رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يكتب: قبر الإمام ورش هل هو حقيقي أم رؤيا؟

النبأ

في البداية القران الكريم نزل بمكة والمدينة على مدار23سنة 13 مكيةو10مدنيةوقرئ في مصر وآمام القرأء وقارئ اهل مصر هو  الشيخ الإمام  ابي عمرو عثمان بن سعيد المعروف  بورش المدني صاحب الرواية أي رواية ورش عن نافع؛ توفي عام 197م اي قبل مجئ الإمام الشافعي إلى مصر بسنة واحدة ودفن بالقرافة الكبرى بالجهة الوسطى من الشقة الثانية من شقق القرافة على حد قول مؤرخي المزارات؛ وكان قدلقب بورش وإشتهر به لإنه كان شديد البياض مثل اللبن فالورش هوجنس من اللبن

وقد وردت الإشارة إلى ترجمته ودفنه في العشرات والعشرات من المصادر ومنها مرشد الزوار إلى قبور الأبرار لابن عثمان ومصباح الدياجي لابن الناسخ والكواكب السيارة في ترتيب الزيارة في القرافتين الكبرى والصغرى  لابن الزيات وتحفة الاحباب للسخاوي وحسن المحاضرة السيوطي وإعتبار الناسك لابن جبير وتاريخ الإسلام للذهبي  وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي  وحلية الأولياء لابو نعيم  والمنتظم لابن الجوزي والوافي بالوفيات للصفدي والنجوم الزاهرة في ملوك مصر  والقاهرة لابن تغري بردي  وغير ذلك 

 وبعد ذلك كله يفاجئنا البعض بقولهم إنه غير مدفون في القرافة وإنه من مقامات الرؤيا اي التي لاتضم جثمان أو رفات له؛ وربما كانت هذه الفتوى غير المسبوقة بمثابة كرسي في الكلوب لتبرير هدم الحوش   إذا ما تم ذلك؛ والحق آن هذا القول والأقوال التي على شاكلته ليست صائبة ولاتمت للعلم بصلة لان الإمام ورش تابت دفنه في هذا الموضع بل ثابت أيضا إن احد تلامذته  الذي لازمه في أواخر حياته واقام معه في منزله بعد أن تعرض لحادث سرقة من احد اللصوص   قد دفن أسفل رجليه بنفس القبر. فكيف يكون مقام رؤيا؛ وقد ظل موضع قبره معلوما ويزار ويتبرك به كما يستدل من كتب المزارات والتراجم والرحالة و  طبقات القراء؛ وكغالبية  القرافة أصبحت المقابر المبكرة  ضمن احواش القرافة في القرن 19م واوائل القرن20م فدخل قبر ورش ضمن حوش مدفن عبد الفتاح بك محرم احد قضاة المحاكم  الأهلية سابقا.

 فهل يعقل ان قبر هذا الرجل مهما كان بسيطا يصبح أثرا بعد عين  ولا وجود  له؛ وهو الرجل الذي رفع اسم مصر عاليا ولازال في العالم أجمع بوصفة صاحب الرواية الأشهر وقارئ اهل مصر فهل هناك قيمة تاريخية وادبية وثقافية وتراثية وأثرية ايضابحكم  موضع دفنه وقبره  بالقرافة منذ عام 197 هجرية تعادل قيمة هذا الرجل رحمه الله تعالي رغم بساطة قبره والتعدي عليه في القرن 19م أو أوائل القرن 20 م؛ وفي المقابل هناك قبور فخمة ولكن اصحابها  لاقيمة لهم  ولم يكن لهم دور يذكر في تاريخ هذا الوطن العظيم وينطبق عليهم قول الشاعر

وبادو جميعا فلامخبر عنهم

أين هم ثم أين الاثر

حفظ الله مصر أرضا وشعبا وهوية ومقوماتا وقيادة وجيشا وشرطة وعلماءا وتاريخا وأثارا وحضارة وثقافة وتراثا إلى أن يشاء الله وحتى يرث الأرض ومن عليها اللهم أمين يارب العالمين.

بقلم:

الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية وعميد آثار القاهرة سابقا