هشام زكي يكتب: منْ سرق المصحف؟
يقول كارل ماركس "الدين هو تنهيدة المضطهد، هو قلب عالم لا قلب له،مثلما هو روح ظروف اجتماعية بلا روح، إنه أفيون الشعب".
لم يتوجه الله سبحانه وتعالى في أي دين من الديانات السماوية إلى فئه دينيه بعينها، ولم يختص مجموعة ما بعبادته سبحانه وتعالى دون غيرهم، بل ارسل رسله كُل برسالته إلى كل فرد من أفراد المجتمع، وإلى الإنسانية جمعاء ولكن هناك رجالا من كل الديانات ولأسباب عديدة، منها ربما الاستغلال المادي والسياسة والسيطرة على المجتمع، استغلوا الدين لتبرير سلطتهم على المؤمنين، واعتبروا أنفسهم وسطاء بين الإنسان وربه واخترعوا علما وهميا بدايته كلام وآخره كلام، دون اعتبار لما تحث عليه الديانات السماوية جمعاء، وخاصة الدين الإسلامي، من أقران القول بالعمل ويعتبرون أنفسهم علماء في الدين، ولا أحد سِواهم بإمكانه إدراك هذا العلم الديني، اللهم إلا إذا سُمح بالدخول في دائرتهم. ولكي يستطيع المؤمن أن يصل إلى درجات عالية من الإيمان والدخول إلى الجنة، لا بد له أن يشتري “كيفية الاستعمال الديني"، الذي لا يقتصر على اطلاق اللحى، وتقصير الثياب، ولباس ثوب الحمل، بل ومناقضة سنه الرسول الكريم في آفة من الآفات التي نعيشها حاليا والمتمثلة في الكذب، فقد ثبت في جمع من احاديث الترهيب المتفق عليها: إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، وفي صحيح مسلم: (آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، ورغم ثبوت صحة الأحاديث لكن الجماعات المحظورة وتابعي السلف الصالح وغيرهم لا يعملون بتلك الأحاديث، ولا نجدها أصلا في قواميسهم، بل يتباهون بسلوكهم غير السوي المخالف لتعاليم الإسلام، والتعاليم الدينية جمعاء. وبمتابعة بسيطة لعدد من الجروبات التي اصبحت عامل من عوامل الهدم والشرذمة في حياتنا، نجد مشاركات دينية لا حصر لها، من احاديث وادعية وفتاوى، تهدف كلها لشيء واحد فقط تلميع صورة الناشر، واظهاره بعباءة الدين، وكأن كل من في تلك الجروبات اصبحوا شيوخا للإسلام، وهذا ما يدعو إلى التساؤل إذا كنا جميعا بهذا الورع وهذا السلوك الديني القويم، وبهذا الإيمان العميق الذي يدعونا إلى توجيه النصح للآخرين، (وهو النصح غير المباشر من خلال ما ننشره من أحاديث وادعية)، إذا كنا جميعا على هذه الحالة من الورع والتقى، والإيمان فمن سرق المصحف ؟؟!!!، إذ يروى عن الإمام الشافعى نه جلس يوماً يلقى درساً على بعض المريدين، وفى لحظة ما اكتشف أن مصحفه اختفى، فلما لم يجده راح يسألهم إن كان أحد منهم قد أخذه فلم يحصل على إجابة من أحد، ولكنه لاحظ أنهم جميعاً يبكون تأثراً بالدرس ومواعظه! ولم يملك الإمام وقتها إلا أن يُطلق عبارة صارت مثلاً من بعده فى المواقف المشابهة.. فقال: ( كلكم يبكى.. فمن سرق المصحف) ؟؟؟!!!