الأزمة الروسية الأوكرانية.. هجوم الربيع والحرب العالمية الثالثة
كشف كبير مساعدي الرئيس الأوكراني مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك في مقابلة مع صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، إن جيش بلاده يحضر لإطلاق هجوم مضاد "في غضون شهرين"، في مسعى لاسترجاع المناطق التي سيطر عليها الروس منذ بدء الهجوم العسكري قبل أكثر من عام.
وقال بودولياك، أن الجيش الأوكراني سيركز في المقام الأول على الاحتفاظ بالسيطرة على مدينة باخموت شرقي البلاد.
وتابع بودولياك: "نحن لسنا في عجلة من الأمر. سنعيد ترتيب الصفوف خلال الشهرين المقبلين. سنستنزف الروس في باخموت بينما نركز على مناطق أخرى".
وكشف أن الهدف العسكري لأوكرانيا في الوقت الحالي هو "خفض عدد الجنود الروس الجاهزين للقتال من خلال شغلهم بحرب العصابات، وبالتالي، إرباك الهجوم الذي يشنونه، في حين يمكن لأوكرانيا أن توظف قواتها على جبهات ومناطق أخرى استعدادا لهجوم مضاد في الربيع".
وأبدى المسؤول رضا كييف عن الاستراتيجية التي جرى العمل بها في باخموت، قائلا إنها استطاعت فعلا أن تكون ناجعة، بل إنها "تخطت ما كان مأمولا منها"، وكرر بودولياك مطالبة الحلفاء والداعمين الغربيين بتقديم صواريخ بعيدة المدى، وقذائف مدفعية ثقيلة لكييف.
وكانت أوكرانيا قد بدأت التحضير لهجوم الربيع، بعد وصول الأسلحة النوعية الغربية أبرزها منظومة "باتريوت" الأمريكية كما تسلمت من بولندا دبابات ألمانية من طراز "ليوبارد 2" بعد موافقة موسكو.
ووصلت دبابات "ليوبارد 2" وبدأت الوحدات الأوكرانية في التدريب عليها، فيما تتدرب قوات أوكرانية أخرى في قواعد تابعة لحلف الناتو على دبابات 'تشالنجر 2" البريطانية في قواعد الناتو، ومن المتوقع وصول المركبات القتالية الأمريكية برادلي، والدبابات الفرنسية AMX-13 الخفيفة، والمركبات المدرعة الألمانية طراز "ماردر"، فيما لا يتوقع وصول دبابات أبرامز الأمريكية في الوقت المناسب لهجوم الربيع.
وتقول شبكة "سي إن إن" في تقرير لها بشأن هجوم الربيع المحتمل، إن أوكرانيا تخشى الهجوم الروسي المتوقت خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أنه بحلول الربيع سيكون هناك نحو 150 ألف روسي الذين تم تجنيدهم في الخريف الماضي قد تم تدريبهم وربما دمجهم في وحدات جاهزة للمعركة
واعتبرت الشبكة الأمريكية أن الوضع بالنسبة للأوكرانيين يعتبر سباق مع الزمن، لكنهم يقومون بشكل أساسي بتحويل جيش قائم على المعدات السوفيتية إلى جيش يستخدم أسلحة غربية متقدمة. وتوقعت أن يكون "الربيع وحشيًا في أوكرانيا".
وقالت إنه يتعين على الجيش الأوكراني تدريب قواته على استخدام الأسلحة الجديدة ودمجها في تشكيلاتها الحالية، خاصة مع استمرار التدفقات في الأسلحة الغربية المتمثلة في عربات سترايكر المدرعة ومركبات مشاة برادلي القتالية من الولايات المتحدة ومدافع هاوتزر من فنلندا ونظام مدفعية آرشر المتقدم والمدافع المضادة للدبابات من السويد.
وكانت شبكة "سي بي إس" الأمريكية، نقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، قولهم إن الأشهر القليلة المقبلة حاسمة بالنسبة إلى الهجوم المضاد في أوكرانيا في الربيع المقبل"، مشيرة إلى تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن التي أكد أن هناك فرصة سانحة قبل الربيع لتزويد أوكرانيا بالقدرات التي تحتاجها للشروع في الهجوم.
وكان أوستن قد توقع في منتصف فبراير الماضي بعد اجتماع مع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل، أن تشن أوكرانيا هجومًا مضادًا على القوات الروسية لاستعادة الأراضي المحتلة، كما أن الرئيس الأوكراني أكد سيطرة القوات الروسية منذ بداية الحرب على 1877 بلدة أوكرانية.
وفي حديث لمنسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي، أكد أن واشنطن ستزود كييف بمعلومات لاستخدامها في هجوم الربيع. وعلى السلطات الأوكرانية تحديد مسار الأعمال القتالية.
وأضاف كيربي: "يجب على الرئيس زيلينسكي، تقرير ما يجب القيام به في الربيع، وأين سيتم الهجوم، ومقدار القوة التي يجب استخدامها للقيام بذلك. نحن طبعا من جانبنا سنقدم المعلومات وسنقدم النصائح والمشورة، ولكن في النهاية يعود الأمر إلى الرئيس زيلينسكي لتحديد مدى إمكانية تحقيق الأهداف".
وكشف نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية فاديم سكيبيتسكي، في الأسبوع الأخير من فبراير الماضي، عن هدف "هجوم الربيع" الذي تتحضر له أوكرانيا لشن عملية عسكرية مضادة على القوات الروسية في المناطق التي المحتلة.
وقال سكيبيتسكي إن أحد الأهداف الاستراتيجية للهجوم سيكون محاولة دق إسفين في الجبهة الروسية في الجنوب بين شبه جزيرة القرم والبر الرئيسي الروسي.
ووفقا له فإن الهدف من الهجوم المضاد هو "تحرير جميع الأراضي المحتلة في أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم وسوف نتوقف فقط عندما نعيد البلاد إلى حدود عام 1991".
ويخشى الكثير من الخبراء العسكريين، من السيناريو الأكثر خطورة وهو تحوُّل الحرب بالوكالة بين روسيا و"الناتو" بقيادة الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة بين الطرفين تستخدم فيها الأسلحة النووية، ومن ثم الدخول في حرب عالمية ثالثة.