كيف توثر أزمة بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر على قرارات الفيدرالي الأمريكي؟
كشف ناصر زهير خبير رئيس قسم الاقتصاد السياسي بمعهد جنيف للدراسات، عن تأثير أزمة بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر على قرار الفيدرالي الأمريكي القادم ورفع أسعار الفائدة.
وقال: «أعتقد أنه إذا كان ينتوي رفعه بنسبة 0.5% قد يرفعها بنسبة 0.25%، ولو فرضنا وفقًا للسيناريوهات الاكثر تفاؤلًا أن يوقف رفع الفائدة، فسيكون تأثيره متأخر جدًا، لأن سعر الفائدة وصل إلى 5% على الإقراض وهي تكلفة كبيرة، لن يستطيع المستثمرين تحملها خاصة أن واشنطن كانت تتوقع أن تنتهي الحرب في غضون أشهر».
وأضاف أن تدخل الفيدرالي الأمريكي ووزارة الخزانة بعد تغير غير توجهاتها وسياستها في التعامل مع أزمة بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر تأخر كثيرًا، خاصة أننا نتحدث عن بنوك أخرى تسير في نفس الطريق في ضوء مخاوفها من تكرار أزمة عام 2008 وماقد ينجم عنها من دومينو إفيكت على غرار الأزمة الماضية.
وأوضح «زهير»، أن جو بايدن الرئيس الأمريكي حاول التدخل اليوم بعد تصريحات الفيدرالي أمس، ولكن تأخر كثيرًا، حيث لم يعد هناك ثقة في إدارة بايدن ولا السياسات التي ستتبع، ولا ثقة في المصارف نفسها، حيث أن جزء كبير من الفائدة سببها رفع أسعار الفائدة المستمر، متابعًا: بدأنا الآن في طريق الانهيار الجزئي خاصة مع تأخر بايدن في اتخاذ القرارات.
وأكمل: «لو كانت بالامس لكان لها تأثير كبير، ورغم ذلك فإن تصريحات بايدن اليوم تبدو ساذجة»، متسائلًا: «هل سوف تستطيع الحكومة الامريكية بالوفاء بكل هذه الالتزامات؟!، وأعتقد أن تصريحاته مبالغ فيها لتقليل ردة فعل الاسواق الامريكية نتيجة الصدمة».
وأوضح أن المستثمرين بكل أنواعهم سواء الصغر أو المتوسطين أو الكبار سوف يقدمون على سحب على الاقل نصف ودائعهم في ظل عدم الثقة، خاصة أن الأزمات التي تعرضت لها البنوك ليس لها علاقة بتصرفات البنك وسياساته، ولكن بسبب رفع أسعار الفائدة المبالغ فيه خلال الأشهر الماضية،الذي نجم عنه عبر زياد تكلفة الاقراض، بسبب صعود الفائدة على القروض إلى 5% وهو ما لم يتحمله العملاء ولا المصارف.