القدس تنتفض
القدس العاصمة تنتفض في كافة مخيماتها وضواحيها، ضمن رسالة نضالية عنوانها الصمود لا الركوع في وجه المحتل الغاصب عبر الإعلان عن العصيان المدني والإضراب العام بسبب سياسة حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، التي لا تدخر جهدًا في مواصلة عمليات القتل والتنكيل والاعتقال والمداهمات والاجتياحات والتهويد والاستيطان واقتحام الأماكن المقدسة وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك والاعتداءات اليومية على المصليين والزوار والمرابطين فيه.
اليوم القدس المحتلة بكافة مخيماتها وضواحيها وشيبها وشبابها وأطفالها الأبطال عقدوا العزم على الوقوف في وجه الاحتلال وكسر شوكته عبر البدء في تنفيذ الإضراب العام، والعصيان المدني الشامل الذي يشمل معظم مرافق وقطاعات الحياة اليومية في القدس، وهذا الأمر لم يأت بالمطلق من فراغ، بل جاء غيض من فيض على ممارسات الاحتلال اليومية، التي أصبحت تسير وفق ما يقرره المتطرف " ايتمار بن غفير" الذي يحاول جاهدًا إلغاء الوجود الإنساني والسياسي للإنسان الفلسطيني، ضمن برنامج يقوم على التطهير العرقي للفلسطينيين، الأمر الذي أصبح واضحًا ومكشوفًا على مرأى ومسمع العالم بأسره، والذي حتمًا سيقود المنطقة بأكملها لحالة نزاع وصراع ستدوم طويلًا، ولن تنتهِ إلا بكسر شوكة " بن غفير" وحكومته اليمينية المتطرفة.
يغيب عن ذهن الاحتلال أن الشعب الفلسطيني لا يخاف على شيء لكي يخسره، وهذا واضح من خلال حجم التضحيات اليومية لشعبنا في الضفة والقدس وغزة، وهذا مقارنةً في دولة الاحتلال الاسرائيلي ومواطنيها التي تتضح رؤيتها في تعليقاتهم وأحاديثهم ووجوههم عندما يأتي الرد الفلسطيني على عمليات القتل والقمع والتنكيل التي يمارسها الاحتلال بحق شعبنا الأعزل، فلهذا لا بد من حكومة الاحتلال والرأي العام الاسرائيلي بأكمله أن يصحو ويفيق من غيبوبته، التي ستؤثر عليه سلبًا بسبب وجود " بن غفير" ونتنياهو ومن يقف معهم على رأس حكومة تقود مواطنيها للدمار وحرب مفتوحة بسبب رؤية استعمارية حاقدة تريد التخلص من شعب محتل، لا مطامع لديه سوى الحرية والاستقلال والانعتاق من الاحتلال، وهو الأمر المشروع التي تدعمه كافة المحافل الدولية من زمن بعيد، من خلال تنفيذ فكرة حل الدولتين.
القدس تنتفض بهمم وسواعد أبنائها ضمن تنفيذ البرنامج الوطني الذي يقوم على العصيان المدني والإضراب العام وشل كافة مرافق الحياة اليومية، وهذا من أجل ايصال الرسالة الفلسطينية بأكملها للعالم بأسره أن هناك شعب يقتل ويذبح عبر مجازر شبه يومية يمارسها الاحتلال من أجل القضاء على كل ما هو فلسطيني، في ظل ساسة إسرائيلين لا يفقهون سوى لغة القتل والعنف والقمع والتنكيل.
رسالتنا..
القدس تنتفض، القدس وأهلها المناضلين ليسوا وحدهم بل معهم كل أبناء فلسطين وأحرار العالم، لأن القدس القلب النابض بالثورة والحرية وشريان الروح الذي يعزف على الدوام لحن المجد والتضحية للأرض المحتلة فلسطين.
الكاتب: صحفي فلسطيني وعضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين