اللواء رأفت الشرقاوي يكتب: مشهد تخرج ضباط القوات المسلحة والشرطة أبهر العالم
دلالات كثيرة ومعانى عظيمة تتزامن مع تخرج دفعات جديدة من ضباط القوات المسلحة، والشرطة، للعام الرابع على التوالى منها: انتصارات أكتوبر المجيدة، والمعنى العظيم فى هذه الدلالة هو تشريف الرئيس عبدالفتاح السيسى لمراسم التخرج فى كافة الكليات العسكرية والشرطة، فمبدأ الدولة المصرية لم تكن يومًا معتدية أو باغية على أحد، ولكن قوتها للمحافظة على مقدرات هذا الوطن ضد من يحاول المساس بمصر أو شعبها.
العسكرية والشرطية
مشهد تخرج ضباط القوات المسلحة والشرطة أبهر المصريين والعالم، حيث تجاوز الشباب فى سن ١٨ عامًا؛ عدة اختبارات طبية، ورياضية، ونفسية، وقدرات، وسمات، وتم اختيارهم من بين آلاف من زملائهم باعتبار أن الخدمة فى المجالين، تحتاج إلى تحمل بدنى ونفسى وطبى، وتولت إعدادهم لهذة المهام، المؤسسات العسكرية، والشرطية التى أصبحت من المؤسسات المشهود لها بالكفاءة فى كافة المحافل، وأصبحوا اليوم عند بلوغهم سن الـ٢٢ عامًا رجالا عسكريين وشرطيين يتحملون مسؤلية الوطن والزود عنه بكل غالى ونفيس، بعد أن أقسموا يمين الولاء لله وللوطن.
سبحان مغير الأحوال، فقد كان عام ٢٠١٢ بعد أن شعر المصريين فى ظل الجماعة المحظورة أن مصر فُقدت منهم، وفكر الكثير من الشعب فى الهجرة بعدما فرقت الجماعة بين أبناء الوطن الواحد، وهنا لم يجد الشعب إلا الاصطفاف حول ضباط القوات المسلحة والشرطة، من أجل استعادة هوية البلاد من هذة الجماعة المحظورة، والموالين لهم، وظهر معدن الشعب المصرى فى ٢٠١٣، بعد حكم الجماعة المارقة الضالة والمضلة، فلم يجد سوى القوات المسلحة والشرطة ليستغيث بهما من حكم الإخوان، الذين فرقوا بين أبناء الشعب المصرى، واعتبروا انفسهم من نسيج مختلف عن باقى الشعب، فإذا كنت من ضمن أعضاء الجماعة وقت وصولها سدة الحكم في مصر فأنت فى أعلى المناصب رغم جهلك وعدم توافر المواصفات اللازمة للمكان.
أما وقت حكم هذه الجماعة فكان من يستحق المناصب يجنب، ويهمش، ويقصى من مكانه، وإذا لم يرضخ، فإن الجناح العسكرى المسلح للجماعة على أهبة الاستعداد للقضاء على المعارضين، وتصفيتهم، وهذا هو نهج الجماعة منذ عام ١٩٢٨، فالمبدأ إما أن تكون معنا أو ضدنا، والويل كل الويل لمن يختار الطريق الثاني.
لكن اليوم أصبحت الكليات العسكرية والشرطة فى مصاف أرقى الكليات العسكرية والشرطة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والدول العربية الأفريقية والآسيوية، وأصبحت المناهج تتماشى وتواكب مقتضيات العصر، بل وتتجاوز نطاق التوقعات إلى الآمال -أى - أن الهدف هو ليس البقاء على المستوى، ولكن تجاوز ذلك إلى تطلعات وآفاق جديدة، لا تساير الزمن؛ بل تتخطاه إلى ما هو أفضل وهذا هو نهج الدول فى ظل الإرهاب والتطرف الذى ساد العالم وتصدت له مصر ليس عن نفسها فقط ولكن عن المنطقة والعالم أجمع.
ويكفى أن وأد الجماعة المحظورة بفضل مجهودات الأجهزة الامنية، وتكاتف الشعب المصرى معهما، قد محى صورتها بكافة دول العالم، ولن تقوم لها قائمة بعد أن علم القاصى والدانى، والحابل والنابل، الأهداف الدنيئة التى تنتهجها هذة الجماعة المارقة على مر التاريخ، والأمثله كثيرة جرائم هذه الجماعة التي ارتكبتها في حق الدولة وقيادتها، منها على سبيل المثال: قتل النقراشى باشا، وعلى باشا ماهر، والقاضى الخذندار، ومحاولة اغتيال ووزير الداخلية حسن أبو باشا الأسبق، ورفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق، ومحاولة اغتيال عبدالحليم موسى وزير الداخلية الأسبق، ومحاولة اغتيال محمد إبراهيم وزير الداخليه الأسبق، والمستشار هشام بركات النائب العام الأسبق عندما شعروا بانهم ضد منهج الجماعة.
لم تكن هذه الجماعة المحظورة، فى يوم من الأيام جماعة دينية كما ادعوا، وإنما اتخذت الدين ستارًا لخداع البسطاء وعامة الشعب، باعتبار أن من يخالفهم إنما يخالف الله، ومن ينضم إليهم أو يناصرهم فله سك غفران، ووعود بجنات عرضها السموات والأرض، مثلهم مثل العصور الوسطى التى كانت توزع فيها السكوك طبقا للهوى.
وفي حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال حفل مراسم تخرج الكليات العسكرية والشرطة أشار إلى كل ما يحاط بالدولة المصرية من مخاطر، والظروف التى مرت بها البلاد فى الفترة من يناير عام ٢٠١١، وحتى الأن، إضافة إلى أن كافة المخاطر والشائعات ستزيد من رغبة الجماعة المحظورة فى المصالحة والعودة للمشهد مرة أخرى، ولكن الدولة والشعب يرفضون ذلك، بعد أن اتضحت نية هذة الجماعة المارقة الضالة والمضلة، والتي كلفت مصر خسائر فاقت ٤٥٠ مليار دولار.
ومن هنا سيبذلون كافة جهودهم للخلاص من النظام القائم، ولا يمنع ذلك من الخلاص من الدولة المصرية كما قال مرشدهم السابق (أن الوطن إلا حفنة من التراب)، لكن الدولة المصرية بعون الله تعالى تسير على الطريق الصحيح لولا ما يثار من شائعات من هذة الجماعة المحظورة، ولكن الثقة والوعى من الشعب المصرى والتكاتف خلف القيادة السياسية والأجهزة الأمنية هو بر الأمان بأذن الله تعالى.
وحتى لا ننسى، فقد ارتكبت هذة الجماعة المحظورة خطايا لن تغفر لها من الشعب المصرى نتذكر بعضا منها: (أخونة الدولة، محاصرة المحكمة الدستورية ومعركة القضاء، الإعلان الدستورى، أحداث الاتحادية وسقوط الدماء، الارتماء فى أحضان الشيعة وأردوغان والوقوف ضد الدولة، محاولة تشكيل الحرس الثورى، استضافة شيوخ الإرهاب فى ذكرى أكتوبر، إدارة الدولة من خلال مكتب الإرشاد، استضافة شيوخ الإرهاب فى قصر الاتحادية، تكفير المعارضة، إدارة خيرت الشاطر لأمور البلاد والجماعة من خلال تحكمة فى كافة القرارات داخل القصر الرئاسي، مقابلة السفيرة الأمريكية لخيرت الشاطر فى مكتبة للإعداد للوقوف أمام خروج جموع الشعب يوم ٣٠ يونيو، إعداد مليشيات لتنفيذ عمليات إرهابية ضد من يخرج ضد الجماعة يوم ٣٠ يونيو.
إضافة إلى جرجرة الشرطة من خلال احداث يناير إلى اطلاق الاعيرة النارية ضد المتظاهرين ليسقط القتلى بآلاف لإصدار قرار من مجلس الأمن والامم المتحدة يدين استخدام القوة المفرطة فى التعامل مع المتظاهرين تمهيدا لتدخل دولى لحماية المدنيين العزل، إطلاق صاروخ على أحد المراكب بقناة السويس تمهيدا لتكرار السيناريو فى أحداث يناير وتدخل دولى لحماية قناة السويس باعتبارها ممر دولى، إلحاق طلاب بكلية الشرطة من الأسر الإخوانية، تكوين تنظيم قضاة من أجل التغير، تعين محافظ الأقصر من ضمن المشاركين فى أحداث قتل السياح عام ١٩٩٧، والذى تسبب فى ضرب السياحة فى مقتل، ورفض أهالى الأقصر دخوله المحافظة، تجنيد إعلاميين وصحفيين وقنوات فضائية لنشر وتأيد الفكر الاخوانى، تدبير عملية قتل الجنود المصريين فى صيام رمضان على الحدود الشرقية، تدبير حادث خطف الجنود المصريين وبيان مرسى بالمحافظة على حياة الخاطفين والمخطوفين، الفكر الإخوانى تجسيد للعنصرية الدينية، تكوين مليشيات مناصرة لهم داخل البلاد.
ختامًا.. نوجه التحية لشهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم الذكية الطاهرة لرفعة مصر عالية خفاقة، وكذلك مصابيها، وأيضًا تحية للضباط الجدد، وأقول لهم: انتم أقسمتم يمين الولاء لله أولا؛ وللوطن ثانيًا أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، فحافظوا على سلامة الوطن، ودافعوا عن شعبه، ونحن أمام رباط مقدس أمام المولى ولا تبخلوا بالغالى والنفيس لوطننا مصر.. حفظها الله وشعبها وقائدها وجيشها ورجال أمنها وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن، فلا تنسوا قول الشريف قتاده أبوعزيز: "بلادى وإن جارت على عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا علي كرام".