قرن من الزمان.. قرار هدم مدرسة الأقباط يثير انتقادات واسعة بالأقصر
حالة من الصدمة والغموض والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، أصابت أهالي مدينة الأقصر، فور إعلان بدء إجراءات هدم مدرسة الأقباط الإعدادية وسط مدينة الأقصر، والتى أنشئت قبل أكثر من قرن، كونها مبنى أثرى لا يمكن هدمه أو المساس بها.
وافادت بعض المعلومات أن قرار إخلاء المدرسة جاء تمهيدًا لإزالتها وبناء كوبري بمنطقة القراريش وسط المدينة أعلى شريط السكة الحديد، ما أثار حفيظة أهالي الأقصر عقب الفئات القيام بأعمال إخلاء أقدم مدرسة بمحافظة الأقصر والتي يبلغ عمرها أكثر من 100 عام.
إخلال المدرسة تمهيدًا لإزالتها
حيث تلقت إدارة مدرسة الأقباط في الأقصر، إخطارًا من مديرية التربية والتعليم بمحافظة الأقصر، بسرعة إخلائها، ونقل الطلاب إلى مدرسة أم النور الابتدائية خلال العام الدراسي الجديد كفترة مسائية، وذلك بناء على القرار الصادر من المهندس عبد المطلب عماره محافظ الأقصر.
استياء أهالي الأقصر من قرار الهدم
وتوالت ردود الأفعال داخل محافظة الأقصر، حول المبنى الإنشائي للمدرسة والأسباب التي أدت إلى خروجه بهذا المشهد الغريب من نوعه لأول مرة، مطالبين الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزارة الثقافة والجهات المعنية بالتدخل السريع وإلغاء تلك القرار، ووضع خطة عاجلة لتأهيلها للحفاظ عليها كتراث صناعي.
ويقول "محمد العمده" أحد النشاط علي مواقع التواصل الاجتماعي في الأقصر، أن مدرسة الأقباط انشأت منذ نحو 108 سنوات، لذلك تعد مبنى أثري حسب القانون المصري، ونحن لسنا ضد التطوير، بالعكس إنه من مصلحة المدينة وسكانها، لكن نحن ضد أن يكون التطوير على حساب التاريخ والتراث، ولذلك نُصر على ألا يتم إنشاء المشروع على حساب الاماكن الأثرية.
وتسأل عبد الصبور سلطان، أحد سكان الأقصر، لماذا الإصرار على هدم المبانى والمنشآت الأثرية بالمدينة واخفاء المبانى التى تعد أحد الرموز الأثرية للمدينة التى لطالما تغنى بها الجميع كونها تتميز بما هو اثرى وتراثى، مشيرا أنه يمكن أقامت المشاريع التنموية والخدمية دون اللجوء إلى إخفاء المظهر الحضارى المدنية، فهناك العديد من الخطط البديلة لإنشاء تلك المشاريع.
بنما أشار صالح خليل أحد سكان المدينة، أن محافظة الأقصر تتعرض لمذبحة حقيقية، من مافيا الهدم العبث بالعديد من الأبنية ذات الطراز المعماري والآثرى والمحظور هدمها بحجه المشاريع التنموية والخدمية، مشيرًا أن الأقصر تضم مباني أثرية عديدة ومتنوعة منتشرة في عدد من المناطق تتميز بروعة التصاميم والمصنفة تراثا، وتشكل أحد مقومات هويتها الجمالية وقيمتها التاريخية.
رئيس مدينة الأقصر "معنديش معلومة"
ومن جانبه قال اللواء علي الشرابي رئيس مجلس مدينة الأقصر، في هذا الشأن، إنه ليس لديه أي معلومة بشأن قرار إخلاء المدرسة تمهيدا للهدم.
جدير بالذكر أن مدرسة الأقباط الإعدادية بنين أنشئت عام 1916، على مساحة 5000 متر، وتحتوي على 16 فصلا دراسيا، فضلا عن المكتبة والمعامل. ووتضم 1100 طالب وتصب فيها مدارس السلام عربي، والسلام لغات، والفرنسيسكان، والأقباط الكاثوليك، فضلا عن المدارس الحكومية حيث تقدم لها هذا العام 2000 طالب تم قبول 140 منهم.