رئيس التحرير
خالد مهران

بعد اغتيال «السنوار».. مصير القيادة الداخلية لحركة حماس فى قطاع غزة

الحرب في غزة - صورة
الحرب في غزة - صورة أرشيفية

يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف قيادات حركة حماس وكان آخر ما تم استهدافه منذ أيام يحيى السنوار، ويُعد اغتياله أكبر انتصار لإسرائيل حتى الآن في الحرب التي تشنها ضد حماس في غزة، وذلك لقتل عزيمة الحركة والإضعاف من قدرتها على التخطيط، والكثير يتساءل هل سيستمر بنيامين نتنياهو في الحرب بعد مقتل السنوار خاصة بعد وعوده للرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف الحرب؟

ولم يُقتل السنوار في عملية مخطط لها من قِبل القوات الخاصة، بل من خلال صدفة جمعته بالقوات الإسرائيلية في رفح جنوب غزة، وتُظهر الصورة الملتقطة في مكان الحادث السنوار مرتديا ملابس قتالية، ملقى ميتا بين أنقاض مبنى أصيب بقذيفة دبابة.

وأشاد بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالجنود، موضحا أنه مهما كان النصر كبيرا، فإنه لا يعني نهاية الحرب.

وأضاف «نتنياهو»، في تصريحات سابقة بعد اغتيال السنوار، لقد أوضحنا اليوم مرة أخرى ما يحدث لأولئك الذين يؤذوننا، اليوم أظهرنا للعالم مرة أخرى انتصار الخير على الشر، لكن الحرب لم تنته بعد إنها صعبة، وندفع فيها أثمانًا غالية.

وقال «نتنياهو»: «ما تزال هناك تحديات كبيرة تنتظرنا، ونحن بحاجة إلى التحمل والوحدة والشجاعة والصمود، سوف نقاتل معا، وبمساعدة الله سوف ننتصر معا».

وكرر أهدافه في الحرب عدة مرات، ومنها تدمير حماس كقوة عسكرية وسياسية وإعادة الرهائن إلى الوطن، ولم يتحقق أي من الهدفين، رغم مرور عام من الحرب التي قتلت ما لا يقل عن 42 ألف فلسطيني وترك أجزاء واسعة من قطاع غزة في حالة خراب.

فرصة استثنائية

وفي السياق، أكد البيت الأبيض، أن السنوار كان «العقبة الرئيسية» أمام اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن الرئيس جو بايدن يعتقد أن هناك فرصة فريدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار بعد مقتل السنوار، مشددًا على ضرورة إنهاء الحرب في غزة ووصفه بأنه أمر بالغ الأهمية.

وقبل ذلك، قال لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، إن مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار هو إنجاز كبير يوفر فرصة استثنائية لإنهاء هذه الحرب المروعة بين إسرائيل وحماس.

وأضاف «أوستن»، في بيان للدفاع الأمريكية: «يمثل اغتيال السنوار فرصة استثنائية لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء هذه الحرب المروعة، وعودة الإسرائيليين إلى منازلهم بأمان في جنوب إسرائيل وتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة سكان غزة وبث روح الأمل للفلسطينيين، الذين تحملوا الكثير تحت حكم حماس القمعي».

وتابع «أوستن»، أن قتل القوات الإسرائيلية لزعيم حركة حماس الإرهابية يعد إنجازا كبيرا في مكافحة الإرهاب، كما أن موت السنوار لن يشفي جرائح فظائع السابع من أكتوبر التي خطط لها وكذلك الوفيات العديدة التي كان مسؤولا عنها، ولكنني آمل أن يجلب ذلك قدرا ضئيلا من العدالة والعزاء لعائلات وأحباء الكثيرين من ضحايا قسوة السنوار المتعمدة.

وأكد «أوستن»، أن الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حماس والجماعات الأخرى.

وتابع: «قواتنا في الشرق الأوسط، وبتوجيه من الرئيس بايدن، تقف على استعداد للدفاع عن إسرائيل وكذلك ردع العدوان وتقليل خطر نشوب حرب شاملة في المنطقة، وسوف نواصل العمل بلا كلل لإعادة الرهائن إلى أسرهم وكذلك تعزيز الدبلوماسية باعتبارها الآلية الرئيسية لإنهاء الصراعات في كل من غزة ولبنان وتأمين فترة أكثر أمنا وسلاما في المنطقة التي عرفت تاريخيا مثل هذا الحزن».

لا نية لوقف الحرب

وفي هذا السياق، أكد اللواء الدكتور سمير فرج، المفكر والخبير الاستراتيجي والعسكري، أن حركة المقاومة الإسلامية حماس، بها العديد بها القيادات صف ثان، والسرايا، والكتائب، والمجموعات حتى بعد اغتيال قيادات الصف الأول.

وأضاف «فرج»، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف القيادات في حركة حماس لأنها المخطط الأساسي، لافتا إلى أن تدمير مراكز القيادة بالصواريخ والطائرات سيضعف أي جيش.

وتابع أن حركة حماس لا تعاني الآن من أي فراغ في منظومة القيادة والسيطرة عسكريا، مؤكدا أنها تعاني من ضعف بسبب فقدها لكبار القيادات الذين يمتلكون خبرة وقيادة كبيرة.

وأكد أن الحرب الإسرائيلية الفلسطينية لا تنتهي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لقيادات الحركة وبنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي سيستمر في الحرب ضد قطاع غزة، مشيرا إلى أن يحيى السنوار لا يختلف كثيرا عن الباقين بالنسبة لإسرائيل.

ولفت المفكر والخبير الاستراتيجي والعسكري، إلى أن الأسرى الإسرائيليين آخر ورقة لحركة حماس، مؤكدا أن نتنياهو ليست لديه أي نية لإنهاء الحرب لأنه يريد تدمير حزب الله في الشمال.

فرض السيطرة

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاقتصادية، أنه بعد عملية اغتيال يحيى السنوار لا يوجد فراغ في القيادات في حركة حماس، مثل محمد السنوار، وخليل الحية، وهو المرشح الأكبر لتولي قيادة حركة حماس، إضافة إلى خالد مشعل ولكنه في الخارج، لافتا إلى أن حركة حماس تحتاج إلى قيادة داخلية أكثر من توجيهات خارجية.

وفيما يتعلق بإنهاء إسرائيل الحرب في غزة، قال «صادق»، إن الحرب الإسرائيلية مرتبطة بعدة أهداف كما أنه من مصلحة بنيامين نتنياهو الاستمرار في الحرب لضم الأراضي من قطاع غزة أو جنوب لبنان، وتحقيق منافع ومصالح.

وأكد أن اغتيال يحيى السنوار ليست له علاقة بإنهاء الحرب في قطاع غزة ونتنياهو سيستمر في حربه وزيادة العمليات العسكرية في مناطق أخرى والقضاء على باقي القيادات، وفرض سيطرته لأكثر من جانب.

وتابع أستاذ العلوم السياسية، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاقتصادية، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تستطيع إجبار إسرائيل على إنهاء الحرب ولكنها تريد استمرار الحرب.