رئيس التحرير
خالد مهران

هل صحيح لا حياء في الدين ؟.. علي جمعة يجيبب

النبأ

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه يشيع في وسط الناس مقولة: "لا حياء في الدين"،  وهي مقولة فاسدة، لم ترد لا في كتاب ولا في سنة، وإنما صحتها: "لا حرج في الدين"؛ ولذلك أباح الدين أن نسأل، حتى في المسائل التي قد يكتنفها شيء من الغموض، أو شيء من الحياء، وأن نكتفي بالإجمال دون التفصيل.

صحة مقولة لا حياء في الدين

وأضاف « علي جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه جاءت أم سُلَيْم بنت مِلْحَان رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهي أم أنس بن مالك، وكانوا من الأسر التي كانت في خدمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وفي شأن القيام بشأنه  - صلى الله عليه وسلم- ، وأم سُلَيْم جاءت والنبي  - صلى الله عليه وسلم-  عند زوجته السيدة أم سلمة، فسألته: ماذا تصنع المرأة يا رسول الله إذا احتلمت؟ قال: «عليها الغسل». واكتفى. أخرجه البخاري تحت باب عنونه بأنه هذا ليس من الأشياء المرفوضة ما دمنا نتعلم، وليس هذا في مقام الحياء، الذي ندعو إليه.

 

وأوضح علي جمعة  أن أصل الحياء الذي يدعو إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؛ إنما هو في الْعَلَاقة بينك وبين الله، حتى يُفِيض الحياء عليك من نوره، فتكون حييًّا بين الناس، وليس معناه أن نكتم العلم، ولا أن نتعلم، حتى في المواطن التي هي محدودة، تتعلق بالشخص وبحياته وبأسراره وبمكنون نفسه.

وأكد أن الحياء خير كله، منوهًا بأن الحياء مدخل لبقية أخلاق الإسلام، الحياء مفتاح يمكن أن نقول عنه "مفتاح سحري"، تُفَتَّحُ لك به الأبواب، فقد زوَّج سيدنا النبي  - صلى الله عليه وسلم-  سيدنا عثمان ابنتيه؛ السيدة رقية وماتت عنده، ثم السيدة أم كلثوم فماتت عنده، فكان ذو النورين، نور السيدة رقية، ونور السيدة أم كلثوم، وقال: «لو كان عندي ثالثة لزوجته»؛ وذلك لدرجة الحياء التي وصل إليها سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه في جملة طويلة كبيرة من المناقب.

 

وأشار إلى أن النبي  - صلى الله عليه وسلم-  عندما حدد لنا الحياء، وأنه في أصله حياء من الله، فدرب نفسك على هذا، واعلم أن الله معك بالليل والنهار، في الحل والتَّرْحَال، وأن الله سبحانه وتعالى لا يفارقك وهو عليم بذات الصدور، فهناك عَلَاقة بين الحياء وبين الذكر.

 

واستشهد بقوله تعالى:{اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}؛ لأن الذكر هو الذي يعينك على الحياء من الله، فإذا نشأ في قلبك الحياء من الله، فإن الحياء يظهر على وجهك، وعلى سلوكك بين الناس.