رئيس التحرير
خالد مهران

ذبائح نافقة وتالفة..

احترس من حيل وألاعيب الجزارين قبل عيد الأضحى

مباردات اللحوم
مباردات اللحوم

لاحظ  المواطنين، خلال الأيام الماضية، انتشار عدد من المبادرات لتخفيض أسعار اللحوم على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل عيد الأضحي 2024، من بعض التجار على مستوى محافظات مصر.

وتختلف أسعار اللحوم البلدي داخل المبادرات بنسبة كبيرة جدًا تصل إلى النصف، حيث يصل السعر داخل المبادرة إلى 200 و250 جنيهًا في المقابل تصل الأسعار خارجها إلى 400 و450 جنيهًا.

وكانت البداية عندما أعلن عدد من الجزارين في قرى مراكز ومدن أوسيم وكرداسة وبولاق بتخفيض أسعار اللحوم لـ200 جنيه، بينما بادر البعض في مركز ومدينة البدرشين بتخفيضها لـ250 جنيهًا.

وتسببت المبادرات بالجيزة في اتجاه عدد من التجار في القرى الصغيرة بالمحافظات إلى خفض أسعار اللحوم، حيث أعلن تجار في كوم حماد بمحافظة البحيرة بيع اللحوم بسعر 200 جنيه، كما خفض تجار آخرين في مدينة إسنا بالأقصر وشارع الحسيني بمحافظة المنيا، وجزارين بمدينة بنها بالقليوبية، لتصل الأسعار هناك إلى 200 جنيه.

ولكن في الوقت ذاته، لم تشهد أحياء ومدن أخرى لم يعلنوا الاشتراك في المبادرة ببعض المحافظات انخفاضًا بنفس مستوى الأسعار، وتراوحت بين 300 و350 جنيهًا.

وجاء ذلك بالتزامن مع الإعلان عن دعوات مقاطعة شراء اللحوم قبل العيد، وذلك بعد ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه؛ احتجاجا على جشع الجزارين والتجار.

تريند على السوشيال ميديا

واللافت في الأمر، أن مبادرات خفض أسعار اللحوم أصبحت «تريند» على السوشيال ميديا، في «أيام قليلة»، واحتلت اهتمام شريحة كبيرة من المواطنين في وقت قصير.

وأبدى عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خوفهم من المبادرة، قائلين: «اللحمة مغشوشة، ولو الأسعار بالفعل انحفضت كان الأمر سمع في جميع الأسواق».

وأضاف آخرون: «اللحوم المعروضة يكون لونها أصفر، وهو ما يعني أنها كبيرة سن أو وقيع»، والبعض علق أيضًا: «إذا كانت منافذ الحكومة، تبيعها بسعر 240 جنيهًا وتقدم من خلال عروض غير مستمرة، ولكن داخل المبادرات تكون 200 جنيه، فهل هي لحمة حصان ولا حمير؟».

وأما بالنسبة للذين اتجهوا إلى الشراء من تجار المبادرة، فاشتكى بعض  المستهلكين من اللحمة، فقال أحدهم: «اشتريت 2 كيلو لحمة الكيلو بـ200 قولت أجربها رجعت وزنتها في البيت لقيت الوزن 600 جرام دهنة و1400 لحمة إيه رايكم، للعلم اللحمة جملي».

غير شرعية

فيما حذرت الشعبة العامة للقصابين بالغرف التجارية من مبادرة تخفيض أسعار اللحوم في الأسواق بين 200 و250 جنيهًا.

وفي هذا السياق، قال هيثم عبدالباسط، رئيس شعبة القصابين: «أي لحوم بلدي طازجة تُباع أقل من 400 جنيه تكون غير شرعية، كيف يعقل أن تستورد الدولة لحومًا من الخارج وتبيعها بـ285 جنيهًا، والبلدي يتم بيعها بـ250 جنيهًا؟!، كلام لا يُعقل مصر إنتاجها المحلي من اللحوم 40% وتستورد 60%».

وأعرب رئيس شعبة القصابين عن مخاوفه وشكوكه حيال نوعية اللحوم المباعة في تلك المبادرة، لافتًا إلى أن بعض الجزارين يشترون مخلفات الأسواق من ذبائح تالفة أو نافقة، مناشدًا الطب البيطري بالنزول والتأكد من نوعية اللحوم التي يقوم هؤلاء الجزارين ببيعها.

على الصعيد الآخر، دافع مجدي أبو صافي، منسق مبادرة خفض أسعار اللحوم عن المبادرة، بعد اتهام هيثم عبدالباسط، رئيس شعبة القصابين، للمبادرة بأنها غير شرعية، مؤكدًا أن اللحوم المُباعة في المبادرة مختومة بأختام مجزر البدرشين.

وطالب منسق مبادرة خفض أسعار اللحوم، بحقه القانوني في تشكيك رئيس شعبة القصابين في مبدأ المبادرة بقوله «مبادرة إيه مفيش حاجة اسمها مبادرات، هو إحنا بننتج لحوم علشان يبقى عندنا مبادرات، إزاي تباع اللحوم بهذه الأسعار».

كلام دعاية وإعلان

ومن ناحيته، قال سعيد زغلول رئيس شعبة القصابين بغرفة الجيزة التجارية، إن هناك تلاعبا بالأسعار واللحمة من بعض التجار، لتخفيضها بالمبادرة، متابعًا: «هذا كلام دعاية وإعلان».

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن جميع التجار مجازرهم ومنشأ اللحوم واحدة، لافتًا إلى أنه يتم الشراء أيضًا بسعر واحد هو 300 جنيه للكيلو بالعظم.

وأشار «زغلول»، إلى أن هناك عجولا تباع بسعر أرخص؛ نتيجة الأمراض أو كسور هي عجول الحوادث وتسمى أيضًا بـ«الوقيع»، مشيرًا إلى أنه في هذه الحالة يباع العجل بـ10 آلاف جنيه بدلًا من 50 ألف جنيه.

وتابع: «هذه إحدى حيل التجار للتلاعب بالأسعار، ومنهم أيضًا مّن يضع نسبة دهن أو عظم زيادة لتعويض ما تم تخفيضه»، متسائلًا: «منافذ الحكومة تبيع بأسعار بين 320 و350 جنيهًا، كيف يبيع السوق الحر بـ200 جنيه؟».

وأوضح رئيس شعبة القصابين بغرفة الجيزة التجارية، أن هذا بجانب استغلال التجار الصغار منهم الأمر لكسب «التريند» وجمع مشاهدات وأرباح بالدولار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عمل إعلانات لمحلاتهم مقابل عجل واحد بسعر 50 ألف جنيه.

وحول التفرقة بين اللحم الوقيع والعادي، أكد أن ذلك يكون عن طريق تغيير الطعم والريحة واللون، حيث يسود لونها عند الغليان والملمس أيضًا، قائلًا: «اللحوم الوقيع تكون عليها مادة لزجة بخلاف الطبيعية».

وبالنسبة لتأثيرها على المواطن في حال الشراء، بين سعيد زغلول، أنه ليس هناك أي أضرار على المستهلك، ناصحًا بعدم الانسياق وراء هذه العروض الوهمية، والشراء من التجار المعروفين.