ابن شقيقة الزعيم الراحل ياسر عرفات لـ«النبأ»: إسرائيل لا تهتم بمصير الأسرى.. وإيران الداعم الرئيسى للمقاومة الفلسطينية.. (حوار)
تستمر الحرب في غزة ويسقط مئات الشهداء يوميًا فيما تهدد إسرائيل باجتياح القطاع بريًا، وذلك بعد عملية «طوفان الأقصى»، ووسط الأحداث الدامية قررت «النبأ» إجراء حوار مع الدكتور ناصر القدوة وزير الخارجية الفلسطيني السابق ورئيس مؤسسة عرفات وابن شقيقة الرئيس الراحل، عن سيناريوهات تطور الحرب وما حققته المقاومة في عملية «طوفان الأقصى»، وكيف يرى المواقف الإقليمية والدولية من الحرب، وإلى نص الحوار..
في البداية كيف ترى عملية طوفان الأقصى وهل بالفعل يمكنها تغيير خارطة الصراع؟
لقد وصل الإحباط بالمواطن الفلسطيني ما وصل نتيجة ممارسات الاحتلال اليومية من قتل يومي وعربدة لقطعان المستوطنين واقتحامات للأقصى وإغلاق الحرم الإبراهيمي، فأعتقد أن عملية طوفان الأقصى جاءت ردة فعل على ممارسات الاحتلال ومستوطنيه، المنطقة تلعب فيها قوى إقليمية وعالمية والتغيير قادم لا محالة ولكن في صالح القضية الفلسطينية أم لا هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة.
كيف ترى من يقول إن هناك دورا إيرانيا في العملية؟
من المعروف أن إيران هي الداعم الرئيس للمقاومة الإسلامية -حماس والجهاد الإسلامي- وهذه العملية بالطريقة التي نفذت بها تحتاج إلى تدريب وتخطيط عالي المستوى وعليه لا أستبعد الدور الإيراني.
هل يمكن للعملية أن تؤسس لمرحلة جديدة للمواجهة مع العدو ومهاجمته في عقر داره؟
عودنا الاحتلال الإسرائيلي على استخلاص العبر وهو ما سيحدث مع عملية طوفان الأقصى، فمن الصعب تكرار ما حدث ولكن هذه العملية أثبتت أن عدونا هش وليس كما يقال عنه إنه القوة التي تقهر والإجابة على هذا السؤال تتوقف على حجم الخسارة التي ستتكبدها المقاومة.
هل يمكن أن تتكرر العملية في الضفة الغربية وما دور حركة فتح في العمل العسكري الحالي؟
من الممكن ممارسة المقاومة بطرق متعددة في الضفة وهو ما يحدث بالفعل ولكن الأمر مختلف عنه في غزة وحسب معلوماتنا أن جميع الفصائل مشتركة في صد العدوان كل حسب مقدرته ومقدراته.
كيف ترى العدوان الغاشم على قطاع غزة وأهداف إسرائيل منه؟
هذا عدوان بربري وجرائم ترتكب ضد شعبنا ومجازر راح ضحيتها عشرات الأسر ليس آخرها ما حصل في مستشفى المعمداني والحرب والعدوان بكل أشكاله مستمر.
المعلن من قبل الاحتلال هو القضاء على حماس ولكن الحقيقة أن هدفها بهذه الطريقة هو إبادة الشعب الفلسطيني خاصة في غزة في ظل صمت دولي بل وتأييد لدولة الاحتلال.
وما تقييمك لمخططات إسرائيل بشأن تهجير سكان غزة على أرض الواقع؟
هذه المخططات لن تفلح ولن ترى النور وذلك لأن شعبنا ذاق مرارة اللجوء وهو ليس على استعداد لإعادة التجربة مرة أخرى والدليل على ذلك أن الاحتلال يدعو المواطنين إلى مغادرة بيوتهم في مدينة غزة والشمال والاتجاه إلى الجنوب ورغم نزوح البعض إلا أن سكان غزة فضلوا الموت على النزوح.
كيف ترى الدور المصري وخاصة في ملفي المساعدات ورفض التهجير؟
دور يقدره الشعب الفلسطيني عاليا ومنسجم مع موقف الشعب الفلسطيني وقيادته ممثلة في الرئيس محمود عباس وشعبنا يعول أكثر على الدور المصري في وقف حرب الإبادة.
نتنياهو تحدث على أن عملية «طوفان الأقصى» ستغير شكل الشرق الأوسط.. هل ترى بالفعل أن الصراع ما بعد 7 أكتوبر ليس كما قبله؟
بالتأكيد أن ما قبل 7 أكتوبر لن يكون كما بعده فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، فيما يتعلق بالاحتلال والمقاومة أعتقد أن دولة الاحتلال لن تسمح بتعاظم قوة المقاومة، وبعلاقة دول المنطقة بدولة الاحتلال وعلاقة المقاومة مع من أسموا أنفسهم محور المقاومة، وبدا واضحا لشعبنا وللفصائل ـن محور المقاومة ووحدة الساحات هو شعار حيث تُركنا وحدنا نجابه هذا الإجرام.
وكيف ترى الجريمة الأخيرة في مستشفى المعمداني؟
هذه جريمة فاقت كل وصف وهي نتيجة طبيعية للدعم اللا محدود من الولايات المتحدة ودول الغرب وعجز العالم عن لجم دولة الإرهاب الإسرائيلي والصمت العربي المطبق.
هل ترى أن الغرب أظهر وجهه القبيح في تلك الأزمة؟
بالتأكيد وأظهرت أن كل ما كان يقوله في حق الشعب الفلسطيني وقضيته مجرد عبارات ذهبت أدراج الريح عند أول محك.
وكيف ترى قصف إسرائيل لمعبر رفح وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية؟
ذلك يأتي ضمن مسلسل عدم احترامها للاتفاقات والمواثيق الدولية، حيث إن تشغيل المعبر بناء على اتفاقية فلسطينية مصرية إسرائيلية وهي قررت إغلاقه بقوة الإرهاب ومن طرف واحد، وهنا لا بد أن يكون لمصر دور أكبر وأكثر جدية في هذا الملف.
ولكن الأولوية الآن لوقف الحرب والإجرام الإسرائيلي رغم حاجة القطاع لهذه المساعدات نظرا للعجز في المستلزمات الطبية وعدم وجود مياه صالحة للشرب، إلا أن المطلوب وبشكل سريع وقف العدوان.
وهل ترى أن عدد أسرى الاحتلال سيجعل طاولة المفاوضات تختلف بين إسرائيل والفلسطينيين؟
أرى أن دولة الاحتلال هذه المرة غير آبهة كثيرًا بموضوع أسراها وهي على استعداد قتلهم جميعا ولن يشكلوا ورقة ضغط عليها.
وماذا عن تقييم الوضع الميداني في قطاع غزة على المستوى العسكري وهل يمكن أن يتطور الأمر إلى عملية برية؟
منذ إثني عشر يومًا والحرب على غزة مستمرة وهي في تصاعد مستمر وأعتقد أنها لن تنتهي قريبًا وأن إسرائيل ماضية في طريقها إلى الاجتياح البري ولكن بعد أن تكون دمرت أضعاف ما دمرته حتى الآن وقتلت أضعاف هذا العدد في ظل استمرار العالم في صمته والعرب والمسلمين في سباتهم.
وكيف ترى دور الرئيس الفلسطيني أبو مازن؟
الرئيس أبو مازن يعمل كل جهده لوقف العدوان ودائم التحرك والتنسيق مع الرئيس السيسي والملك عبد الله من أجل توحيد الجهود لوقف الحرب على غزة.
في رأيك إذا كان الرئيس الراحل ياسر عرفات بيننا كيف كان سيتصرف في هذا الموقف؟
الرئيس الراحل الشهيد أبو عمار كان زعيما للشعب الفلسطيني ولكل أحرار العالم والرئيس أبو مازن رفيق دربه وعلى نهجه يسير وقال لبايدن ما قاله الشهيد أبو عمار لكلينتون.
وكيف ترى إلغاء القمة مع الرئيس بايدن وهل كان قرارا صائبا بعد المذبحة؟
أعتقد أن الرئيس قرأ ما يحمله بايدن في جعبته وأنه لن يفعل شيئا لوقف العدوان فأعتقد أنه قرار صائب وفي محله.
ما الرسالة التي تريد توجيهها لسكان غزة؟
رسالتي لأهل غزة الصامدين تمسكوا بالصبر وما ضاع حق وراءه مطالب.
وما الرسالة التي تريد توجيهها للشعب المصري؟
الشعب المصري شعب شقيق يألم لما يؤلمنا نريد المزيد من المظاهرات والاحتجاجات السلمية خاصة أمام سفارتي إسرائيل وأمريكا وأن تُسمعوا صوتكم الرافض لهذه المجازر.
في الختام ما رسالتك إلى المجمتع الدولي؟
أقول للمجتمع الدولي كفاكم كيلا بمكيالين وقفوا عند مسؤولياتكم للجم هذا المحتل.