الأزهر يوضح فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة
كشف مجمع البحوث الإسلامية، عن 4 أمور من فضائل العشر من ذي الحجة، بالتزامن مع انتصافها ودخول ليلة الخامس من ذي الحجة، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
فضائل العشر من ذي الحجة
1- أقسم الله تعالى بها في كتابه الكريم فقال عز وجل: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} ولاشك أن قسمُ الله تعالى بها يدل عن شرفها وفضلها.
2- العمل فيها أفضل وأحب إلى الله عزوجل قال رسول الله ﷺ: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟» قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ». صحيح البخاري
3- فيها يوم عرفة قال رسول الله ﷺ: «ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله عز وجل فيه عبدًا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة» رواه مسلم
4- فيها يوم النحر وهو يوم العاشر من ذي الحجة، الذي يُعد أعظم أيام الدُنيا كما قال النبي ﷺ: «إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر، ثم يوم القَرِّ» رواه أبو داود
التضحية والفداء
كما قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن عشر ذي الحجة الحرام هى خير أيام السنة، خير أيام خرجت عليها الشمس، فهى من الأشهر الحرم، وتشتمل على وقفة عرفات، وما أدراكم ما وقفة عرفات أنها محل نظر الله سبحانه وتعالي في عليائه ونزول رحماته وتجلياته، وقفة عرفات صيامه لغير الحاج يكفر الذنوب وينور القلوب ويستجيب الله فيه الدعاء، فعرفات قيل أنها سميت بذلك: عندما تعرف آدم إلى حواء عندما نزلا إلى الأرض؛ وكأنها المكان الذي بدأ فيه الإنسان حياته للعبادة والعمارة والتزكية.
وتابع: الحج كما لا يخفي عليكم يعود فيه الحاج ومنه كيوم ولدته أمه فهو يبدأ حياة جديدة بعد وقفة عرفات التي ترمز إلى هذه الحياة الجديدة، سن رسول الله ﷺ لنا صيام التسع الأوائل من ذي الحجة الحرام والعاشر هو يوم العيد وهو عيد الأضحى؛ وهو العيد الذى يذكرنا بما حدث مع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام، يذكرنا بهذه المعاني التي يجب أن تعود إلى قلوبنا؛ ويجب أن نربي عليها أبناءنا من معاني التضحية والإيثار؛ فقد نزعت التضحية من حياتنا للأسف الشديد ؛ ويجب علي المسلمين أن يعودوا إليها حتى تكون الدنيا في أيديهم وتخرج من قلوبهم، نري الشباب لا يريد التضحية ولا يريد خدمة والديه وإن احتاجوا إليه، لا يريدون أن يذهبوا إلى أجدادهم حتي لا يخاطبوهم بأي تكليف؛ ويرون أن هذا ليس من شأنهم، أولئك لم يعلمهم أحد معني التضحية، ولا معنى الإيثار ؛ولا معنى الكرم؛ولا معني كيف يؤدي الإنسان حياته لربه وليس خدمة بسيطة يفعلها لوجه الله.
وأكمل: وما حدث مع سيدنا إبراهيم كان مثالًا يحتذي في التضحية فقد شرع في التضحية بابنه، والولد فلذة الكبد وعلى ذلك فإن هذا الذي فعله كان أعلي من أن يضحي بنفسه،لعل أحدنا يضحي بنفسه لحماية لابنه فيجود بروحه قبله، إلا أن سيدنا إبراهيم امتثالا لهذا المعني وقيامًا به قدم ابنه علي ذلك،وقدم ابنه على نفسه تضحية وتربيه للولد الصغير وتعليمًا للأمة من بعده.
وشدد: التضحية وهذا الفداء إنما كان من أولئك الذين ربوا أنفسهم علي طاعه الله؛وعلي المسارعة في الخيرات ؛وعلي أن يكونوا من المسنين ؛ ومن المتقين.
وبين: التضحية والفداء رمز يجب أن نحوله إلى برامج تربية؛وإلى برامج إعلام؛ وإلى برامج دعوة، وأن نجعل الناس يضحون بأوقاتهم أو بأموالهم أو بجهدهم أو بعلمهم فكل فداء وكل إيثار فإنما هو فلاح من عند الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.