إدانات عربية وإسلامية واسعة على إحراق نسخة من المصحف في السويد
تتوالى الإدانات العربية والإسلامية على قيام «هارد لاين» اليميني المتطرف، زعيم حزب الخط الدنماركي المتشدد، بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم في السويد، بعد موافقة السلطات السويدية.
فقد أعربت جمهورية مصر العربية عن إدانتها الشديدة لقيام أحد المتطرفين بإحراق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة السويدية ستوكهولم، في تصرف مشين يستفز مشاعر مئات الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وحذرت مصر - في بيان صادر عن وزارة الخارجية من مخاطر انتشار هذه الأعمال، التي تسيء إلى الأديان، وتؤجج خطاب الكراهية والعنف، داعيةً إلى إعلاء قيم التسامح والتعايش السلمي، ومنع الإساءة لجميع الآديان ومقدساتها من خلال مثل تلك الممارسات المتطرفة، التي تتنافى مع قيم احترام الآخر وحرية المعتقد وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
كما أدان الأزهر الشريف، واستنكر بشدة إقدام مجموعة من الإرهابيين التابعين لليمين المتطرف السويدي على حرق المصحف الشريف، في مشهد متكرر يدل على تواطؤ السلطات السويدية مع هؤلاء المجرمين في محاولة للإساءة المتكررة والمتعمدة للمقدسات الإسلامية واستفزاز المسلمين حول العالم.
وجدد الأزهر التأكيد على أن هذه الأفعال الإجرامية الصادرة من الهمج لن تنال من حرمة المصحف الشريف في قلب إنسان متحضر، وسوف يظل في عليائه كتابًا هاديًا للإنسانية جمعاء، وموجهًا لها لقيم الخير والحق والجمال، لا تنال من قدسيته أحقاد الضالين المجرمين، ولا تصرفات باعثي التعصب والحقد والنفوس المريضة، من أصحاب السجلات السوداء في تاريخ التعصب والكراهية وحروب الأديان.
وطالب الأزهر المجتمع الإنساني والمؤسسات الدولية وحكماء العالم، بالوقوف في وجه محاولات العبث بالمقدسات الدينية، وإدانة هذه الأفعال الإجرامية، ووضع حد لفوضى مصطلح «حرية التعبير» واستغلاله في سوق السياسات والانتخابات، وإساءة استخدامه فيما يتعلق باستفزاز المسلمين واحترام مقدساتهم، وفتح تحقيق عاجل حول تكرار هذه الحوادث التي لا تقل في خطرها عن مردود الهجمات الإرهابية، مشددا على أن السماح لهؤلاء المجرمين بتكرار هذه الاستفزازات تحت شعار «حرية التعبير»-ولو بالصمت-؛ هو تواطؤ منبوذ يعيق من جهود تعزيز السلام وحوار الأديان والتواصل بين الشرق والغرب، وبين العالم الإسلامي والعالم الغربي.
وأعربت وزارة الخارجية المغربية، في بيان لها عن "استغرابها من سماح السلطات السويدية للقيام بهذا العمل غير المقبول الذي جرى أمام قوات الأمن السويدية، وتطالبها بالتدخل لعدم السماح بالمس بالقرآن الكريم وبالرموز الدينية المقدسة للمسلمين".
ورفضت وزارة الخارجية الأردنية هذه الخطوة بشكل قاطع، وعبرت عن إدانة المملكة لهذا الفعل الذي يؤجج الكراهية والعنف، ويهدد التعايش السلمي.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية السعودية على أن المملكة تدين وتستنكر بشدة سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة التركية في ستوكهولم.
وأعربت عن موقف المملكة الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف.
وأدانت دولة الإمارات بشدة ما أقدم عليه أحد المتطرفين في السويد من حرق لنسخة من القرآن الكريم، أمام سفارة الجمهورية التركية في استوكهولم.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان لها رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والتي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
وجددت الوزارة دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، ووجوب احترام الرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات وعلى ضرورة نشر قيم التسامح والتعايش.
وأدانت دولة الكويت بشدة إقدام المتطرف الدنماركي على إحراق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى سفارة الجمهورية التركية في العاصمة ستوكهولم.
وعبر وزير الخارجية الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، عن إدانته واستنكاره الشديدين لقيام أحد المتطرفين بحرق نسخة من المصحف الشريف في ستوكهولم.
وحذر الوزير من أن مثل هذا السلوك من شأنه تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم وتشكل استفزازا خطيرا لهم.
بدورها عبرت تركيا عن إدانتها الشديدة لهذه الواقعة بعد "إعطاء السويد الإذن بتنفيذ عمل دعائي مناهض لتركيا، وذلك مباشرة بعد السماح بالهجوم الدنيء على كتابنا المقدس، القرآن الكريم، في ستوكهولم، عاصمة السويد".
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيانها: "هذه المرة ندين بأشد العبارات إعطاء الإذن بتنفيذ عمل دعائي مناهض لتركيا، من قبل الجماعات المنتمية لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، في وسط ستوكهولم، وذلك مباشرة بعد السماح بالهجوم الدنيء على كتابنا المقدس، القرآن الكريم".
كما دان رئيس جمهورية الشيشان الروسية، رمضان قديروف، حرق القرآن، وأشار إلى أن جميع المتورطين بهذا الفعل حكموا على أنفسهم باللعنة الأبدية.
وقال قديروف: "على أي حال، سيحصد الجميع بالضبط ما زرعوه، وجميع المتورطين في هذا الحدث الدنيء قد تكبدوا لعنة أبدية.. سيفهمون هذا يوما ما، لكن الأوان سيكون قد فات.. احترقوا في الجحيم أيها الشياطين".
كذلك، أكد نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، المفتي روشان عباسوف، أن حرق القرآن الكريم في ستوكهولم "من عبادة الشيطان، ويتوجب على السلطات هناك الرد بحزم على هذا العمل".
من جهته، علق وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، على سماح السلطات السويدية بمثل ذلك الفعل المشين، قائلا: "الاستفزازات المعادية للإسلام مروعة.. تتمتع السويد بحرية تعبير بعيدة المدى، لكنها لا تعني أن الحكومة السويدية، أو أنا، نؤيد الآراء التي يتم التعبير عنها".
وكان المتطرف السويدي الدنماركي، رامسوس بالودان، قد نفذ ما وعد به من حرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية كبيرة من الشرطة وحضور إعلامي كبير.
وأصدرت السلطات السويدية قرارا يسمح لزعيم حزب الخط المتشدد "هارد لاين" الدنماركي اليميني المتطرف، راسموس بالودان، بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم.
وذكرت إدارة شرطة ستوكهولم، أن بالودان حصل على الإذن بتنظيم مظاهرة قرب السفارة التركية في ستوكهولم السبت.
وذكر التلفزيون السويدي الحكومي أن الصحفي السويدي تشانغ فريك عرض على بالودان حرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم السبت، وضمن له تغطية جميع النفقات.
وفي تصريح للتلفزيون الحكومي، ادعى فريك أنه دفع ثمن تصريح المظاهرة الذي تم الحصول عليه من الشرطة وأنه سيمارس حقه في تغطيتها بوصفه صحفيا.
ويقوم السياسي اليميني المتطرف بالودان بأعمال استفزازية عبر حرق نسخ من القرآن الكريم في مختلف مدن الدانمارك منذ عام 2017.
وأشار المتطرف راسموس بالودان لوسائل إعلام سويدية إلى أن تظاهرته تلك جاءت "احتجاجا على ردود فعل السلطات التركية على تعليق دمية لأردوغان خارج مبنى بلدية ستوكهولم قبل أيام، ورسالة للرئيس التركي بأن حرية التعبير تسمح بحرق القرآن وشنق دمية تحت حماية القانون".