سلام داخلى أم للفت الأنظار؟.. لغز اعتزال المطربين مبكرًا تثير تساؤلات
أصبحت ظاهرة اعتزال المطربين الشباب حديث الساعة في الأوساط الفنية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، خلال السنوات الأخيرة.
وأثارت تلك القرارات الصادمة من أسماء معروفة تركت عالم الأضواء والشهرة تساؤلات عديدة حول الدوافع الحقيقية وراءها، هل هي نابعة من قناعة شخصية وإيمان حقيقي بمبادئهم، أم أنها خطوات مدروسة لاستغلال منصات التواصل الاجتماعي والعودة إلى دائرة الضوء بشكل مختلف؟.
إيمان أم طريق مختلف للشهرة؟
يرى البعض أن هذه الظاهرة تعبر عن صراع داخلي ورغبة في التغيير، بينما يعتبرها آخرون مجرد محاولة للفت الأنظار والوجود تحت الأضواء بشكل مختلف لكن في النهاية، يبقى الفن الحقيقي هو الذي يحمل رسالة تتجاوز الضجيج العابر والعري والابتزال.
حالات اعتزال بارزة
شهدت الساحة الفنية، مؤخرًا، عدة حالات اعتزال مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا، من أبرزها مغنية الشارع منة قدري، التي أعلنت اعتزالها عبر فيديو قبل أيام ظهرت فيه مرتدية الخمار والجوانتي، تحدثت عن رغبتها في الابتعاد عن «مستنقع لا يعكس شخصيتها الحقيقية».
وأكدت أنها تفكر في المستقبل الأخروي وتساءلت: «ماذا ستقول عندما تقف أمام الله، ماذا استفدت من الشهرة؟».
كما أعلن المطرب الأردني أدهم النابلسي، نجم برنامج إكس فاكتور، اعتزاله الغناء في عام 2021 وجعل التركيز في حياته على قراءة القرآن الكريم، معتبرًا أن مسيرته الفنية لا تتفق مع مبادئه الدينية، مما أثار جدلًا كبيرًا حول تحول مسيرته.
وفي 2022 أعلن فارس حميدة، مغني المهرجانات الشهير صاحب أغنية «مفيش صاحب بيتصاحب»، اعتزاله الغناء واتجاهه إلى الأناشيد الدينية، ليصبح منشدًا دينيًا يقدم محتوى مختلفًا عن حياته السابقة.
جويرية حمدي، نجمة «ذا فويس كيدز»، هي الأخرى أعلنت في عام 2023 اعتزالها الغناء وارتداء الحجاب، وبدأت في تقديم محتوى فيديو نصائح للفتيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفيديوهات قصيرة عن اللغة الصينية.
علي قدورة، أحد أشهر مغني المهرجانات وقدم أغاني مع حمو بيكا وحسن شاكوش، أعلن هو الآخر اعتزاله الغناء في يوليو 2024 وتبرؤه من أغانيه السابقة، مؤكدًا أنه لا يريد تحمل ذنوب من يسمعها، ما أثار حالة من الإشادة من بعض رواد السوشيال ميديا والنقد من الآخرين.
فقاقيع لا تأثير لهم
من جانبه، قال الناقد الموسيقي أحمد السماحي، إن اعتزال بعض الشباب المغنين يعود إلى عدة أسباب، أبرزها عدم إيمانهم الحقيقي بالفن، مشيرًا إلى أنهم لم يقدموا فنًا ذا قيمة أو تاريخ يبرر الحديث عن اعتزالهم، وهم مجرد «فقاقيع» لا تأثير لهم.
وأوضح «السماحي»، في تصريح خاص لـ«النبأ»، أن الفن يجب أن يكون ذا رسالة وقيمة، وأنه يجب أن نهتم عندما يعتزل فنانون كبار مثل أنغام أو محمد منير، لكن هؤلاء الشباب لا يقدمون سوى الضجة التي تروجها بعض لجانهم على السوشيال ميديا.
وأشار إلى ظاهرة «سوق النخاسة» في الفن، حيث يتم أحيانًا اكتشاف فنانة ذات مظهر جميل وصوت ضعيف، فيحبها رجل أعمال ويطلب منها الاعتزال، لتظهر فجأة وتعلن اعتزالها بهدف جذب الانتباه.
وأضاف أن بعض النجوم الشباب يعتزلون -أيضًا- بعد زواجهم من شخصيات بارزة مثل شيخة أو أميرة، ويقومون بنفس الأسلوب في جذب الأنظار عبر السوشيال ميديا بعد اعتزالهم، ليخرجوا إلى دائرة الضوء.
وفيما يخص «السوشيال ميديا»، أكد «سماحي» أنها أصبحت مكانًا لتشويه الفن الجيد، حيث يتم ترويج أشياء فارغة لتغطية الفن الحقيقي.
وأضاف أن الفن ليس حرامًا، بل حلالا 100%، موضحًا أنه يمكن تشبيه الفن بالسكاكين التي يمكن استخدامها في القتل أو في تقشير البرتقال.
وأشار الناقد الموسيقي أحمد السماحي، إلى أن بعض مشاهد التعري أو الأغاني ذات الكلمات الجنسية ليست فنًا، بل تعري وأعمال حرام، ورفض أن يُعتبر هذا فنًا، مؤكدًا أن الحلال في الفن واضح، وكذلك الحرام.
وأضاف أن الشباب الذين يعتزلون الفن بسهولة هم في الغالب أصحاب إيمان ضعيف وسهل التأثير عليهم.
وأشاد «السماحي»، بالفنانات أنغام وسميرة سعيد ولطيفة، مؤكدًا أنهن حافظن على فنهن، مشيرًا إلى أن لطيفة حافظت على قيمتها طوال مسيرتها الفنية ولم يظهر منها كتفها في أي عمل أو مناسبة، وأن هؤلاء هم الفنانون الذين حافظوا على احترامهم للفن.
وفيما يخص الفنانين الذين اعتزلوا، أكد أن ليس لهم قيمة باستثناء الفنان أدهم النابلسي، الذي وصفه بالصوت اللطيف، مؤكدا أنه كان يتنبأ له بمستقبل مشرق إذا استمر في مسيرته الفنية، معقبًا: «لكنه ليس مثل تامر حسني أو حماقي».