أبرزها التشوش الذهني..أعراض الالتهاب الرئوي
ماذا يفعل الفيروس التنفسي المخلوي في الرئة؟.. خبير يجيب
انتشرت في الآونة الأخيرة إصابات بالفيروس التنفسي المخلوي، في معظم دول العالم ومن بينها مصر، والمملكة الأردنية الهاشمية، حيث ظهرت حالات كثيرة في الأردن وفقا لاختصاصي الأمراض الصدرية وخبير العدوى التنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة.
وأكد الدكتور محمد حسن الطراونة، أن الفيروس التنفسي المخلوي، يُسبّب التهابات في الرئتين والمجرى التنفسي؛ وهو شائع جدا حيث إن الكثير من الأطفال يصابون به قبل بلوغهم العامين، وقد يصيب أيضا الفيروس التنفسي المخلوي البالغين وخاصة كبار السن.
وأوضح الطراونة، أن الالتهاب الرئوي، يعتبر عدوى تؤدي لالتهاب الحويصلات الهوائية في الرئتين أو واحدة منهم، مشيرا إلى أن الحويصلات الهوائية قد تملأ بالسوائل أو مادة قيحية، الأمر الذي بدوره يسبب السعال المصحوب بالبلغم أو الصديد، والحمى أو القشعريرة، وصعوبة في التنفس.
أضاف الطراونة، أن البكتيريا والفيروسات والفطريات قد تسبب الالتهاب الرئوي، وتتراوح مدى خطورة الحالة من درجة خفيفة إلى درجة متوسطة، وحتى درجة شديدة الخطورة تهدد حياة المريض؛ ويكون أكثر خطورة على الرضع والأطفال الصغار، والأشخاص الأكبر من "65" سنة، فضلا عن المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية، أو ضعف في جهاز المناعة.
أعراض الالتهاب الرئوي
أكد الطراونة، أن أعراض الالتهاب الرئوي تتراوح بين علامات خفيفة وشديدة، وذلك يحدد بناء على نوع الجرثومة المُسببة للعدوى، وعمر المريض، والحالة الصحية العامة، منوها بأنه في الغالب تتشابه أعراض الالتهاب الرئوي الخفيفة مع أعراض نزلة البرد أو الإنفلونزا، ولكنها تستمر لفترة أطول.
ولفت إلى أن أعراض الالتهاب الرئوي، قد تكون عبارة عن الشعور بألم في الصدر عند التنفس، والتشوش الذهني أو التغييرات في الوعي العقلي "في البالغين من عمر 65 وأكبر"، والسعال، والذي قد ينتج عنه البلغم، والإرهاق
والحمى، والتعرق والارتجاف، وقد تصبح درجة حرارة الجسم أقل من الطبيعية خاصة لدى مرضى المناعة وكبار السن.
وأضاف الطراونة أن تلك الأعراض السابقة قد يعاني منها مريض الالتهاب الرئوي، بجانب حدوث غثيان، أو قيء، أو إسهال، أو ضيق في النفس، ويمكن عدم ظهور أية علامات للعدوى على حديثي الولادة والرضع، كما أن من الأعراض التقيؤ أو الحمى أو التعب وفقدان الطاقة، كما قد يواجهون صعوبة في التنفس والأكل.
أسباب الالتهاب الرئوي
وقال الطراونة، إن هناك جراثيم تتسبب في الالتهاب الرئوي؛ وأكثرها شيوعًا البكتيريا والفيروسات الموجودة في البيئة؛ ويمنع الجسم هذه الجراثيم من إصابة الرئتين بالعدوى؛ لكن قد تتمكن الجراثيم من هزيمة الجهاز المناعي.
وأوضح الطراونة، أن الالتهاب الرئوي يصنف حسب أنواع الجراثيم المسببة له والمكان الذي أصاب فيه العدوى، والالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع يعد أكثر أنواع التهاب الرئة شيوعًا؛ ويحدث هذا خارج المستشفيات، وقد يحدث أيضا بسبب البكتيريا، وتعد البكتيريا السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالالتهاب الرئوي البكتيري في الولايات المتحدة.
وأضاف الطراونة أن الالتهاب الرئوي قد يحدث بسبب كائنات حية تشبه البكتيريا؛ حيث يمكن أن تسبب المفطورة الرئوية أيضًا الالتهاب الرئوي، وفي العادة تكون أعراضها أقل حدة من أنواع الالتهاب الرئوي الأخرى.
وألمح الطراونة، إلى أن الفطريات أيضا تسبب في الالتهاب الرئوي، خاصة بين المصابين بمرض مزمن أو ضعف أجهزة المناعة، وبين الأشخاص الذين تعرضوا إلى دخول جرعات كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة إلى رئتيهم عبر هواء الشهيق، ويمكن أن توجد الفطريات المسببة له في التربة أو فضلات الطيور، وتختلف طبيعتها حسب الموقع الجغرافي.
ونوه الطراونة بأنه قد ينتج الالتهاب الرئوي نتيجة للفيروسات، ومنها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والفيروس التنفسي المخلوي وغيرهم، من بعض الفيروسات التي تسبب البرد والإنفلونزا، وتعتبر الفيروسات السبب الأكثر شيوعًا لإصابة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن "5" سنوات بالالتهاب الرئوي، وعادة ما تكون أعراض الالتهاب الرئوي الفيروسي خفيفة، لكنه قد يكون خطيرًا للغاية في بعض الحالات، وقد يسبب (كوفيد-19) التهابًا رئويًا قد يصل إلى التهاب رئوي حاد.
عوامل خطر أخرى
قال الطراونة، إن هناك عوامل خطر أخرى؛ يجب الانتباه إليها عند دخول المستشفى حيث يكون الشخص معرض بدرجة كبيرة لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي؛ خاصة إذا كان في وحدة العناية المركَّزة وكان متصلا بـ (جهاز التنفس الصناعي)، بالإضافة إلى أصحاب الأمراض المزمنة يمكن أن يصابوا بالالتهاب الرئوي إذا كانوا مصابين بالربو، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) أو مرض القلب.
وفي هذا السياق، حذر الطراونة، من التدخين لأنه يضعف المناعة المسؤولة عن الدفاعات الطبيعية في الجسم ضد البكتيريا والفيروسات التي تسبب الالتهاب الرئوي، لافتا إلى أن الأشخاص المصابين بمرض فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، أو الذين خضعوا لزراعة الأعضاء، أو يتلقون العلاج الكيميائي، أو الستيرويدات معرضون للإصابة بالالتهاب الرئوي.