رئيس التحرير
خالد مهران

هل الاحتفال بالعام الميلادي يخالف عقيدة المسلمين؟.. علي جمعة يرد

النبأ

أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، على سؤال ورد إليه يقول صاحبه "هل في الاحتفال بالعام الميلادي الجديد ما يخالف عقيدة المسلمين ؟

وقال علي جمعة، إن كتاب الله تعالى قال عن سيدنا عيسى ابن مريم (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) منوها أن النابتة يحرمون الاحتفال بيوم مولد سيدنا عيسى، أما القرآن فيقول { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ }.

وأكد أن عقيدة المسلمين من أهل السنة والجماعة، على أن سيدنا عيسىى رفع بجسده إلى السماء، وأنه سينزل في آخر الزمان، كما في البخاري حيث سمع أكثر من 40 صحابي النبي  وهو يعظم سيدنا عيسى هذا التعظيم الشديد.

وأشار إلى أن الاحتفال بمولد سيدنا عيسى، هو احتفال مشروع لأن القرآن دلنا على هذا اليوم ولأن الله أمرنا أن نتذكر أيامه ولأن النبي كان يفرح بالأنبياء، فدخل ذات يوم على المدينة ووجد يهود يصومون، فقال، ما هذا ؟ قالوا: هذا يوم نجا الله فيه موسى، فقال النبي: نحن أولى بموسى منهم.

وأوضح، أنه لا يعقل أن يجيز الإسلام، زواج المسلم من المسيحية، ثم يحرم عليه أن يهنئها في يوم عيدها.

كما قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن البشر يتكلمون بأكثر من خمسة آلاف لُغَة، وهذه اللُّغات -كما رَصَدَت الْيُونِسْكُو- تموت، لدرجة أنَّهم رصدوا أنَّه في كل خمسة وعشرين يومًا تموت لغة بموت آخِرِ من كان يتكلم بها.

كل 25 يوما تموت لغة 

وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن اللغة العربية هي لغة لها خصوصية ولها تميز، ولها دُسْتُورٌ ونَسَق، والبشر يتكلمون بأكثر من خمسة آلاف لُغَة، وهذه اللُّغات -كما رَصَدَت الْيُونِسْكُو- تموت، لدرجة أنَّهم رصدوا أنَّه في كل خمسة وعشرين يومًا تموت لغة بموت آخِرِ من كان يتكلم بها، ولكنَّ اللُّغَة العربية ليست معدودة في هذا؛ بل هي معدودة من اللُّغات العالمية المتمكِّنة.

وأضاف أنه لذلك أُقِرَّتْ في الأمم المتحدة، وأُقِرَّتْ في مكتبة الكونجرس الأمريكي؛ لأنَّها لغة لها حضارتها ولها ثقافتها، بينما لغات الهنود الحمر -مع لغات كثيرة في الهند- تخبو وتنتهي، منوهًا بأنَّ اهتمامنا باللُّغة العربية نابعٌ من كونها اللُّغةَ التي نزل بها القرآن الكريم، ومن كونها اللُّغةَ التي كُتِبَ بها الحديث الشريف؛ واللُّغة تُعَدُّ الوجه الآخر للفكر.

وأشارعلي جمعة  إلى أنه كلما استقامت اللُّغة استقام الفكر، وليس هناك استقامة للفكرِ دون اسْتِقَامَةٍ للُّغَةِ؛ ولذلك فإنَّ اهتمامنا باللُّغَة العربية له أَثَرُهُ في استقامة الفكر والتفكير المستقيم، وله أثرُهُ في فَهْمِ كتاب الله سبحانه وتعالى، وله أَثَرُهُ في التَّأثُّر بإعجاز القرآن الكريم، والخشوع والخضوع والسجود لله سبحانه وتعالى عند قراءة هذا الكتاب العظيم، وله أَثَرُهُ أيضًا في الحياة.

كما نبه إلى أنَّ الفكرَ المستقيم إنَّما هو فكرٌ منفتح مبدعٌ لا نهايةَ لإبداعه، وكلما استقام هذا الفكر زاد الإبداع لا الابتداع، وإذا ما شُوِّشَ الفكر حصل الابتداع لا الإبداع.