علي جمعة يوضح الطريقة الصحيحة لشكر الله على النعمة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن من أسباب بقاء النعم وداومها شكر الله فمن شكرها فقد قيد بعقالها، مشيرًا إلى أن مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النِّعَمَ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِزَوَالِهَا، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ لا يَشْكُرِ النَّاسَ لاَ يَشْكُرِ الله وَمَنْ شَكَرَهَا فَقَدْ قَيَّدَهَا بِعِقَالِهَا عندما يكون معك دابة» كمن دخل على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال له: «يا رسول الله أَعْقِلها أو أطلقها وأَتَوَكَلّ؟ قال له: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّل»، اربط الدابة وتوكل على الله لأنه من الممكن أن يأتى الذئب ويأكلها. إذن توكل على الله ولكن بعد فعل الأسباب.
وأكد المفتي السابق علي جمعة، في فتوى له، أن من أسباب بقاء النعم ودوامها شُكْرُ الله - فَمَنْ شَكَرَهَا فَقَدْ قَيَّدَهَا بِعِقَالِهَا - فهل تستطيع الدابة أن تفر وهى مقيدة؟ بالطبع لا، وكذلك النعم لا تستطيع الهرب منك وهى مقيدة بالسلسلة.. وما هو سلسالها؟ إنه شكر الله.
وتابع علي جمعة: جاء أحد البدو الجفاة إلى سيدنا عَلِىّ وقال له: اعطنى فأعطاه بعضًا من التمر- أى إنه شئ بسيط - فلم يتقبل الرجل ذلك، فدخل سيدنا عَلِىّ إلى بيته وجعل يبحث عن شئ - وكان من سادة الكُرَمَاء - فلم يجد سوى درعه -وكان بحوالى 400 دينار أى 4000 جنيه تقريبًا الآن- فخرج وأعطاه الدرع وقال له: خذه فأنا ليس عندى غيره، فتعجب الرجل من هذا الكرم
وأفاد بأن العطاء والحب والسخاء والجود من صفات النبوة، وهذا الكلام لم يكن فى الصحابة فقط ولكننا شاهدناه فى مشايخنا. فشاهدنا من مشايخنا من لا يُحْصِى النقود لا دخولًا ولا خروجًا. يضع يده فى جيبه ويُعْطِى.
كيفية شكر الله على نعمه
يوجد العديد من الوسائل لشكر الله على نعمه، أبرزها:
الإكثار من قول الحمد لله في اليوم والليلة؛ فالحمد لله مع سبحان الله كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان.
عند حدوث ما تُحب وتتمنى يستحب الإكثار من ترديد: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
سجود الشُّكر لله تعالى فور تلقي الخبر السّار أو حصول النِّعمة أو دفع البلاء؛ وتكون سجدة من غير صلاةٍ، ولا يشترط فيها الوضوء أو التوجه إلى القِبلة أو الطّهارة؛ فيسجد المسلم على الحال الذي هو عليه فور حدوث أو سماع ما يتمنى.
من شُكر الله على نعمه استخدام هذه النِّعم في طاعة الله سبحانه وتعالى، وفي تحقيق العدل ودفع الظُّلم، وتجنب ارتكاب الذُّنوب والمعاصي؛ فشُكر القلب بالاعتراف بأنّ الله هو صاحب الفضل بالنِّعم، وشُكر اللِّسان هو ترديد قول الحمد لله مقتنعًا بها.
وفي الصلاة لا بُدّ من تدبر قولنا عند الرَّفع من الرُّكوع: "سمع الله لمن حَمِد" أيّ أنّ الله يستمع ويجيب ويعطي من يحمده.
التَّحدث بنعم الله على عبده صورةٌ من صور النِّعم دون مبالغةٍ أو جرحٍ لمشاعر الآخرين، وفي حال أمِن الحسد والعين، كذلك استخدام هذه النِّعم فتظهر على الإنسان في مطعمه وملبسه ومسكنه وسائر شؤون حياته العامّة والخاصّة دون إسرافٍ أو تقتيرٍ.
من شُكر الله شُكر عباد الله الذين جعلهم الله سببًا في مساعدتك؛ فمن عَجِز عن شُكر النَّاس فهو عن شُكر الله أعجز.
دفع صدقةٍ للفقراء والمحتاجين قُربةً لله الذي أعطاك ووهبك هذه النِّعم.
حمد الله وشكره بعد تناول الطعام والشراب بقول: الحمد لله الذي أطعمنا وأسقانا من غير حول منا ولا قوة، وقول:الحمد لله عقب تمام كل نعمة.