نرصد كواليس اللحظات الأخيرة في حياة «رامي» قتيل دار السلام|فيديو وصور
لم يتوقع أحد أن مشاجرة بسيطة بين طفلين في منطقة جزيرة دار السلام يمكن أن تطور وتسفر عن مقتل شاب يدعى "رامي عبد الجيد"، 25 عاما، سمكري، تاركا خلفه طفلة عمرها لا يتعدى عامين، وأسرة مكلومة يتشح جميع أفرادها بالسواد حزنًا على فراق شقيقهم.
«رامي» صاحب الـ25 عامًا، لديه شقيقة كبرى، هي من تحملت المسؤلية وتولت تربيته ورعايته مع أشقائها بعد رحيل الأم، فأصبحت لهم أمًا ثانية، وزوجتهم جميعًا، فكان الضحية هو الأصغر في ترتيب أشقائها والأقرب إلى قلبها، حيث راح ضحية «غدر» في مشاجرة؛ كما وصفتها.
انتقل محرري «النبأ الوطني»، إلى شارع حبشي اللبان المتفرع من شارع الفتح بمنطقة الجزيرة في دار السلام جنوبي القاهرة، حيث مسرح جريمة قتل الشاب «رامي عبدالجيد» بطريقة بشعة، والتقينا بشهود العيان وأسرة الضحية للوقوف على ملابسات الجريمة والأسباب التي أدت لوقوعها، خاصة أن الضحية معروف عنه أنه من الشباب الشقيانين، ومن شغله لبيته ومن بيته لشغله وفي حاله.
«المشكلة بدأت باحتكاك طفلة وطفل في الشارع، الطفل الصغير حاول إجبار الطفلة على الدخول للشقة عنوة لكن الصغيرة رفضت وخرجت من العقار مسرعة، وسردت لأسرتها ما حدث، وهو الأمر الذي حول مشادة الأطفال لخناقة ستات كبيرة»، بهذه الكلمات بدأت شقيقة الضحية رامي حديثها لـ«النبأ»، مضيفة: «خناقة الستات بدأت بمشادات كلامية بيني وبين والدة الطفل، تطورت لتشابك بالأيدي، حاول الجيران التدخل والفصل بيننا، لكن اتضح فيما بعد أن المتهمة كانت مجهزة ومستعدة لكل اللي حصل».
وتكمل: «في اليوم التالي استعانت والدة الطفل بنجلها ومجموعة من الأشخاص غرباء، وحضروا مدججين بالأسلحة البيضاء، وتجددت المعركة مرة آخرى، فاتصلت برامي وقلت له الحقني، وعندما حضر وجدنا السيدة ونجلها يشيرون على شقيقي هو ده، فقام أحد المتهمين الذين استعانة بهم السيدة بضرب شقيقي بسلاح أبيض عيار عن ساطور، أرداه قتيلًا ومن شدة الضربة خرجت جميع أحشاءه على الأرض كان مشهد بشع».
«رامي اللي أتقتل ده مش شخص واحد.. أنا اتقتل لي ثلاثة مش واحد، رامي ده بالنسبة لي: صاحبي، وأخويا، وابني، الجاني موت لي دول»، هكذا تحدث شقيق المجني عليه، ويضيف: «أنا ما شوفتش حاجة كنت في الشغل بقالي كذا يوم، واتصلوا عليا قالوا لي الحق أخوك اتقتل في الشارع عند البيت، جيت أجرى على ما وصلت لقيتهم أخذوه في سيارة إسعاف وجريوا بيه على مستشفي المبرة، لكن شوفت بركة من الدماء في الشارع عرفت أنه أخويا خلاص كده مات منظر الدم يوحي بذلك».
وتابع الشقيق الأكبر للضحية: «جريت على مستشفى المبرة بالمعادي، عرفت أنه أخويا مات أصلا مكان ما اتضرب، أخويا تم التعدي عليه بسلاح أبيض (كازلك) إللي ضرب عارف بيعمل إيه وجاي علشان يعمل كده، اخويا من شدة الضربة الأمعاء والقلب خرجا برة بطنه».
وأكمل: "أخي كان بيشتغل سمكرى سيارت، من بيته لشغله مالهوش في المشاكل، يعتبر عريس جديد متزوج من 3 سنين، ما خلفش غير طفلة عندها سنتين.
واستطرد: “إحنا قلبنا محروق على ابننا، الموضوع كله كان احتكاك عادي بين الطفل والطفلة وكان ممكن يخلص، لكن هما ناس بتوع مشاكل ومفتريين، هما اللى وصلوا الأمور لهذه الدرجة، الست أم الولد اتصلت بأشقائها وجم بالأسلحة البيضاء وخلصوا على أخويا، الناس كلها في الشارع عارفاهم وحصل كذا موقف زي كده واتحبسوا”.
واختتم: “إحنا مش عاوزين غير القصاص وعدل ربنا في هذه القضية والناس دي المفروض تتعدم زي ما قتلوا أخويا بهذه الطريقة البشعة على مرأي ومسمع من الناس كلها”.
شقيقة الضحية الكبري سردت تفاصيل ما حدث والدموع تنهمر من عينيها، قائلة: “رامي مش بتاع مشاكل غلبان وطيب والناس كلها بتحبه، كان رايح على شغله نزل لقي أخته بتتخانق مع الست دي في الشارع وكان بيحوشهم من بعض جه ناس من بره هي اتصلت عليهم واحد منهم ضربه بالكازلك قلبه خرج بره بطنه”.
فيما روت سمر عبد الجيد شقيقة رامي الصغرى: "المشكلة بدأت منذ 3 أيام باحتكاك الأطفال مع بعض في الشارع وخلص الموضوع، وفي يوم الحادث والدي نزل الصبح يجيب فطار وعيش، وطلع أنا شوفت وشه متغير بسأله في إيه يا حاج؟؛ قالي مفيش حاجة يابنتي الجيران قالوا لي أنه الست أم الولد صاحب المشكلة قابلت والدي في الشارع وشتمته.
وتابعت سمر: "نزلت قولت أعاتبها على ما حدث منها تجاه والدي الرجل المسن، في بداية الكلام “قولت لها بصي حضرتك أنا مش جايه علشان اتخانق ولا اذعق أنا جايه اقولك ما يصحش تشتمي راجل كبير زي أبوكي، أنت لو عاوزة حاجة اعمليها مع واحدة زيي”.
وأكملت: “فوجئت بابنها الكبير فضل يحدف خشب ومواسير كانوا مستعدين للمشاجرة، نزل رامي إللي المفروض كان رايح شغله علشان يشوف في ايه، تفاجئنا بناس جاية من مكان تاني هي كلمتهم في التليفون ماسكين أسلحة بيضاء وقام أحدهم بتسديد طعنة نافذة لرامي تسببت في خروج أمعاءه وقلبه خارج بطنه”.
واختتمت حديثها قائلة: “شقيقي ما كانش نازل علشان يتخانق هما اللى تعدوا علينا وأنا سمعتها بتكلم حد في التليفون وبتقول له تعالي حالا النهاردة اليوم إظاهر عليه مش هيعدي على خير.. يعني إللي جاي يضرب جاي يقتل مش جاي يتخانق والضربة اللى اخدها رامي ضربة موت”.
بلاغ يكشف جريمة قتل بشعة في الجزيرة بدار السلام
في البداية تلقى المقدم وسام عطية، رئيس وحدة مباحث قسم شرطة دار السلام، بلاغا يفيد بمقتل شاب في مشاجرة بأحد الشوارع بمنطقة جزيرة دار السلام.
على الفور انتقلت قوة أمنية من وحدة مباحث قسم شرطة دار السلام إلى المكان، وتبين العثور على جثة شاب يدعى رامي عبد المجيد، في العقد الثالث من العمر، يعمل سمكرى سيارات، غارقا وسط الشارع في بركة من الدماء.
وكشفت تحريات رجال المباحث بإشراف اللواء مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، نشوب مشاجرة بين المجني عليه وأشقائه من جهة وعدد من الجيران من جهة أخرى، بسبب الأطفال.
وأضافت التحريات، أن أحد طرفي المشاجرة وهي سيدة استدعت أشقاءها وآخرين حضروا إلى المكان بالأسلحة البيضاء، وسدد أحدهم طعنة نافذة للشاب الضحية ليسقط قتيلًا في بركة من الدماء.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، من ضبط المتهمين، وحُرر محضر بالواقعة وباشرت النيابة العامة التحقيق.