المراحيض المتنقلة وأمن المنازل.. قطر تستعد لحشود المونديال
المراحيض المتنقلة وأمن المنازل.. قطر تستعد لحشود المونديال
في نهاية أحد شوارع ضاحية الثمامة الهادئة في الدوحة، يلوح في الأفق ملعب أبيض لامع من المقرر أن يشهد إقامة مباريات ضمن بطولة كأس العالم لكرة
القدم 2022.
وفي غضون ثلاثة أسابيع، سيمر عشرات الألوف من مشجعي كرة القدم على الفلل والمساجد والمتاجر الأنيقة التي تصطف على امتداد هذا الشارع وصولا إلى الملعب الذي سيستضيف ثماني مباريات خلال البطولة.
واليوم الثلاثاء، كان الحي يستعد لبدء البطولة في 20 نوفمبر بوضع حواجز للسيطرة على الحشود على الأرصفة وإقامة مراحيض متنقلة بجوار المنازل وتشديد الأمن على المنازل.
وقال أحد السكان، ويدعى أحمد الكواري، "علينا توخي الحذر. علينا تأمين منازلنا... نترك أبوابنا الأمامية مفتوحة طوال العام. لكن علينا الآن، ولمدة شهر واحد، أن نغلقها".
يشعر القطريون، الذين اعتادوا العيش في واحدة من أكثر دول العالم أمانا، بقلق متزايد من احتمال التخريب والسرقة والسلوك الجامح المحتمل عندما ينزل حوالي 1.2 مليون زائر إلى الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة.
وقالت سارة الأنصاري، وهي محاضرة قطرية قامت عائلتها وأصدقاؤها بتركيب كاميرات أمنية خوفا على مقتنياتهم الثمينة، "قد يثور الفضول وقد يتجول الناس في الفلل... يمكن أن يحدث أي شيء".
وظهرت تغيرات أخرى في العاصمة الدوحة، اليوم الثلاثاء، عندما دخلت إجراءات مؤقتة بسبب بطولة كأس العالم حيز التنفيذ، منها تغيير حركة المرور في المدينة وفي محيطها.
وتم إغلاق طريق رئيسي على طول كورنيش الواجهة البحرية، وسيتواصل إغلاقه إلى ما بعد انتهاء البطولة في 18 ديسمبر كانون
الأول.
ويعكف عمال حاليا على تحويله إلى منطقة خاصة بالمشجعين على امتداد ستة كيلومترات، وسيكون تدفق حركة المرور أمرا بالغ الأهمية بشكل خاص خلال دور
المجموعات بالبطولة إذ ستُقام أربع مباريات كل يوم في ملاعب بأنحاء الدوحة.
وفي تعهد لم يسبق له مثيل خلال بطولات كأس العالم السابقة، قال المنظمون إن بإمكان المشجعين المشاركة في عدة مباريات في نفس اليوم.
وفي محاولة لتقليص عدد السيارات على الطرق، أمرت الحكومة 80 بالمئة من موظفيها ببدء العمل من المنزل اعتبارا من اليوم الثلاثاء. وستقلص المدارس ساعات العمل خلال الأسبوعين المقبلين قبل إغلاقها خلال كامل فترة إقامة البطولة، مما يثير سخط الآباء العاملين.
وقال مدون متخصص في تربية الأطفال، مقيم في قطر، "سيثير الصغار الصخب (في المنازل) وسيدفعوننا إلى الجنون".
وأضاف، طالبا عدم الكشف هويته لتجنب أي مشكلة بسبب تعبيره علنا عن الإحباط، "سيكون الأمر صعبا بالتأكيد، وخصوصا بالنسبة للعائلات التي يعمل فيها كلا الوالدين".