الديزل الروسي يشق طريقه إلى السعودية.. هل تعيد تصديره؟
اتجهت موسكو لاستبدال منطقة الشرق الأوسط بالوجهات الأوروبية في محاولة للبحث عن عملاء جدد للمشتقات النفطية، وفي مقدمتها الديزل الروسي، بعد دخول قرار الحظر حيز التنفيذ في 5 فبراير (2023).
ويبدو أن المملكة العربية السعودية في طريقها لاستقبال شحنات الديزل من روسيا، ومن المتوقع أن تعيد تصديره إلى وجهات مختلفة، حسب معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وقال التجّار، إن روسيا بدأت تصدير الديزل إلى السعودية خلال شهر فبراير (2023)، في إطار سعيها للتصدي إلى الحظر الأوروبي.
شحنات الديزل الروسي تتجه إلى السعودية
بدأ حظر الاتحاد الأوروبي الشامل على المشتقات النفطية الروسية في 5 فبراير (2023)، ودفع ذلك المصدّرين الروس إلى إعادة توجيه الشحنات إلى القارة الأفريقية وآسيا، بالإضافة إلى عمليات الشحن من سفينة إلى أخرى.
وأظهرت بيانات رفينيتيف أن ميناء بريمورسك الروسي على بحر البلطيق شهدَ تحميل 3 شحنات على الأقلّ بنحو 190 ألف طن من الديزل خلال شهر فبراير.
وكشفت البيانات أن الناقلات الـ3 في طريقها إلى المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن الناقلة سريني، التي تحمل 66 ألف طن من الديزل الروسي، ستتجه إلى ميناء جدة لتفريغها، بينما سيستقبل ميناء رأس التنورة ناقلتي "أبانيمو" و"وزاريا".
وأوضح التجّار أن السعودية قد تعيد تصدير الديزل الروسي إلى وجهات أخرى، بعد إجراء بعض عمليات التكرير؛ نظرًا لاحتوائه على نسبة عالية من الكبريت.
فتاريخيًا، صادرات الديزل الروسي إلى أوروبا تحتاج إلى المرور على المصافي لتخليصه من الكبريت، ومن ثم ستحتاج المصافي السعودية إلى العمل بالمثل، سواء لاستعماله على المستوى المحلي أو لإعادة التصدير.
ويشار إلى أن المملكة تُصدِّر كميات ضخمة من المشتقات النفطية إلى الأسواق الآسيوية، لكنها بدأت التخطيط إلى توجيه جزء من صادراتها إلى الدول الغربية.
وتُقدّر صادرات المشتقات النفطية السعودية في عام 2021 بنحو 1.344 مليون برميل يوميًا، ارتفاعًا من 32.2% على أساس سنوي، مسجلة أعلى مستوى منذ عام 2018، حينما بلغت 1.971 مليون برميل يوميًا، حسب تقرير أوبك السنوي.
ووفقًا للتقديرات الأولية، من المتوقع أن تتجاوز صادرات النفط السعودي من الخام والمشتقات 7 ملايين برميل يوميًا في 2022، وفقًا لوحدة أبحاث الطاقة.
البحث عن أسواق جديدة
بعد تجنّب الغرب الإمدادات الروسية، تمكّنت موسكو من غزو أسواق جديدة عبر أسطول من ناقلات الظل غير المقيدة بالعقوبات الغربية، ونجحت إلى حدّ كبير في أسلوب المراوغة لتعزيز الصادرات إلى بلدان مختلفة حول العالم.
وكانت البرازيل من بين هذه الدول، إذ سجلت شحنات الديزل الروسي منخفض الكبريت إلى الدولة الواقعة بأميركا اللاتينية مستويات قياسية خلال شهر فبراير.
وبحسب بيانات رفينيتيف، تتجه 4 شحنات -على الأقلّ- محملة بـ140 ألف طن من الديزل الروسي إلى البرازيل. وأوضحت البيانات أن المواني البرازيلية شهدت تفريغ شحنتين تحملان 60 ألف طن من الديزل الروسي.
وبلغ إجمالي صادرات الديزل الروسي إلى البرازيل خلال شهر يناير (2023) قرابة 96 ألف طن. وخلال العام الماضي (2022)، صرّح وزير الخارجية البرازيلي كارلوس فرنسا بأن بلاده تتطلع لشراء أكبر قدر ممكن من الديزل الروسي.
بلدان عربية تلجأ إلى الديزل الروسي
لطالما كانت روسيا المصدّر الرئيس للديزل إلى أوروبا، لا سيما أن المصافي الأوروبية لا تنتج ما يكفي من الوقود لتلبية الطلب المحلي لأسطولها الضخم من سيارات الديزل، لكن بعد قرار الحظر سعت لتوجيه الإمدادات إلى أسواق مختلفة.
وتتمتع المواني الروسية المطلة على البحر الأسود بالقرب من تركيا لتعزيز إمدادات الديزل، بينما المصدّرون من ميناء بريمورسك وفيسوتسك على بحر البلطيق يلجؤون للقيام برحلات طويلة لاستبدال الوجهات الأوروبية، ما زاد من تكلفة الشحن.
ومنذ بداية شهر فبراير(2023)، تُحوِّل روسيا كميات ضخمة من الديزل من مواني البلطيق إلى المغرب والجزائر وغانا وتونس والبرازيل.
ووفقًا لبيانات شركة "كبلر" لتحليل البيانات، استوردت تونس قرابة 77 ألف برميل يوميًا من الديزل وزيت الغاز الروسيين خلال شهر فبراير الماضي.
في حين بلغت صادرات الديزل الروسي إلى المغرب 735 ألف طن خلال عام 2022، ومنذ بداية العام الجاري (2023)، بلغ إجمالي الصادرات نحو 140 ألف طن.