ملتقى الحوار يصدر تقريرًا جديدًا بعنوان «الشباب وتحقيق التنمية المستدامة»
أصدرت وحدة البحوث والدراسات بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان اليوم الأحد، تقريرًا بعنوان “الشباب وتحقيق التنمية المستدامة”.
ورصد التقرير مدى أهميّة ودور الشباب في تنمية المجتمعات الإنسانية وبنائها، وذلك لأنهم هم الأكثر تقبلًا للتغيير والأكثر تمتعًا بالحماس والحيوية بما يشكل طاقة جبارة نحو التقدم والعطاء دون حدود وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة.
وأكد التقرير على أنه في عالم اليوم أصبح الشباب فاعل دولي مهم يؤثر ويتأثر، ولديه من المقومات التي تبني أو تهدم دول وتؤثر على السلام والاستقرار بها، لا سيما عند استخدام الشباب كأدوات لهدم دولهم خاصة في الدول النامية، والدول العربية التي مرت بثورات تم فيها حشد الشباب واستخدامهم، خصوصًا مع كون الشباب يشكلون أكثر من 32% من تعداد السكان في الدول العربية، مما يستوجب إشراك الشباب في عملية التنمية وقد تناول التقرير عدد من المحاور، أهمها:
أولًا: الشباب وأهداف التنمية المستدامة
أوضح التقرير أن جميع أهداف التنمية المستدامة لها أهمية حاسمة في تنمية الشباب، فإن تحقيق الأهداف في مجالات التعليم والتوظيف قد تم التأكيد عليه أيضًا في الإصدار الأخير من تقرير الشباب العالمي باعتباره عاملًا أساسيًا للتنمية الشاملة للشباب.
حيث يعتبر ضمان الوصول إلى تعليم جيد وشامل وعادل أمرًا ضروريًا لإحداث نقلة ناجحة في القوى العاملة وتحقيق هدف الوصول لفرص العمل اللائق لجميع الشباب، ذلك لأن توفير فرص العمل أمر أساسي في مسيرة تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة بأنها ما تزال صغيرة، ولن تتمكّن من تحمّل الزواج بكافة تبعياته من مسؤوليّة.
وفيما يتعلق بالتوظيف فإن الهدف رقم 8 من أهداف التنمية المستدامة يراعي الدعوة إلى توفير العمل اللائق للشباب، فقد أثبت انتشار البطالة ونقص العمالة وضعف جودة العمل أنها قضايا مرهقة للاقتصادات.
ثانيًا: إشراك الشباب في الحياة السياسية
فقد تناول التقرير تفعيل دور الشباب في النشاط السياسي بمختلف جوانبه، سواء النشاط الوطني العام، أو النشاط من خلال منظمات وأحزاب سياسية، كان ومازال الهاجس لكل القوى السياسية التي تمتلك مشروع سياسي اجتماعي تغييري، باعتبار الشباب قوة تغيير معتبرة وموازنه في المجتمع.
وأكد التقرير على أن اهتمام القيادة السياسية بالشباب والحرص على مشاركتهم في الحياة السياسية أو إسناد مناصب قيادية لهم ساهم بشكل كبير في تجديد الدماء داخل مختلف الجهات الحكومية وساعد كثير في نجاح الحكومة في تجربة التحول الرقمي، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، واستخدام أحدث النظم في الإدارة وحل الإشكاليات التي كانت تمثل عوائق حقيقية أمام المواطن.
ثالثًا: الشباب وصناعة القرار في مصر
أكد التقرير حرص مصر على استهداف الشخصية الشبابية، وصقل مهاراتها وإكسابها الخبرات العلمية والعملية، وتأهيلها لضمان تكيفها السليم مع المستجدات، وتدريب القادة الشباب في مختلف الميادين المجتمعية.
وأكد التقرير على أن مصر تسعى إلى جذب هؤلاء الشباب نحو ساحة العمل السياسي، وأن تراعي احتياجاتهم ورغباتهم وتطلعاتهم المستقبلية، وتعزيز المواطنة لديهم من خلال بث روح الوطنية وتعميق روح الانتماء لقضايا الوطن واحتياجاته والحفاظ على كينونته.
واختتم التقرير بأنه لا يمكن الحديث عن التنمية المستدامة من دون التطرق لدور الشباب، لأن خطة أي دولة في تحقيق التقدم في مجال معين يعتمد بشكل رئيسي في وجود كوادر من الشباب الذين هم أمل الغد وأداة التقدم والازدهار في المجتمعات.
فالشباب هم الأكثر طموحًا في المجتمع، وهذا يعني أن عملية التغيير والتقدم لديهم غير مرهونة بحدود، وذلك لأنهم هم الأكثر تقبلًا للتغيير والأكثر تمتعًا بالحماس والحيوية بما يشكل طاقة جبارة نحو التقدم والعطاء دون حدود وبذلك تحقيق التنمية المستدامة.