «العبابدة» بوعدهم السابق، وحرمانهم من العمل معهم، وقيامهم بممارسات تجسد صور الفوضى ونهب سيارات حال صعودها إلى أماكن العمل بالدهابة، بالإضافة إلى إرغام السائقين والعمال على تحميل الكميات الخاص بهم والانتظار معهم بمدة تصل إلى أسبوع تحت قبضتهم، مما يشير إلى عدم صدق رسالتهم الأولى.

ويومًا بعد يوم، الأزمة تتفاقم وتزداد خيوطها تعقيدًا، وتتصاعد نبرة الغضب بين أبناء القبائل فى أسوان الذين يقولون: «إحنا اضحك علينا من ولاد بلدنا»، خاصة بعدما فوجئوا بأسلوب العبابدة، الأمر الذى دفع جموع أبناء القبائل، للاتفاق على اللجوء لكبار مشايخ أبناء العبابدة على رأسهم، الشيخ عبد المجيد محمد عثمان، وأيضًا الشيخ عمرو أبو حسين، والشيخ عيد، بشأن ما يجري في جبال «سيجا».

وخلال الـ72 ساعة الماضية، عقد عدد كبير من أبناء القبائل المتضررة، اجتماعًا موسعًا داخل «العقبة الكبيرة» فى إحدى الدواوين، وانطلقت منها عدد من الرسائل، التى تعبر عن غضب الشباب لكن سرعان ما اطفأ ذلك كله حكمة الكبار والعقلاء فى المجلس، حيث اتفق الجميع على التوجه إلى «الإدريسى» باعتباره رمانة الميزان فى المحافظة وصعيد مصر.

واحتشد جموع أبناء القبائل وهم: «الأنصار والجعافرة والفارسية والسمطا والكلاحين وبنى هلال والخزامية» وغيرهم من المتضررين من القبائل المختلفة، إلى ساحة «الإدريسى»، بمسقط رأسه فى مدينة دراو، حيث دار حديث موسع أكد فيه الحضور، أن التأخير فى التعامل مع الأزمة قد يتسبب لهم فى خسائر فادحة، وتوجد عليهم أعباء مادية ومعيشية لا تقبل المماطلة أو رفاهية الانتظار.

وكان ملخص رسالة «الإدريسى» للحضور: «الجبل من حق جموع المصريين، وكل واحد هياخد حقه بالرضا، وكلنا بنعمل حبًا لدعم وتنمية وطنا واستقراره بعيدًا عن العنف والغضب والدم» ووعدهم بمقابلة مشايخ وكبار العبابدة، والوصول لحلول منعًا لوقوع خلافات تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه بين أبناء البلد الواحد، وأنه سيبلغهم الرد حسب المتفق عليه، اليوم الخميس، عقب صلاة المغرب داخل الساحة.