زيادة أسعار الأدوية مشكلة تؤرق المواطنين في مصر.. ومسئول بنقابة الصيادلة يكشف أسبابها
تستمر معاناة المواطنين في مصر وتتفاقم أزماتهم يوما بعد يوم، بسبب زيادة أسعار الأدوية بكافة أنواعها، والتي بدأت الدولة المصرية في تحريك أسعارها منذ عدة سنوات، وتحديدا في عام 2017، لتسجل أرقاما قياسية مقارنة بالفترة التي سبقت هذا العام، وذلك على خلفية تعرض مصر للعديد من الأزمات المتلاحقة، التي عصفت بالإقتصاد المصري، على مدار السنوات الماضية، وتحديدا عقب ثورة 25 يناير، مرورا بالأزمات المحدقة التي ضربت منطقة الشرق الأوسط والعالم كله، بسبب الحروب الدائرة، والتي دفعت الحكومة المصرية لاتخاذ العديد من الإجراءات والإصلاحات الإقتصادية، نتيجة عدم توافر الدولار.
رئيس شعبة تصنيع الدواء يكشف أسباب زيادة أسعار الأدوية
وأكد الدكتور محفوظ رمزي رئيس شعبة تصنيع الدواء بنقاية الصيادلة، أن زيادة أسعار الادوية يخضع للقرار رقم 499 الصادر في 2012 في عهد الدكتور فؤاد النواوي وزير الصحة، آنذاك كان مرتبطا بتحريك سعر الصرف بنسبة 15%.
وأضاف رمزي ل" النبأ " بأن أي شركة من حقها تتقدم بطلق لزيادة أسعار الأدوية، وطبعًا في شهر فبراير بكاية العام الجاري تم تعويم الجنيه المصري الذي كان يسجل في ذات الوقت 31 جنيها اصبح حوالي 48 جنيه فمن الطبيعي أن تحدث زيادة في التكلفة المباشرة والغير مباشرةً للأدوية وختصة الأدوية المستوردة.
وأضاف الدكتور محفوظ رمزي، أنه من الضروري التفرقة بين الأدوية والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل، أما الأدوية فتخضع للتسعيرة الجبرية وبيتم النقاش فيها من قبل لجنة متخصصة من قبل هيئة الدواء المصرية، من حيث التكلفة المباشرة والغير مباشرةً، وبناءا عليه يتم وضع التسعيرة، وهل تستحق الزيادة أو لا تستحق.
أما المكملات الغذائية ومستحضرات التجميل التي تخدع للهيىة القومية لسلامة الغذاء، لا تخضع للتسعيرة الجبرية، فلذا تجد الأخيرة دائما ما تزيد من وقت لآخر حسب تكلفتها من قبل الشركات المنتجة، بمعنى لو أن هناك منتج سعره على سبيل المثال 50 جنيها والشركة وضعت له تسعيرة وليكن 1000جنيه، لا أحد يستطيع أن يحاسبها.
وأشار بأن المكملات الغذائية لها استخدامات محددة، يعنى المريض إذا لم يأخذها "مش هيموت " ولكن الأدوية لها استخدامات محددة، ولفت بأن المكملات الغذائية بعدما خرجت من تحت عباءة هيئة الدواء المصرية أصبحت لا تخدع للتسعير الجبرية.
وتابع الدكتور رمزي قائلا نحن كصيادلة بنعاني الأمرين من زيادة أسعار الأدوية، لأنه تسبب لنا مشكلة مع الجمهور، ولكن لازم شركات الأدوية توفر جميع الأصناف لسد احتياجات السوق، ولفت بأن الأدوية زيها زي أي سلع أخرى خدعت للزيادة حسب السوق.
وأوضح بأنه سوف يتم مناقشة أسعار الأدوية التي خدعت للزيادة الفترة الأخيرة، وهل تستحق تلك الزيادة مرة أخرى ام، ولكن المشكلة تكمن في أن بعض الشركات حصل عندها Lut كبير في التكلفة ولا ننسى أنه خلال فترة من الفترات السابقة تم وضع تسعيرة للدولار وصلت ل70 جنيها.
واستطرد الدكتور محفوظ رمزي أن الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وما يحدث في البحر الاحمر وحرب بسبب الحرب الذي تشنها إسرائيل على غزة، زادت من سعر الشحن، فبالتالي هذه الأزمة انعكس بالسلب على أسعار الأدوية في مصر.
وأشار بأن أسعار الأدوية في مصر تخضع لرقابة صارمة، مقارنة بالسلع والمنتجات الأخرى التي لم تخضع للرقابة، وذكر بأن إذا أقدمت على شراء سلعة أو منتج آخر سوف تجد سعره غير ثابت مختلف من مكان لمكان آخر، يعنى على سبيل المثال لو هتشتري قميص من مكان سوف تجد سعره مختلف، فهناك من يبعه ب200جنيها وآخر قد يبعيه ب500 جنيها د، وهو نفس القميص وقيس على ذلك جميع السلع والمنتجات.
أيضا ما تقوم مصر باستضافتهم الآن من الإخوة للسودانيين وغيرهم، بسبب الحروب الدائرة في دولهم، أثر بالسلب على سوق الدواء في مصر، بمعنى أن معدل استهلاك الأدوية تضاعف بنسبة 15%خلال الفترة الأخيرة.
مدير مخزن أدوية زيادة سعر الدولار وراء ارتفاع أسعار الأدوية في مصر
أما الأستاذ صبحي ع مدير مخزن أدوية بحلوان، قال بأن السبب في زيادة أسعار الأدوية تعويم الدولار عدة مرات وهذا أثر بالسلب على سوق الدواء في مصر.
وأضاف صبحي ل "النبأ " أن شركات الأدوية اتبعت سياسة الزيادة المستمرة بعيدا عن سعر العلمة الصعبة، ولفت بأنه على سييل المثال عندما تعلم شركات الأدوية بأن هناك تعويم سوف يحدث في مصر، بتزود سعر الأدوية، وعندما يأتي التعويم تزود مرة أخرى بمعنى أن زيادة قد تحدث قبل وبعد التعويم.
وأشار بأن العديد من الأصناف زاد أضعاف، وهذا لا يتناسب مع زيادة سعر الدولار، أي أن هناك أصناف أدوية زاد أكثر من 10 اضعافها، في حين أن الدولار خلال الفترة شهد تعويم، ولكن مرات قليلة، إذا الزيادة ليست مرتبطة ارتباطا وثيقًا بسعر الدولار.
وذكر بأن على سبيل المثال صنف زي ديامكرون كان سعره 25.5 جنيه، الآن أصبح سعره 108جنيه، كلزان 20مجم كان سعره 20جنيها أصبح الآن سعره 183 جنيها وغيره من الأصناف التي زاد سعرها أضعاف مضاعفة.
مساعد صيدلي زيادة أسعار الأدوية تسببت في مشاكل مع المواطنين
أما الأستاذة" هبة أ " تعمل بإحدى الصيدليات، قالت بأن زيادة أسعار الأدوية تسببت لهم في العديد من المشاكل مع المواطنين.
وأشارت بأنه عندما يتم زيادة سعر دواء معين، وعندما يحضر مواطنا لشراء هذا الصنف وليكن صنف علاج مرض مزمن هو متعود على شراءه بسعر معين، ولما يعرف أنه سعره زاد بيتصدم وبيلقي اللوم علينا إحنا.
وأضافت ل" النبأ " أن المواطن فاكر أنه إحنا إللي بنزود عليه من معاملته معنا، ولفتت بأن البعض منهم بيتفهم الأمر، أما آخرين دائمًا ما يلقون باللوم علينا، وممكن البعض منهم يغلط فينا.
واوضحت بأن زيادة أسعار الأدوية رفعت شيفت جميع الصيدليات، ولكن كل ده على حساب المواطن وهذا تسبب في العديد من المشاكل للصيدليات.