رئيس التحرير
خالد مهران

بعد وقف إرسالها لمكة.. حكايات آثار كسوة الكعبة التائهة وسط متاحف مصر

النبأ

تعتبر من أبرز الشعائر الهامة لدى المسلمين في عموم العالم هي شعيرة الحج، ولعبت مصر دور محوري في هذه الشعيرة خاصة في تجهيز الحرم المكي لاستقبال ضيوفه، ولا سيما في كسوة الكعبة المشرفة والتي كانت تخرج من مصر في موكب مهيب، ولكن بعد أن أغلقت دار الكسوة أبوابها في عصر الرئيس جمال عبد النار غابت آثار الكسوة والمحمل الشريف في غياهب المتاحف المصرية، وتشتت، والبعض يعزي ذلك لدور المملكة العربية السعودية وإخفاء آثار هذا التاريخ الذي كانت تشرف فيه مصر على ضيوف الرحمن في مكة المكرمة 

دار الكسوة تتحول إلى مخزن للأثاث

تأسست  دار كسوة الكعبة عام 1233هـ-1818 م وما زالت موجودة، ظلت تعمل حتى عام 1962م. وكان يقام حفل رسمي كبير في حي الخرنفش أمام مسجد القاضي عبد الباسط (قاضي قضاة مصر ووزير الخزانة العامة والمشرف على صناعة الكسوة الشريفة)، ثم تخرج الكسوة في احتفال بهيج وتخرج وراءها الجموع إلى ميدان الرملية قرب القلعة.

قررت وزارة الأوقاف المصرية، التي كانت تشرف على دار الكسوة الشريفة، إغلاق الدار نهائيًا وتحويلها إلى مخزن للروبابيكيا ومخلفات الوزارة، وقامت بنقل الشيخ كامل أصيل آخر فنان مصري شارك في صناعة الكسوة الشريفة العام 1964 إلى معهد الأيتام أمام سجن طره لتنتهي به دار الكسوة نهائيًا من ذاكرة التاريخ المصري.

ويتحدث حسان عبدالحافظ صاحب المحل المجاور لدار الكسوة أن المرة الوحيدة التي قام فيها برؤية دار الكسوة من الداخل، وجدها مجرد غرف بجوار بعض، تخلوا من أي شيء مميز أو أثري، وبعدها تحولت إلى مخزن تابع لوزارة الأوقاف، يوضع فيها دواليب قديمة أو كراسى.

جمل المحمل وحيدًا بمتحف الصيد

تعتبر من القطع الفريدة التي تحتاج لمجهود لكي تكتشفها مجموعة الهياكل عظمية لحيوانات نقل محمل الكسوة الشريفة والتي يحتفظ بها متحف الصيد الموجود داخل قصر الأمير محمد علي، وهي عبارة عن جمل وحصان كانت توضع عليهما كسوة الكعبة أثناء رحلة المحمل وسفر الكسوة من مصر إلى أرض الحجاز.

المتحف الخاص بقصر المنيل


يعرض المتحف الخاص بقصر المنيل جزء من الكسوة الداخلية للكعبة المشرفة وهي من الحرير الأحمر عليها كتابات في خطوط منحنية من القرآن الكريم.

كسوة الكعبة في متحف النسيج

ضم هذه القاعة جزء من كسوة الكعبة التي تم صنعها في دار الكسوة بالخرنفش، والتي تٌعد درة تاج المتحف، كما تضم القاعة أيضا "ستارة باب التوبة"، التي صنعت في عهد الملك فاروق الأول، وهي عبارة عن قطعة مستطيلة الشكل، عليها زخارف نباتية وآيات قرآنية وكتابات مطرزة بخيوط معدنية فضية بأسلوب "السيرما" نصها "بسم الله الرحمن الرحيم أمر بتجديد هذه الستائر الشريفة صاحب الجلالة فاروق الأول ملك مصر ابن فؤاد الأول ابن إسماعيل باشا ابن الحاج إبراهيم باشا 1359".

الموكب في متحف الحضارة

عرض المتحف القومي للحضارة المصرية، قطعة موكب المحمل، وموكب المحمل عبارة عن قافلة كبيرة بها جمل يحمل الهودج (هيكل خشبي) الذي توضع فيه كسوة الكعبة ويزين ذلك الجمل بالحرير الملون والفضة ويتبعه من خلفه الجمال التي تحمل الأمتعة الخاصة بالحجاج والجند الذين يحرسون الموكب، ومن ورائهم شيوخ الطرق الصوفية الذين يدقون الطبول ويرفعون الرايات ويخرج الموكب متجها نحو مكة المكرمة.