رئيس التحرير
خالد مهران

المنظمة العربية لحقوق الإنسان تدين جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين فى لبنان

الصحفيين فى لبنان
الصحفيين فى لبنان

أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، جريمة مقتل كلًا من المصور الصحفي غسان نجار، ومهندس البث محمد الرضا اللذين كانا يعملان في قناة الميادين اللبنانية، وكذلك مقتل المصور وسام قاسم الذي كان يعمل لصالح قناة المنار، فضلًا عن إصابة أحمد سنجاب مراسل قناة القاهرة الإخبارية.

وقُتِل الصحفيين الثلاث، على إثر قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشن غارة جوية على مقر إقامة الصحفيين، في حصابيا جنوب شرق لبنان، بالقرب من الحدود السورية، على الرغم من أن مقر إقامة الصحفيين كان مرفوعًا عليه شارة الصحفيين.

ومن الجدير بالذكر أن المقر المستهدف كان يتواجد به 18 صحفيًا يعملون لحساب 7 مؤسسات إعلامية، ووفقًا لشهود العيان، استهدف الاحتلال الإسرئيلي مقر إقامة الصحفيين مباشرة بصاروخ أُطلِق صوب المبنى.

ووفقًا لمصادر إعلامية لبنانية، أدى القصف الإسرائيلي إلى وقوع عدد غير معروف حتى الآن من الضحايا.

ويواجه الصحفيون في لبنان، منذ 23 سبتمبر 2024 مخاطر متزايدة، جراء الضربات والغارات الإسرائيلية، واضطر ما لا يقل عن 30 صحفيًا إلى  إخلاء منازلهم، في المناطق التي استهدفتها قوات الاحتلال، لا سيما في جنوب لبنان، ووادي البقاع في الشرق، والضاحية الجنوبية في بيروت.

وفي 13 سبتمبر 2024، تلقت الصحفية آمال خليل مراسلة الحرب في صحيفة الأخبار اللبنانية اليومية، تهديدات بالقتل من رقم هاتف إسرائيلي، وكان نص الرسالة “نحن نعرف أين أنت وسوف نصل إليك عندما يحين الوقت”، “أقترح عليك أن تفر إلى قطر أو إلى أي مكان آخر إذا كنت تريد أن تبقي رأسك متصلًا بأكتافك”.

وتأتي جريمة الاحتلال الأخيرة في سياق سلسلة من الجرائم التي استهدفت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلية الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي عمدًا، بهدف ترهيبهم، والحيلولة دون توثيق الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال أثناء العمليات العسكرية.

ومنذ الأسابيع الأولى التي أعقبت بدء حرب الإيادة الجماعية في قطاع غزة، في أكتوبر أول 2023، دأبت قوات الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين في لبنان، ففي 21 نوفمبر ثاني 2023، قُتِلت مراسلة قناة الميادين فرح عمر، ومصور القناة ربيع عماري.

وفي 13 أكتوبر أول 2023، قُتِل المصور الصحفي عصام عبد الله أثناء تغطيته المواجهات على الحدود اللبنانية، وأكدت منظمة مراسلون بلا حدود أن إسرائيل قد تعمدت قتل المصور.

وأشارت إلى أنه في حوالي الساعة الرابعة والنصف مساءًا رصد صحافيون طائرة هيلكوبتر إسرائيلية كانت تحلق فوق المنطقة، وتمكنت من التعرف عليهم، إذ أنهم لم يكونوا مختبئين وكانوا يرتدون خوذ الصحافيين وستراتهم المضادة للرصاص، وفي حوالي الساعة السادسة رصد الصحافي إدمون ساسين من قناة (LBCI) تحليق طائرة هيلكوبتر إسرائيلية فوق مكان الاستهداف، وبعد ذلك بثوان قليلة، وجهت ضربتان لمكان تواجد الصحافيين وتفصل بينهما 37 ثانية، وقتلت الضربة الأولى الصحافي في وكالة رويترز عصام عبد الله، وأصابت الصحافية كريستينا عاصي (فرانس برس) بجروح، بينما أحرقت الضربة الثانية سيارة قناة الجزيرة، مما أدى إلى إصابة صحافيي الجزيرة (كارمن جوخدار) و(إيليا براخيا)، وزميلهما في وكالة فرانس بريس (ديلان كولينز) بجروح، وأكد التقرير أن الضربتان جاءتا من داخل الحدود الإسرائيلية.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في مطلع أكتوبر الجاري، قُتِل نحو 2593، وأصيب أكثر من 12 ألف، من بينهم عددًا كبيرًا من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من مليون ونصف نازح.

وإذ تدين المنظمة العربية لحقوق الإنسان، جرائم الاحتلال الإسرائيلي، التي ترقى إلى جرائم حرب، وانتهاكاتها المتواصلة لمبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان، وفي مقدمتها المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي بموجبها يجب حماية الحق في حرية الرأي والتعبير، والحق في الوصول إلى المعلومات وتدوالها ونشرها.

كما تدين التخاذل الدولي حيال تلك الجرائم، وإذ تشجب بشدة جرائم الاحتلال في استهداف الصحفيين، فإنها تؤكد أن اغتيال الصحفيين هو اغتيال للحقيقة التي يريد الاحتلال الإسرائيلي حجبها وإخفاءها.

وتطالب المنظمة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري، لوقف المجازر التي يرتكبها الاحتلال في لبنان، والعمل على إلزام “إسرائيل” بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 لعام 2006، وإنهاء عملياتها العسكرية التي تنتهك السيادة اللبنانية على أراضيها، واتخاذ تدابير من شأنها وقف انزلاق المنطقة بأكلمها إلى حربًا أوسع.

كما تطالب المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، واتخاذ التدابير اللازمة لملاحقة القادة الإسرائليين المسئولين عن انتهاكات القانوني الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان