سفراء سابقون يكشفون لـ«النبأ»: مصير العلاقة بين بريطانيا والعالم بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية
وفاة ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، عن عمر يناهز 96 عاما، وتعيين ولي العهد، الأمير تشارلز الثالث، ملكا جديدا لبريطانيا خلفا للملكة الراحلة، أثار الكثير من التساؤلات، حول سياسة بريطانيا الخارجية، وهل سوف تتغير مع الملك الجديد، ومصير النظام الملكي في بريطانيا.
النظام الملكي قي بريطانيا لا يزال راسخا
يقول السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الملك في بريطانيا يملك ولا يحكم، وهو مجرد رمز للدولة، مشيرا إلى أن الملكة إليزابيث الثانية، التي رحلت عن عمر ناهر 96 عاما، جلست على العرش أكثر من سبعين عاما، حيث تولت العرش وعمرها 25 عاما، وهي أطول من جلس على العرش البريطاني، معبرا عن إعجابه بقدرتها على التأقلم مع العصر ومع الأحداث، وحافظت على مثالية الأسرة الحاكمة، كما استطاعت أن تأقلم نفسها مع الزمن، مؤكدا على أن الملكة الراحلة استطاعت أن تحافظ على هيبة العرش، وهذا دفع البريطانيين إلى التمسك بالنظام الملكي.
وأضاف «الشاذلي»، أن الملك الجديد، الأمير تشارلز الثالث، أن الأمير تشارلز كان له تصريحات كثيرة تحترم الإسلام وتقدر تاريخ الإسلام، وقام بزيارة مصر عدة مرات، ويكن كل احترام وتقدير لمصر وللحضارة المصرية، مؤكدا على أن حب الملك تشارلز لمصر لن يكون لها أي تأثير على العلاقات بين مصر وبريطانيا، لأن الملك في بريطانيا يملك ولا يحكم، وهو منصب شرفي ومظهر من مظاهر الاستقرار والثبات في الدولة.
وعن سر تمسك الشعب البريطاني بالملكية، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الملكة إليزابيث الثانية استطاعت أن تضفي هيبة واحترام للعرش، مشيرا إلى أن النظام الملكي في بريطانيا لم يسئ إلى نفسه، مؤكدا على أنه رغم بعض العيوب التي ظهرت في هذا النظام إلا أن النظام الملكي في بريطانيا لا يزال راسخا ولا يزال الشعب البريطاني يقدره ويحترمه، وردة الفعل الشعبية على وفاة الملكة إليزابيث الثانية يؤكد على أن عقل ووجدان الشعب البريطاني مع العرش ومع النظام الملكي.
الملك في بريطانيا يملك ولا يحكم
ويقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن بريطانيا دولة تقليدية، ووفقا للدستور البريطاني الملك في بريطانيا يملك ولا يحكم، وبالتالي تغيير الملك لن يكون له أي تأثير على السياسة الخارجية لبريطانيا، مشيرا إلى أن الملك الجديد معروف أنه رجل منفتح وله علاقة جيدة بالإسلام والمسلمين، حتى أن بعض الذين قابلوه اعتقدوا أنه أسلم، من شدة احترامه ودراسته للإسلام، وهو من أكثر الزعماء العالميين الذين اقتربوا من الإسلام ومن القرأن، وهذه نقطة في صالح المسلمين، مشيرا إلى أنه رأه في جنازة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكان انطباعه عنه جيدا، لافتا إلى أن الشعب البريطاني يقدر جدا الملكية والنظام الملكي، لأنه شعب تقليدي بطبعه.
لن يكون هناك تأثير على سياسة بريطانيا الخارجية
من جانبه يقول السفير، رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن النظام الملكي في بريطانيا محكوم بقواعد دستورية، يقوم على أن الملك يملك ولا يحكم، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء هو الذي يقوم بكتابة خطاب العرش، والتالي الملك في بريطانيا عبارة عن رمز، لافتا إلى أن الملكة إليزابيث الثانية كانت ملكة مخضرمة، وعاصرت الكثير من الأحداث العالمية.
وأضاف «حسن»، أن تغيير الملك في بريطانيا لن يكون له أي تأثير على السياسة الخارجية لبريطانيا، لأن الذي يضع السياسة الداخلية والخارجية هو رئيس الوزراء والحزب الحاكم بتوافق مع الأغلبية في البرلمان البريطاني، ودور الملك أو الملكة هو مباركة ما يحدث داخل البرلمان، ولا تتدخل في توجيه السياسة الداخلية أو الخارجية، لأن الدستور البريطاني لا يسمح بذلك، ولكن التدخل يمكن أن يكون من خلف ستار، لافتا إلى أن الملك في العالم العربي يملك ويحكم، وهذا هو الفرق بين النظام الملكي في بريطانيا والأنظمة الملكية في الدول العربية.
واشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الملك الجديد لبريطانيا، الأمير تشارلز الثالث، قارئ جيد للثقافة والحضارة الإسلامية، وغير راضي عن ظاهرة الإسلاموفوبيا التي انتشرت في بريطانيا، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون له تأثير على علاقة الملك تشارلز بالدول الإسلامية، لأن رئيس الوزراء هو الذي يضع السياسة الداخلية والخارجية للدولة، لافتا إلى أن الشعب البريطاني ما زال متمسكا بالنظام الملكي، رغم بعض المشكلات التي طالت هذا النظام وأثرت على الصورة المثالية للأسرة المالكة، منوها أن نقل السلطة في بريطانيا تتم بسلاسة وطبقا لمراسم متفق عليها بين الأسرة المالكة والحزب الحاكم.