مخطط واشنطن وباثيلي لإفشال الانتخابات الليبية
يستمر المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي في العمل بمبادرته التي أطلقها في 27 فبراير/ شباط الماضي والقاضية بإجراء انتخابات رئاسية في ليبيا قبل نهاية العام الجاري.
وكرّر باتيلي مطالبه لمجلسي النواب والدولة اليبيين للوفاء بالتزاماتهما لإجراء الانتخابات، ضمن إطار زمني واضح. مما جعلهما يشكلان لجنة 6+6 والتي تكمن مهمتها بإعداد القوانين الانتخابية.
وسبق وأن قام باتيلي بالتلويح باللجوء إلى ما أسماه بـ "الإجراء البديل"، في حال فشلت السلطة التشريعية في التوصل إلى اتفاق حول قوانين الانتخابات.
والإجراء البديل يتمثل بتشكيل لجنة تشرف على الانتخابات، من وضع قاعدة دستورية وقوانين للانتخابات، ويتجاوز مجلسي النواب والدولة.
وسبق وأن أشار الخبراء في الشأن الليبي إلى أن مبادرة باتيلي مشكوك في مدى نزاهتها بسبب تحيزها وهدفها الواضح في الإلتفاف على المجالس التشريعية في البلاد.
حيث إستند الخبراء إلى حقيقة أن مبادرة باتيلي جاءت بدعم واضح من الولايات المتحدة الأمريكية وبالتزامن مع توافق مجلس النواب والدولة على التعديل الدستوري الثالث عشر.
هذا التوافق الذي بموجبه ستتمكن البلاد من الوصول إلى صناديق الإقتراع دون أي تدخل خارجي بهدف إجراء إنتخابات حرة ونزيهة كما يتطلع لها الشعب الليبي وفق خارطة طريق ليبي-ليبي، الأمر الذي لا يصب في صالح دول الغرب وواشنطن على وجه الخصوص.
وفي السياق، قال رئيس تجمع تكنوقراط ليبيا، أشرف بلها، إن المبعوث الأممي عبدالله باتيلي سيشكل لجنة رفيعة المستوى في كل الأحوال وربما تكون لبلورة الشكل النهائي للحل.
وأوضح بلها أن لجنة باتيلي القادمة ستكون خطوة استباقية في حال فشل لجنة 6+6 أو تقوم بوضع التعديلات على ما قد تنتجه اللجنة. ورأى أن البعثة الأممية لن تمنح مساحة زمنية واسعة لأي جمود قد يحدث وستنتقل للخطة البديلة فورًا.
بدوره، يرى الخبير والمحلل السياسي الليبي، أحمد القماطي، أن الأمر الذي جعل من مبادرة باتيلي موضع للشكوك وإعتبارها على أنها مخطط غربي لإطالة أمد الأزمة وتأجيل الإنتخابات، هو حقيقة أن بعثة الأمم المتحدة ومنذ أن جاءت إلى ليبيا في عام 2014 لم تُسهم بالمرة في إيجاد أي حلول سلمية للأزمة.
وأضاف القماطي أن البعثة ومبعوثيها هم سبب ما تمر به البلاد اليوم، حيث أن المبعوثة السابقة، ستيفاني ويليامز هي من جاءت بعبد الحميد الدبيبة رئيسًا لحكومة الوحدة منتهية الشرعية من خلال ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف.
فبعدما كان الشعب على بعد خطوات من صناديق الإقتراع جاءت ويليامز وأمرت الدبيبة لتحريك ميليشاته وإشعال الوضع الأمني في العاصمة، لينتج عن ذلك تأجيل الإنتخابات إلى يومنا هذا.
القماطي إختتم حديثه وقال أنه عندما كان هدف الإنتخابات تشكيل سلطة موحدة ليبية لإنهاء الأزمة إعترضت عليها واشنطن وعرقلتها وهي في مراحلها الأخيرة، واليوم تدعم واشنطن مبادرة باثيلي وتروج لها على أنها الطريق الوحيد لإجراء الإنتخابات في حين أن مجلسي النواب والدولة توصلا لحل للأزمة، ليتبين للشعب الليبي أجمع أن بعثة الأمم المتحدة وواشنطن لا تريدان خيرًا لليبيا وشعبها.