قصة اختطاف فتاة وتعذيبها على يد والدها بالمعادي والمحكمة تُحدد مصير المتهم
قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، اليوم الخميس، بمعاقبة شخص بالحبس سنة مع الشغل، لاتهامه بخطف ابنته الطالبة بالأكاديمية البحرية والاعتداء عليها.
جنايات القاهرة تعاقب شخصا بهمة اختطاف ابنته وتعذيبها في المعادي
وصدر الحكم، برئاسة المستشار وجيه حمزة شقوير، رئيس محكمة جنايات القاهرة، وعضوية المستشارين محسن حلمي غراب وهشام مختار مصطفى، وأمانة سر سعيد عبد الستار ومحمود عبد الرشيد.
وكانت النيابة العامة قد أسندت للمتهم الذي يحمل جنسية أجنبية، تهمة خطف ابنته المجني عليها، وكان ذلك بالقوة والإكراه، بأن أغواه طمعه، مستغلا سلطانه عليها، وضعفها، فقام بالذهاب إلى مسكنها، وحال رؤيته لها قام بالتعدي عليها ضربا محدثا إصاباتها الموصوفة بتقرير الطب الشرعي، وقام بجذبها عنوة، وخطفها إلى مسكنه لإبعادها عن مكان إقامتها ومأمنها.
وكشف أمر الإحالة عن قيام المتهم بحجز المجني عليها ابنته، دون أمر أحد الحكام المختصين، وفي غير الأحوال المصرح بها قانونا، بأن قام بحبسها داخل إحدى غرف مسكنه، وأغلق الأبواب عليها، مانعا حرية حركتها، وعذبها بالتعذيبات البدنية الموصوفة بالتقرير الطبي.
وأضاف أمر الإحالة بقيام المتهم بضرب المجني عليها فأحدث بها إصابات بساقيها، وعيناها والتي أعجزتها عن أشغالها الشخصية مدة لا تزيد عن عشرين يوما.
تعود أحداث الواقعة إلى تلقي قسم شرطة المعادي بمديرية أمن القاهرة بلاغًا يفيد باختطاف فتاة بدائرة القسم، وتوصلت التحريات إلى صحة الواقعة، وتبين قيام والدها بارتكاب الواقعة وتم استهدافه بمأمورية من ضباط حدة مباحث القسم، أسفرت عن ضبطه.
تفاصيل اختطاف الفتاة
وتبين من خلال التحريات أن الفتاة المختطفة تدعى «نورا علي عصام»، 22 سنة، فتاة تقيم بدائرة قسم شرطة المعادي، اختفت يوم السبت 4 يونيو، والدتها روسية كورية، ووالدها مصري.
وتزوج على عصام من والدة نورا، ثم هرب بها إلى مصر، وهي في عمر 7 أشهر، وعهد إلى والده وزوجته تربيتها، وبالفعل بدأ الجد وزوجته في تربية نورا التي وجدت فيهما العوض عن الأب والأم، حيث تكفل الجد بنفقات نورا الدراسية ولم يحرمها من شئ.
وعقب وفاة الجد، استكملت أرملته ما بدأ الراحل، من مالها الخاص، في ظل غياب كامل للأب، الذي كان يعيش في اليابان ولا يعرف شيئا عن ابنته، حتى علم أن والده كتب ثلث ثروته باسم نورا، لتستكمل تعليمها وتستطيع العيش حياة كريمة، ليعود من اليابان ويختطف ابنته، التي أصبحت شابة 22 عام.
بلاغ إلى السفارة الكورية
وتقدمت أرملة جد نورا ببلاغات للشرطة، وسفارة كوريا الجنوبية لحمل نورا الجنسيتين المصرية والكورية، والمجلس القومي للمرأة، إلا أن أحدا لم يساعدها، خاصة أن المختطف والدها في نظر القانون، وبالتالي لا يعد اختطافا، وغابت نورا عن امتحانات جامعتها يوم 10 يونيو الماضي، بسبب حبس والدها لها في مكان مجهول، وهو ما دفع صديقاتها وأرملة جدها لكتابة منشورات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لعلهن يجدن من يساعدهن.
تحرك سريع من مكتب النائب العام
ورصدت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام، تداول عدة منشورات بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن اختطاف أب لابنته المدعوة نورا بمنطقة المعادي، واحتجازها، والتعدي عليها ضربًا، بالتزامن مع مباشرة النيابة تحقيقاتها منذ إبلاغ زوجة جدِّ المجني عليها في الرابع من شهر يونيو الجاري بالواقعة.
واستمعت النيابة العامة لأقوال المبلِّغة، والتي شهدت بحصول زوجها جدِّ المجني عليها على حكمٍ قضائيٍّ بحضانة المجني عليها وولايتها التعليمية حتى وفاته، ونشوب خلافات بين الأب وابنته بعد وصية جدها بثلث تركته لها، وأنه يوم الواقعة حضر لمسكنها وتعدى على ابنته ضربًا واصطحبها كرهًا عنها على مرأى من أفراد أمن معينين لتأمين إحدى المنشآت على مقربة من المسكن.
وبسؤال فردين من أفراد الأمن المشار إليهم أكدا إبصارهما حضور المتهم يوم الواقعة واصطحاب ابنته كرهًا عنها وتعديه عليها.
استدعاء والد نورا
وقررت النيابة العامة إحضار المتهم والد المجني عليها، فامتثل بالحضور، ونفَّذ قرار النيابة العامة الصادر بإحضار ابنته لسماع شهادتها، حيث شهدت بإقامتها برفقة جدها وزوجته المبلغة منذ أن كان عمرها خمسة شهور، حين كان والدها يقيم باليابان، وأنها لرفضها طلب والدها استكمال دراستها بالخارج استصدر جدُّها الحكمَ القضائيَّ المشار إليها، وانقطعت صلتها به حتى وفاة جدّها.
وأضافت أنه نشبت بعد ذلك خلافات بينها وبين والدها بسبب التركة التي آلت إليها من جدها، حتى حضر والدها لمسكن جدها وتعدى عليها ضربًا وجذبها كرهًا عنها إلى خارج المسكن واصطحبها عَنوة لمسكنه، وهناك واصل التعدي عليها بالضرب، واحتجزها بغرفة بالمسكن، فضلًا عن سرقة هاتفها المحمول، وأنها قد حاولت الفرار من المسكن دون جدوى.
حبس المتهم وعرض الفتاة على الطب الشرعي
وناظرت النيابة العامة إصابة بعينها قررت بأنها من جرَّاء تعدي والدها عليها، مؤكدةً عدم رغبتها في إقامتها معه، وباستجواب المتهم فيما هو منسوب إليه من اتهامات بخطف ابنته المجني عليها بطريق الإكراه وحجزها دون أمر من أحد الحكام المختصين، وفي غير الأحوال المصرح بها قانونًا، والتعدي عليها ضربًا، وإحداث إصابتها، وسرقة هاتفها، أنكر ما نُسب إليه من اتهامات.
وأمرت النيابة العامة بعرض المجني عليها على مصلحة الطب الشرعي لبيان ما بها من إصابات، وحبس المتهم احتياطيًا على ذمة التحقيقات، وتمت إحالة القضية إلى محكمة جنايات القاهرة والتي قضت بحكمها السابق.