حكم الاستعانة بالغير في كتابة رسالة الماجستير.. ركن الفتوى بمعرض الكتاب يوضح
ورد إلى ركن الفتوى بجناح الأزهر الشريف، داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب، سؤال يقول "طبيبة تحضر رسالة الماجستير وتسأل عن حكم الاستعانة بالغير في كتابة رسالة الماجستير؟
وأجابت على السائلة، الواعظة حنان محمود عمران، الواعظة بمنطقة وعظ بني سويف، قائلة إن طلب العلم والترقي به مطلوب شرعًا وقد حثنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل
اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ). رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ.
وأضافت أن طلب العلم له ضوابط منها عدم الغش والخداع، والاستعانة بالغير في إعداد الرسائل العلمية ودفع مبلغ مالي له من قبيل الغش المنهي عنه لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن غشَّ فليْس مِنِّي).
وتابعت: أي مَن خَدَعَ النَّاسَ بأيِّ صُورةٍ فليس على هَديِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسُنَّتِه وطَريقتِه، وهذا زَجرٌ شَديدٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفيه تَهديدٌ لمَن تَمادى في الغِشِّ بأن يَخرُجَ عن طَريقةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وأشارت إلى أن الغش أمر خطير على الفرد والمجتمع؛ لأنه يجعل الشخص ينسب لنفسه شيئًا لم يقم به، وكذلك يحصل على درجة علمية هو ليس كفئًا لها وهذا يعود بالضرر على المجتمع؛ لأن صاحب هذه الدرجة يتساوى مع من اجتهد وتعب في إعداد رسالته، وكذلك لا يكون متقنًا في عمله لعدم إلمامه بكل ما تحويه رسالته وهذا يجر ويلات وخراب على المجتمع الذي يتقلد فيه بعض الناس مناصب هم ليسوا أهلا لها.
الاستعانة بالغير في كتابة رسالة الماجستير حرام
وو جهت الواعظة السائلة إلى أن الاستعانة بالغير في كتابة رسالة الماجستير حرام ومن باب الغش والخداع المنهي عنه، ونصحتها بالاستعانة بالله في رسالتها، وتنظيم الوقت، والعمل اليومي يساعد على سرعة الإنجاز، وعليها أن تتقي الله وأن تطلب العلم ابتغاء مرضاة الله حتى تتحقق لها البركة في الدنيا والآخرة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:(من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يطلبه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام).