أزمة سحب الرصيدى الوهمى تُشعل غضب أكثر من 5 ملايين أسرة مستفيدة من تكافل وكرامة
«تم إيداع مبلغ 547.94 جنيه لبطاقة تكافل وكرامة».. هذه مضمون رسالة وصلت لأحد مستحقي تكافل وكرامة، تفيد بنزول المنحة الشهرية على الفيزا، وبعد يومين توجه لسحب المبلغ من ماكينة الـ«atm»، إلا أنه فوجئ بعد وضع الفيزا داخل الماكينة بخروج إيصال (سحب وهمي)، وعقب ذلك وصلت له رسالة تتضمن أنه تمت عملية سحب بمبلغ 500 جنيه لبطاقة كرامة دون خروج المبلغ من الماكينة.
السطور السابقة تكشف قصة معاناة ومرمطة حقيقية من واقع الشارع المصري، التي يتعرض لها العديد من المصريين الغلابة المستحقين منحة تكافل وكرامة التي حددتها وزارة التضامن الاجتماعي للأسر الأكثر احتياجًا انطلاقًا من سعى الدولة المصرية لمساندة تلك الأسر المستحقة للمعاشات.
معاناة ومرمطة الغلابة
«تقدمت بشكوى إلى وزارة التضامن الاجتماعي تحمل رقم 6359172 بخصوص سحب الرصيد الوهمي».. بهذه الكلمات بدأ خليفة الديب حديثه لـ«النبأ الوطني»، وقال: «أنا رحت اسحب رصيد من الفيزا طلع رصيد وهمي»، مضيفًا أن ماكينة الـ«atm» أخرجت إيصال سحب فقط دون خروج الرصيد، ووصلتني رسالة مفادها سحب مبلغ 500 جنيه.
ويكمل: «حاولت التواصل مع مسؤول مديرية التضامن طلب مني اتقدم بشكوى إلكترونية على بوابة الاستعلام والشكاوي التابعة للوزراة، وبالفعل تقدمت بالشكوى لكن دون نتيجة حتى الآن، المشكلة قائمة لم تُحل وما زال الرصيد معلق لا أنا اترد على الشكوى ولا الرصيد رجع»، مطالبًا بحل مشكلته واسترجاع المبلغ.
الواقعة السابقة، لم تكن الأولى من نوعها، حيث تعرض العدد من المواطنين المستحقين منحة تكافل وكرامة، لنفس مشكلة سحب الرصيد الوهمي، وأصبحت هذه المشكلة صداعًا في رأس وزارة التضامن الاجتماعي.
كما تعرضت رودينا وليد، إحدى مستحقي برنامج تكافل وكرامة، لنفس مشكلة الصرف الوهمي، وتقول إنها توجهت لصرف المنحة الشهرية وبسبب تعليق الشبكة، لم يتم سحب المبلغ، مؤكدة إنه ا وصلت لها رسالة تتضمن صرف وهمي للمعاش، دون خروجه من الماكينة، وتواصلت مع رقم خدمة العملاء الموجود خلف الفيزا دون رد، متسائلة: ما الحل؟
زينب رأفت إحدى مستحقي منحة تكافل وكرامة تعرضت أيضًا لنفس المسكة، حيث تقول: «حطيت الفيزا في ماكينة الـatm وما طلعتش الفلوس، ووصلتني رسالة على هاتفي بصرف وهمي، وعملت تظلم عبر بوابة الاستعلام والشكاوي لبرنامج تكافل وكرامة، وما زلت في انتظار الرد».
مشاكل تقنية
فيما يوضح الخبراء والمتخصصون في هذا الشأن أن مشكلة الصرف الوهمي؛ «تقنية»، يختص بها البنك التابع له ماكينة الـ«atm» التي تمت من خلالها عملية الصرف لا وزارة التضامن الاجتماعي.
لكن هذه المشكلة وضعت الوزارة في أزمة مع المستحقين معاش تكافل وكرامة، لأن التأخير في حل هذه المشكلة هو أمر مقلق بالنسبة لهؤلاء المواطنين؛ نظرًا لأن مستحقي معاش تكافل وكرامة الأكثر احتياجًا، لا سيما أن الدولة المصرية لا تألوا جهدًا في مساندة تلك الأسر المستحقة للمعاشات، فالفئات المستحقة معاش تكافل وكرامة، هم (الأسرة، الطفل، المرأة، ذوى الإعاقة، المسنين، الشباب)، فما الحل؟.
وفي هذا الصدد، تصدر ملف الحماية الاجتماعية اهتمامات القيادة السياسية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، قيادة البلاد وأصدر توجيهات لوزارة التضامن الاجتماعى بالتوسع في تنفيذ برامج تساعد الأسر الأولى بالرعاية على تحسين مستوى معيشتهم والاهتمام بالمرأة المعيلة وأصحاب المعاشات والأطفال بلا مأوى.
وتُنفذ وزارة التضامن الاجتماعىى بقيادة الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن، برنامج «تكافل وكرامة» بهدف تقديم المساعدات النقدية للأسر الفقيرة والأكثر احتياجًا، وذلك عن طريق الاستهداف الموضوعى للأسر التى لديها مؤشرات اقتصادية واجتماعية منخفضة تحول دون إشباع احتياجاتها الأساسية وكفالة حقوق أطفالها الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى مد شبكة الحماية لتشمل الفئات التى ليس لديها القدرة على العمل والإنتاج، مثل كبار السن 65 سنة فأكثر أو من هم لديهم عجز كلى أو إعاقة.
واستفاد من برامج الدعم النقدى «تكافل وكرامة والضمان الاجتماعى» ما يقرب من 5.2 مليون أسرة حتى الآن بتكلفة تتجاوز 25 مليار جنيه سنويًا، بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بدخول مليون أسرة جديدة ضمن «تكافل وكرامة».
كما تم إطلاق برنامج سكن كريم، بهدف توفير الخدمات الأساسية للأسر الفقيرة والمحرومة من مياه شرب نقية وصرف صحى وترميم أسقف المنازل الأسر لكفالة حقها فى العيش فى سكن كريم، كذلك إطلاق برنامج «أطفال بلا مأوى»، بهدف حماية الاطفـال بلا مـأوى مـن خـلال تقديـم خدمـات الرعايـة والتأهيــل لهـم ودمجهم فى المجتمع.
ويعمل البرنامج فى محافظات «القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية، المنوفية، الشرقية، السويس، بنى سويف، المنيا، أسيوط» وتوفير وحـدة حماية الـطـفـل وأن هذه الوحدة تعمل على تطوير منظومة الحماية والرعاية المقدمة للأطفال بشكل عام والأطفال المعرضين للخطر بشكل خاص.
بدورها، تواصلت «النبأ الوطني»، مع مسئولة بوزارة التضامن الاجتماعي، وعرضت عليها شكوى أحد المواطنين بشأن صرف الرصيد الوهمي من ماكينات الـ«atm» المنتشرة على مستوى الجمهورية، والتي أكدت بأنه تم التعامل مع الشكوى وفى انتظار الإفادة والرد.
من ناحيته، يقول عبد الجبار جبار، مسئول جروب معاش تكافل وكرامة معاش لكل المصريين، إنه كل من مستحقي معاش تكافل وكرامة من الذين لم يتمكنوا من صرف معاشهم بسبب السحب الوهمى للمبلغ؛ عليهم بالتوجه إلى إدارة الشئون الاجتماعية التابع لها المستحق، وترك صورة البطاقة وصورة الفيزا كارت، وتوقف الصرف اليومى وتاريخه، حتى يتمكن مسىئولي إدارة الشئون الاجتماعية التابع له، من ملئ بيان بحالات الصرف الوهمي للفيزات المسلمة لمستفيدي تكافل وكرامة، وذلك لإرجاع المبالغ المسحوبة وهميًا.
البرلمان على خط الأزمة
في المقابل، توضح النائبة رضوى جعفر وكيل لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، أن مستفيد تكافل وكرامة ممن تعرض لمشكلة الصرف الوهمي عليه بالتوجه إلى البنك التابع له ماكينة الـ«atm»، التي تمت من خلالها عملية السحب الوهمي، لحل هذه المشكلة وإرجاع المبلغ في أسرع وقت.
وأكدت وكيل لجنة التضامن الاجتماعي، لـ«النبأ الوطني» أنها تواصلت مع الوزارة للوقوف على أصل مشكلة الصرف الوهمي، وسرعة حلها حتى لا يتعرض لها مستفيدين آخرين، مضيفة أنه يحدث خلط لدى البعض بشأن منحة تكافل وكرامة، فهي ليست معاشًا ثابتًا كما يظن البعض، ولكنها عبارة عن منحة لمدة 3 سنوات، وبعد تحسن حالة المستفيد تنقطع عنه المنحة، فهذا الأمر لا يعلمه الكثير، لذا وجب التنويه، فهو أمر قابل للبحث عن الحالة فإذا تبيّن عدم استحقاقها للمنحة تنقطع عنها في الوقت المحدد.
واتفق الدكتور فهد جاهين، الخبير المصرفي، مع كلام النائبة بشأن اختصاص حل مشكلة الصرف الوهمي للبنوك، مؤكدًا أن مشكلة الصرف الوهمي التي يتعرض لها مستفيد تكافل وكرامة عند صرف المبلغ من ماكينات الـ«atm» التابعة للبنوك والمنتشرة في كل أنحاء الجمهورية، يختص بها البنوك لا وزارة التضامن الاجتماعي.
ويضيف الخبير المصرفي لـ«النبأ الوطني» أنه في حالة تعرض أحد المستفيدين لمشكلة الصرف الوهمي فعليه تقديم شكوى فورية للبنك التابع لها ماكينة الـ«atm» التي تمت من خلالها عملية السحب الوهمي، وسوف تُحل هذه المشكلة ويتم إرجاع المبلغ في غضون 3 أيام من تقديم الشكوى واستيفاء كل البيانات التي يطلبها مسئولي البنك ن صاحب المشكلة.
ويكمل: «أكثر من المواطنين يتعرضون لهذه المشكلة خاصة كبار السن، ففي حالة حدوث صرف وهمي وعدم خروج الأموال من الماكينة يتم إرجاع المبلغ بعد تقديم الشكوى مباشرة، ولكن هناك حالات تمت عملية السحب وخروج الفيزا من الماكينة والرصيد تأخر في الخروج لحدوث تعليق بالماكينة، فالمستفيد اعتقد أن المبلغ لم يخرج من الماكينة، ولكن بمجرد تحركة من أمامها خرج المبلغ دون أن يدري، فاستولى عليه أول شخص دخل على الماكينة من بعده، ففي هذه الحالة يكون البنك غير مسئول في هذه الحالة، لأن الأموال خرجت من الماكينة بالفعل».