الناخبون في نيجيريا يختارون رئيسا جديدا ويطمحون لمستقبل أفضل
الناخبون في نيجيريا يختارون رئيسا جديدا ويطمحون لمستقبل أفضل
يتوجه الناخبون في نيجيريا إلى صناديق الاقتراع اليوم السبت لانتخاب خليفة للرئيس محمد بخاري، ويأمل كثيرون في أن يقود الزعيم المقبل أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان وأكبر اقتصاد إلى مسار جديد بعد سنوات من العنف المتفاقم والصعوبات.
وكان من المقرر أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها في تمام 8:30 صباحا بالتوقيت المحلي (0730 بتوقيت جرينتش)، لكن مراسلي رويترز في عدد من المواقع بأنحاء نيجيريا أكدوا أن بعضا من المراكز لم تكن جاهزة بعد. في حين شاهد مراسلون صفوفا من الناخبين في ولايتي كانو في شمال البلاد وبايلسا في الجنوب لكنهم لم يروا أحدا من مسؤولي الانتخابات.
وقال دانييل كيسي، الذي كان ضمن الناخبين المنتظرين في كانو "مازلنا ننتظرهم كما ترى. أنا موجود وجميعنا هنا. أنا متحمس للإدلاء بصوتي، وممارسة حقي الدستوري".
يتنافس في الانتخابات، التي تعد واحدة من أوسع الانتخابات نطاقا في نيجيريا منذ أن خرجت الدولة من عباءة حكم الجيش إلى الحكم الديمقراطي عام 1999، اثنان من المخضرمين السياسيين من الحزبين الرئيسيين ومرشح من حزب صغير تشير استطلاعات الرأي إلى أن لديه فرصة بفضل دعم الناخبين الشباب.
ويترك بخاري، وهو جنرال جيش متقاعد، السلطة بعد أن أمضى ثماني سنوات وهو الحد الأقصى المسموح به بموجب الدستور لكنه لم يتمكن من الوفاء بتعهداته بإعادة النظام والأمن إلى ربوع نيجيريا، أكبر بلد منتج للنفط في إفريقيا.
وتم تسجيل أكثر من 93 مليون شخص للتصويت لانتخاب الرئيس المقبل وأعضاء الجمعية الوطنية.
ومن المقرر أن تفتح بعض مراكز الاقتراع وعددها نحو 176600 بين الساعة 8:30 صباحا و2:30 ظهرا (0730 إلى 1330 بتوقيت جرينتش).
وسيبدأ فرز الأصوات فور إغلاق مراكز الاقتراع وسيتم نشر النتائج خارج مراكز الاقتراع. ومن المتوقع صدور النتائج النهائية من الولايات الست والثلاثين والعاصمة الاتحادية أبوجا في غضون خمسة أيام من التصويت.
ووقعت أحداث عنف في الفترة التي سبقت الانتخابات وهو أمر شاع حدوثه في انتخابات سابقة في نيجيريا وقُتل مرشح في المنطقة الجنوبية المضطربة يوم الأربعاء.
تأتي الانتخابات في فترة يعاني فيها النيجيريون من نقص في الأوراق المالية بسبب مخطط لتبديل الأوراق المالية القديمة بأخرى جديدة مما أثر على حياة المواطنين وتسبب في مشاهد من العنف أمام البنوك وماكينات الصراف الآلي.
وسيتحتم على الرئيس الجديد أن يتعامل مع مشكلات من بينهما التضخم المرتفع والفقر المدقع ونقص الطاقة وتمرد الإسلاميين في الشمال وسرقة النفط في الجنوب وارتفاع الجريمة في جميع أنحاء البلاد.
وأغلقت الحدود البرية لاجراء الانتخابات ويجوب الجنود الشوارع في عدد من الولايات وتم تحديد حركة المواطنين في محاولة من السلطات لإحكام الأمن.
والمتنافسون الرئيسيون في السباق لخلافة بخاري هم حاكم لاجوس السابق بولا تينوبو (70 عاما) من حزب المؤتمر التقدمي الحاكم، وأتيكو أبو بكر (76 عاما) من حزب الشعب الديمقراطي المعارض الرئيسي والذي سبق أن شغل منصب نائب الرئيس، بالإضافة إلى حاكم ولاية أنامبرا السابق بيتر أوبي (61 عاما) من حزب العمل الأصغر.
ويحظى تينوبو وأتيكو بشعبية في نيجيريا وهما سياسيان بتمتعان بثقل سياسي ولديهما شبكة علاقات قوية منذ عقود وحملة دعائية قوية. أما أوبي وهو مسيحي من جماعة إجبو العرقية، فقد أطلق حملته الانتخابية على وسائل التواصل الاجتماعي ليثير الحماس بين الناخبين الشبان.
وقال مراسلو رويترز في ولاية أنامبرا جنوب البلاد إن مركز الاقتراع الذي كان مقررا أن يدلي أوبي فيه بصوته كان جاهزا. ونيجيريا لديها تاريخ طويل من التزوير والعنف الانتخابي لكن انتخاباتها باتت أكثر نزاهة على نحو تدريجي في الدورات الأخيرة.
وتعهد مرشحو الرئاسة والأحزاب الرئيسية يوم الأربعاء بدعم عملية سلمية وشفافة.
وتقول اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة إنها أدخلت تقنيات وإجراءات جديدة لضمان أن تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة مثل نظام اعتماد الناخبين ثنائي الوضع الذي يجمع بين بصمات الأصابع والقياسات الحيوية للوجه للتحقق من هوية الناخبين.
وأضافت اللجنة أن لن يسمح بدخول الهواتف المحمولة داخل مراكز الاقتراع لأن الناخبين استخدموها في السابق لتصوير أوراق الاقتراع ليثبتوا أنهم صوتوا للمرشحين الذين دفعوا لهم أموالا.
بالرغم من هذه الاحتياطات، حذر محللون من أن مخاطر مثل العوز مازالت قائمة مما قد يجعل المواطنين المحتاجين عرضة لشراء أصواتهم من قبل المرشحين كما يصعب نقص الوقود من إمكانية أن تنشر لجنة الانتخابات موظفين ومعدات في جميع المواقع.