بالرغم من تسهيلات الحكومة..
سر اتجاه 10 رجال الأعمال المصريين إلى الاستثمار في خارج
بالرغم من الإجراءات والتسهيلات التي تقدمها الحكومة للمستثمرين من إعفاءات ضريبية وإطلاق وثيقة ملكية الدولة للقطاع الخاص، إلا أنه هناك شريحة كبيرة من رجال الأعمال تفضل الاستثمار خارج مصر.
وجاء ذلك في الوقت نفسه الذي تعانى فيه البلاد من عدم القدرة على توفير الدولار، بجانب انخفاض معدلات الاستثمار الأجنبي والمحلي؛ نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية.
وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإن معدل الاستثمار الخاص المحلي في مصر، شهد تراجعًا خلال عامي (2019-2020) و(2020-2021)، حيث بلغ في عام (2019-2020) نحو 13.8% من الناتج المحلي الإجمالي بانخفاض قدره 4.2%، وبلغ في عام (2020-2021) نسبة 12.2%، بانخفاض قدره 1.6%، وذلك في ظل ما فرضته الأزمات العالمية من تحديات.
ولعل آخر من أعلن الاستثمار خارج مصر، كان نجيب ساويرس رجل الأعمال والرئيس التنفيذي لشركة «أوراسكوم للاستثمار»، حينما أبدى استعداده في نهاية شهر أكتوبر الماضي، لضخ 100 مليون دولار في المغرب، في حال توفرت الفرصة الاستثمارية المناسبة لذلك.
وأضاف، «سندخل السوق المغربية، خلال السنوات القريبة المقبلة، لو وجدنا مجالا مفتوحا ليس فيه منافسة كبيرة، لكننا لن ندخل في مشروع يتطلب استثمارات تفوق 100 مليون دولار كمرحلة أولى».
وبخصوص القطاعات التي يدرس الاستثمار فيها، قال «ساويرس»، إنه سيتم التركيز سيكون على التكنولوجيا وعلى رأسها شحن السيارات الكهربائية.
رجال أعمال يستثمرون في الخارج
ولم يكن نجيب ساويرس الوحيد الذي قرر الاستثمار خارج مصر، فهناك حوالى 9 رجال أعمال مشروعات وشركات في الخارج، وهم:
1- ناصف ساويرس والذي يمتلك استثمارات ضخمة فى أوروبا أشهرها نادى أستون فيلا الإنجليزى، وشركة «OCI N.V»، وهى شركة أسمدة نيتروجينية هولندية تعد من أهم الشركات المنتجة للصناعات الكيماوية عالميًا.
2- سميح ساويرس هو الملقب بـ«إمبراطور السياحة»، ورئيس نادي الجونة بجانب حصة في نادي لوزيرن السويسري، وبدأ أول توسعاته الخارجية، في إقامة عدد من المشاريع السياحية في الإمارات العربية والمغرب، والذي يمتلك شركة أوراسكوم للفنادق لها عدد من الفنادق في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وسويسرا، ومن المخطط أيضا إقامة مشاريع فندقية فى الجبل الأسود والمغرب.
3- محمد الفايد هو بليونير ورجل أعمال، ولد فى الإسكندرية وأشهر المصريين المستثمرين فى أوروبا والمقيم فى بريطانيا، والمالك السابق لمتجر هارودز الفاخر فى العاصمة البريطانية لندن، كما عزز «الفايد» نشاطه في بريطانيا، بشرائه فندق دورشستر الفخم العريق فيها، ثم اشترى فندق الريتز في قلب العاصمة باريس، وأيضا اشترى قصر دوق ويندسور الباريسي، ويمتلك 4 طائرات خاصة وقلعة اسكتلندية وقصورا عدة في لندن وأوروبا، وأيضًا يختا فاخرا يطلق عليه «سوكار» بلغت قيمته 40 مليون دولار.
4- حامد الشيتى، هو ملياردير مصري ورجل أعمال، ولد في طنطا، وعضو مجلس إشرافى لمجموعة «TUI AG» السياحية الرائدة فى أوروبا، وعضو نشط فى غرف الصناعة والتجارة الأمريكية والألمانية والإيطالية، كما أنه يمتلك 143 فندقا ومنتجعا سياحيا وفنادق عائمة على مستوى العالم.
5- علاء عرفة، وهو رجل أعمال له استثمارات في سويسرا ورئيس مجموعة العرفة القابضة، ويمتلك الشركة السويسرية للملابس الجاهزة، والتى تعد أولى الشركات المصدرة للملابس الجاهزة لأوروبا، بالإضافة إلى أنه عضو المركز المصري للدراسات الاقتصادية، كما يشغل عضوية مجلس إدارة المركز البريطاني للأعمال، ومجلس الأعمال المصري الأمريكي، وساهم «عرفة» مع آخرين في تأسيس شركة دولفينوس للطاقة، وذلك عقب موافقة الحكومة المصرية على السماح للقطاع الخاص باستيراد الغاز الطبيعي من الخارج، واستخدام الشبكة القومية للغازات في تسويقه، ويساهم معه في الشركة مجموعة من رجال الأعمال المصريين.
6- نادر رياض، هو رجل أعمال يعيش فى مصر ويمتلك أغلب استثماراته في البلاد، إلا أنه نجح فى الاستحواذ على شركة بافاريا فى ألمانيا، حيث وصلت رحلة تأسيس الشركة لأكثر من أربعين عام، إلى أن أصبح عضوا باتحاد المصنعين الألمان لأجهزة الإطفاء وعضو بلجنة تحديث مواصفات أجهزة الإطفاء الأوروبية.
7- عاصم علام هو رجل أعمال مصرى بريطانى يدير شركة متخصصة فى إنتاج المولدات الكهربائية «علام مارين»، بمدينة هال فى شمال إنجلترا، وتردد اسم «علام» بداية العام الجاري، حينما أعلن التبرع، بمبلغ نقدي 3 ملايين جنيه إسترليني، لبناء مركز أبحاث وعلاج جديد، بقيمة 7.5 مليون جنيه إسترليني، لمرضى السكري في مدينة «هال» شمال إنجلترا.
8- ماجد سامى هو رجل أعمال ولد في قرية السد مركز قليوب، متخصص في الاستثمار الرياضى بمصر وبلجيكا، حيث أسس مجموعة أندية وادى دجلة فى مصر، واشترى نادى ليرس البلجيكى، بالإضافة إلى ترن أوت البلحيكى وباع الناديين تباعًا ليشترى نادى إيرجوتليس اليونانى، والذي يديره حاليًا نجله نديم سامي.
9- أحمد حسين لطفى، وهو رجل أعمال يستثمر في المملكة المتحدة بالإضافة إلى أنه رائد سياحة اليخوت ومتخصص في تطوير محتوى وتسويق الوسائط والصور المرئية.
حرية شخصية
وحول أسباب اتجاه رجال الأعمال إلى الاستثمار خارج مصر، قال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحري، إن المستثمرين المصريين في العادة يبحثون عن أماكن جديدة لتنوع مجالات استثماراتهم.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الاستثمار يُعد حرية شخصية، حيث يفكر رجال الأعمال عن أكبر عائد من الاستثمار في جميع الدول، وأفضل مناخ، عند البدء في تشغيل الأموال.
وأشار «الإدريسي»، إلى أن معظم الاستثمارات تصب لصالح مشروعات أو صناعات بعينها مثل السيارات الكهربائية، مؤكدًا أن الدولة تعمل على تهيئة مناخ الاستثمار، وإطلاق وثيقة ملكية الدولة حيث يتم مساندة المستثمرين المصريين بمختلف الطرق.
وأوضح أستاذ الاقتصاد، أن اتجاه نجيب ساويرس إلى صناعة السيارات الكهربائية في المغرب؛ بسبب تقدمها هي وجنوب إفريقيا عن مصر حيث إنها تسبق الدولة بمراحل في هذا المجال، لافتًا إلى أن المغرب وصل إنتاجها إلى أكثر من مليون سيارة كهربائية.
وسائل الدعم اللوجسيتي
ومن ناحيته، قال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاجتماعية، إن هناك رجال أعمال يقيمون مشروعات في مصر، ويفضل تطويرها في الخارج، وهذا جانب إيجابي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن اتجاه رجال الأعمال للاستثمار في الخارج يعطي سمعة جيدة لمصر ويرسخ تواجدهم في الاقتصاد العالمي، وخاصة في الجزائر وتونس والمغرب.
وأشار «عامر»، إلى أنه يعد من وسائل الدعم اللوجستي التى تقوم بيها مصر في الخارج من خلال رجال الأعمال المصريين، متسائلًا: «لماذا المستثمرون العرب والأجانب لا يستثمرون كما يستثمرون في دول أخرى».