رئيس التحرير
خالد مهران

كواليس اجتماع قوى الحرية التغيير السودانية في القاهرة

النبأ

استضافت القاهرة اجتماع قوى الحرية التغيير المجلس المركزي للمرة الأولى منذ انشاؤه، وهي القوى الأولى في السودان المطالبة بعودة الحكم المدني، والتي كانت شريكة في الحكم بعد ثورة ديسمبر في عصر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وشريكة في الإتفاق الإطاري الذي لم ترى مخرجاته النور بعد إندلاع الحرب في السودان، مما يثير التساؤلات حول أهداف الإجتماع وإنعقادة في القاهرة، وموقف تلك القوى من مصر.

أوردت قوى الحرية التغيير في بيانها، أن الإجتماع يكتسب  أهميته لكونه الأول للحرية والتغيير بصورة مباشرة منذ اندلاع الحرب في ١٥ ابريل ودخولها شهرها الرابع مع تزايد المعاناة الإنسانية لشعبنا في الداخل والخارج.
ووضعت قوى الحرية التغيير عدة أهداف للإجتماع وهي ضرورة وقف الحرب، وقطع الطريق أمام مخطط النظام المباد وفلوله لتحويلها لحرب أهلية شاملة، واستعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي وفق رؤية سياسية تؤسس لبناء وطني جديد، ومعالجة آثار الحرب على السودانيين والسودانيات وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وكل ذلك عبر عملية سياسية تشمل جميع أهل السودان لا يستثنى منها إلا الحزب المحلول وواجهاته ورموزه وقياداته. 

وأوضحت  أن إنعقاد  الاجتماع المفصلي والتاريخي في أرض مصر وعاصمتها القاهرة هو أمر ذو دلالات سياسية عديدة تأكيدًا على أن ما يجمع بين السودان ومصر وشعبي البلدين سيبقى وسيظل هو الأصل السائد، واننا في هذا السياق نتقدم لجمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبًا بالشكر الجزيل لاستضافة السودانيات والسودانيين قبل الحرب وبعدها، بجانب حرص مؤسسات الدولة المصرية بقيادة  الرئيس عبدالفتاح السيسي على لعب دور محوري ومفصلي مع بلدان الجوار والاقليم والمجتمع الدولي يسهم في إنهاء حرب السودان العبثية وفتح الطريق لاستعادة السلام والأمن والاستقرار والديمقراطية في السودان، وترحيبهم الفوري بانعقاد اجتماع المكتب التنفيذي للحرية والتغيير في القاهرة، حسب بيان قوى الحرية التغيير.

كما أردفت أنها ستجري تشاور مع قيادات المجتمع السوداني المتواجدين في مصر حول بناء مستقبل جديد للسودان وحل القضايا التي تواجه بنات وابناء الشعب السوداني في هذا الوقت الصعب.
 

وكشف شهاب إبراهيم، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير، أنه يثمن الدور المصري في الأزمة وفتح القاهرة للمعابر لاستقبال السودانيين قائلًا: “دائما نحن نتحدث عن المصالح المشتركة بين مصر الرسمية والسودان هي اكبر من أي تباينات موجودة، وهي مسألة يفترض أن كثير من الدوائر المصرية أن تفهمها”.

وأكد إبراهيم في تصريحات خاصة لـ "النبأ"، أن قوى الحرية والتغيير تعتقد أن القوى المدنية كانت ولا زالت تنظر لدور مصر بشكل إيجابي بعيدًا عن الأدوار المبنية على العواطف،  نعتقد أن مصر دولة جارة والمفروض أن الجانبين ينظران للمصالح المشتركة ويعظموها بشكل استراتيجي".


كشفت نشوى عثمان، القيادية في حزب  البعث السوداني، أن إنعقاد إجماع قوى الحرية التغيير في القاهرة هي مساعي ناجحه وموفقه وأي كيان يسعي في وقف هذه الحرب  في مصلحة الشعب سوداني، متمنية لهم التوفيق في مساعيها ويعم السلام للسودان.


وأكدت عثمان في تصريحات خاصة لـ "النبأ"، أن القاهرة أقرب دول الجوار وكل كوادر التنظيمات والسياسين موجودين بالقاهرة وايضا مساعي الرئيس السيسي لوقف الحرب والتي أتت متاخرة في بداية الحرب الرئيس السيسي تحفظ وقال هذا شأن داخلي حتي في القمه العربية في جدة لم يذكر حتي اسم السودان لكن اخيرا ظهرت مساعية بانعقاد قمه في القاهرة لوقف الحرب وأخيرا اجتماع الحرية والتغير ان تأتي متأخرًا خيرا من ان لاتاتي، مقدمة شكرها لمساعي مصر والرئيس السيسي.
وأضافت القيادية في حزب  البعث السوداني، أنه يوجد  توافق بين الجانبان وهم الحكومة المصرية وقوى الحرية والتغيير لأن كلاهما ساعين لوقف الحرب دون شروط.

بينما على الجانب السياسي لمخرجات الإجتماع، يرى كمال كرار، القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن نتائج اجتماع المجلس المركزي للحرية والتغيير بالقاهرة حسب ما ورد في البيان الختامي، لم تأت بجديد خلافا لما كانت تطرح طيلة الأشهر الماضية، قبل وبعد الحرب، وذلك لأن الغموض لا زال يكتنف مصطلح العملية السياسية الشاملة التي تطرح كل مرة، شاملة بمعني ماذا؟ وفي وقت سابق كانت هذه الجملة تطرح في مواجهة شعار لجان المقاومة لا تفاوض ولا شراكة".

وأكد كرار في تصريحات خاصة لـ "ألنبأ"، أن العملية السياسية التي جاء في نهايتها الاتفاق الاطاري قادت البلاد بأكملها لمربع الحرب، وهذه حقيقة يجب ألا تغفل، فالاطاري نفسه كان يعني العودة للشراكة مع المكون العسكري ومحاصصة وتوزيع أدوار، وبالتالي تولدت الخلافات العسكرية العسكرية إلى ان وصلت للمواجهات المسلحة.

وأضاف القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أنه  لا زال المجلس المركزي مبتعدا عن الشارع الثوري،ى ومقتنعا بنفس الأجندة الماضية، وواضعا الحصان خلف العربة.

وأردف كرار، أن  الاجتماع نفسه كان بالقاهرة خارج السودان وليته كان بالداخل في اي مدينة ليعطي رسالة قوية لطرفي الصراع مفادها اننا باقون هنا، ولكنهم ارادوه بالخارج لاعتبارات تخصهم،  وبعد الحرب علي الجميع ان يعيدوا حساباتهم السياسية، فما حدث يجب الا يمر دون عقاب، والمسؤولون عن قتل الالاف وتدمير المدن هم مجرمي حرب بلا شك، كما ان حل كافة المليشيات وعودة العسكريين للثكنات هو الخطوة الضرورية للسلام المستدام في السودان.

وعلى الجانب الآخر يرى البعض أنه من الخطأ استضافة مصر لقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، لأنهم قاموا بشن معارك سياسية عديدة ضد القاهرة.

كشف حسن رحمة، الطيار السابق في الجيش السوداني، أنه منذ بداية الثورة الشعبية في السودان ومن داخل ميادين الاعتصام صممت قوى الحرية والتغيير مشروعهم المدمر للعلاقات المصرية السودانية وزرعو في العقل الجمعي للشباب السوداني ان مصر هي اكبر اعداء مشروعهم الوطني، وروجو عبر الميديا ان مصر تريد نسخ تجربتها واسقاطها على السودان وبدأت غرفهم الإعلامية تبث سمومها لخلق الجفوة بين الاخوة في وادي النيل عبر الترويج لفكرة ان مصر تسرق ارضنا وخيراتنا.

وأكد رحمة في تصريحات خاصة لـ "ألنبأ"، أن تلك القوى هي من تبنت المشروع الاثيوبي في السودان عبر اتفاق معلوم للشعب السوداني مع الرئيس الإثيوبي لاقناع الرأي العام السوداني لدعم إثيوبيا والوقوف ضد مصر في موضوع سد النهضة. 

وأضاف الطيار السابق بالجيش السوداني، أنه تجلى هذا الموقف تجاه مصر في حملة ترس الشمال وقفل الطرق بين مصر والسودان وإهانة السائقين المصرين في الطريق القومي، مشيرًا إلى أنهم  وحدهم بإسم قحت من تبنو هذا المشروع الذي عارضه شعب السودان ولكنهم روجو له وانزلوهو كبرنامج لكوادرهم الفاعلة في لجان المقاومة التابعة للحرية والتغير المركزي، وقحت في كل السودان والولاية الشمالية بصفة خاصة. 

وبين رحمة، أن قوى الحرية والتغيير هم وحدهم من برر لحصار مطار مروي من قبل مليشيا الدعم السريع ووجهو كوادرهم للترويج لفكرة ان الدعم السريع يريد طرد المصريين من مطار مروي وان مصر تحتل مطار مروي وخرج يومها عبر المنصات الاعلامية كل نشطاء الحرية والتغير بتوجيهات مباشرة لدعم حصار مروي بحجة طرد المصريين، وهم من فكرو وخططو ورسمو طريق الهروب لقوات الدعم السريع بالمصريين كرهائن والأرشيف الاعلامي والسياسي يملأ محرك البحث جوجل،

كما  رفضت الحرية والتغير المركزي حرب الجيش السوداني وتحريره للفشقة بحجة اولى محاربة مصر في حلايب وشلاتين، حسب الطيار السابق بالجيش السوداني.

وأشار رحمة إلى أن الأزمة التي يعيشها الشعب السوداني الان من  الموت والدمار والحرق والنهب والسلب والإغتصاب وكل المهددات الأمنية التي نعيشها الآن وتتأثر بها مصر  مباشرة هي مشروع سياسي تتبناه قوى الحرية والتغير التي توفرون لها المسكن والمأكل والمنبر الإعلامي.. 

وأردف الطيار السابق بالجيش السوداني، أن قوى الحرية والتغيير  وفي هذه الظروف الحالكة ومصر تسد نقص الغذاء، الحاد وتعوض خسارتنا الكبيرة وانهيارنا الاقتصادي بالسماح للتجار السودانيين باستيراد أساسيات الحياة تنشط خلايا وكوادر الحرية والتغير المركزي لتغبيش الرأي العام السوداني عبر الترويج لفكرة المنتجات المصرية فاسدة..

وأختتم رحمة حديثة، بأنه لا احد الآن في السودان يحترم مايسمى بالحرية والتغير ( قحت) فقد سقطو في مستنقع الخيانة والإرتزاق وباعو وطنهم وأهلهم وأمن مصر بأرخص الاثمان، مطالبًا بإخراج  تلك القوى من مصر وأرض القاهرة الحبيبة.