5 فتاوى تثير حيرة المصريين فى رمضان

استقبلت لجان الفتوى، عددًا كبيرًا من التساؤلات وطلب الفتوى من قِبل المواطنين للاستفسار عن أمور دينهم لا سيما ما يتعلق بالصيام والزكاة وغيرها من الأمور التي تشغل بال المصريين تتعلق بشهر رمضان الكريم.
وتستعرض «النبأ» في التقرير التالى أبرز الفتاوى التي رصدتها لجان الفتوى وتشغل حيرة وبال المصريين خلال رمضان 2025.
حكم صيام الأسير
استفسر عدد من المواطنين عن حكم صيام الأسير أو السجين الذي يقع تحت الاستجواب والتحقيق.
وقالت اللجنة، إن الصوم حرمان من الشهوات، وإمساك وامتناع عن المفطرات من الطعام والشراب ومباشرة النساء؛ بنية التقرب إلى الله تعالى، ويستطيع المسلم أن ينوي الصيام على أي وضع كان، ولو كان أسيرا أو سجينا، ما دام قد تحقق ركنا الصيام، وهما الإمساك والنية.
وأضافت أنه قد يعجز المسلم السجين أو الأسير عن الصوم إذا كان لا يؤتى له بالطعام إلا أثناء النهار، ولا يسمح له بتأجيل تناوله إلى الليل، فهنا يكون معذورا في الإفطار، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. وما جعل عليكم في الدين من حرج.
وتابعت: «رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا مسافرا، وهو في حالة مشقة ومعاناة، والناس من حوله يرشون عليه الماء، فلما سأل عنه قالوا: هو صائم، فقال عليه الصلاة والسلام: "ليس من البر الصيام في السفر" أي في مثل هذا السفر الشاقـ فأنكر الرسول الكريم على من يصوم في هذه الحالة، وأحق منه بالإنكار من يصوم وهو سجين أو أسير لدى الأعداء، ولا يمكّن من الطعام والشراب، في الوقت المناسب، فيهلك من الجوع، وهذا ما يريدونه: أن يروه يسقط أمامهم».
فعلى المسلم أن يفطر لهذا العذر، كما يفطر المريض والمسافر، وأن ينوي قضاء ما أفطره في أيام أخر، حينما يفك الله أسره، ويخرجه من سجنه، أو تتحسن حالته، وتتغير معاملته. { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة:185).
مجاعة غزة
وتلقت اللجنة تساؤلا حول مدى صحة الإيجاز لسكان غزة الإفطار خلال رمضان في ظل المجاعة داخل القطاع.
وقالت اللجنة، إنه يجوز لأهالي غزة عدم صوم شهر رمضان، انطلاقًا من موقفها الداعم لهم في هذه الظروف الاستثنائية، ونكايةً بتجويع إسرائيل للغزاويين وانتشار المجاعة في القطاع خصوصًا أنهم يقاتلون ويُقتَلون عن العالم الإسلامي أجمع.
وتابعت: «هذا أفتى به جماعةٌ من أهل العلم، ونصر ذلك أبو العباس ابن تيمية شيخ الإسلام، وأنَّ المُجاهد له أن يُفطر، فإذا جاز للمُسافر والمريض أن يُفطر فالمجاهد أولى بذلك؛ لأنه في حالةٍ لا تسمح له بالصوم، واستدلُّوا على هذا بقوله ﷺ لأصحابه لما دنوا من مكة: أفطروا؛ فإنَّ الفطر أقوى لكم في قتال عدوكم، فأمرهم بالفطر، وعلله بأنَّ الفطر أقوى لهم، قالوا: هذه علَّة تدل على وجوب الإفطار في حال الحرب، ولو كان في الحضر، ولو كان المُعتدى عليه في الحضر؛ لأنَّهم -ولا سيَّما في أيام الصيف- لا يستطيعون أن يُجاهدوا مع الصوم».
وأضافت: «فالمقصود أنهم إذا احتاجوا للفطر أفطروا، ثم يقضون بعد ذلك؛ من جهة العلَّة، مراعاةً للعلة، كما أن الإنسان لو وجد إنسانًا غريقًا أو حريقًا لا يستطيع إنقاذه إلا بالفطر أفطر، ولو في الحضر، حتى يُنقذ أخاه الذي وقع في الحريق أو في الغرق أو ما أشبه ذلك، فالمقصود أنَّ هذه علَّة وجيهة وشرعية، وهي قوتهم على قتال عدوهم».دفع زكاة لأهل غزة
كما استفسر عدد كبير من المصريين عن مدى أحقية دفع زكاة الفطر لهذا العام لأهل غزة.
وقالت اللجنة، إنه لأول مرة تتحق مصارف الزكاة الثمانية كلها في فئة أو شريحة من المسلمين، أو في بقعة جغرافية، وهو ما نراه جليًا في أهل غزة، رفع الله عنهم ما حلّ بهم من بلاء؛ وذلك لانطباق بعض المصارف الثمانية عليهم، ولكن المتأمل في حقيقة الوضع في غزة، سيجد المصارف الثمانية كلها تنطبق عليهم.
استخدام الذكاء الاصطناعي
كما استقبلت اللجنة سؤلا حول مدى جواز استخدام الذكاء الاصطناعي في معرفة أحكام الصيام والزكاة وغيرها من أمور الشهر الكريم.
وقالت اللجنة، إن الذكاء الاصطناعي يساعد الصائم على تقديم إرشادات عامة لمساعدة المسلم على الصيام سواء في الأكل أو تنظيم اليوم والعمل.
وأضافت، أنه لا يجب استخدم الذكاء لصناعي في الفتاوى المتعلقة بالصيام، واستعمال النظام الآلي في مجال الفتوى دون مرور السؤال على إنسان متخصص بالفتوى «لا يجوز مطلقًا، بل هو أمر خطير».
وأوضحت: «قد يؤدي إلى عبث في الأحكام الشرعية، لأن الفتوى ليست مجرد نصوص تخزن في ذاكرة، ثم تنقل عند طلبها من قبل السائل، إنما هي مبدأ يخضع لأمور لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يبلغها مهما تطور، وأن هناك فتاوى تتبع ضرورات معينة مختلفة من شخص لآخر، كما أن خصائص الذكاء الاصطناعي هي مادية صرفة، بينما الدين الإسلامي فيه الجانب الروحي إضافة للجانب المادي، والروح من أمر الله تعالى، اختص بها سبحانه، قال -عز وجل-: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)، ومن الفتاوى ما يتعلق بأمور روحية"، متسائلًا: "فكيف للحواسيب والأنظمة التقنية أن تتوصل إليها؟».
وكشفت لجنة الفتوى مبطلات الصوم والأمور التي حولها اختلاف شرعي لما ورد من تساؤلات عديدة في هذا الصدد.
مبطلات الصوم
1. الأكل أو الشرب بقصد
2. الجماع أو الاستمناء
3. القيء العمد
4. الحيض ونزيف ما بعد الولادة
5. غسيل الكلى
أمور تبطل الصيام عليها اختلاف شرعي
يوجد بعض الأمور المختلف عليها حتى الآن إن كانت من مبطلات الصيام، مثل
بعض الأدوية العلاجية والمقصود بهذه الأدوية كلٍ من: بخاخ الربو وهو ما يحتوي على مستحضرات طبية وأكسجين، حيث يصل محتوى البخاخ إلى الرئتين وليس المعدة، والحقنة الشرجية، مثل: التحاميل أو المراهم المستخدمة في تخفيف آلام البواسير، والتخدير عن طريق الأنف كاستنشاق مادة مخدرة، وبعض الإبر، مثل: البنسلين أو الأنسولين، وإدخال شيء للجوف دون طريق الفم، والحجامة، وعلاج الأسنان، والمضمضة وتنظيف الأسنان.