رئيس التحرير
خالد مهران

بعد استئناف الحرب على غزة.. كيف يمكن إحباط مؤامرة إسرائيل لإشعال المنطقة؟

عودة حرب غزة.. كيف
عودة حرب غزة.. كيف يمكن إحباط مؤامرة إسرائيل لإشعال المنطقة؟

خبير بالسياسات الدولية: الضربات الأمريكية لليمن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل باستئناف الحرب على غزة

غباشى: يجب الضغط على إسرائيل وأمريكا للاستجابة لمطالب وقف إطلاق النار وتنفيذ جميع مراحل اتفاق غزة

خبير سياسى: الحل يتمثل فى استبدال الدبلوماسية الخشنة بالناعمة وإيجاد موقف عربى إسلامى قاطع

مساعد وزير الخارجية: إسرائيل أعلنت أنها لن تنفذ إلا المرحلة الأولى وأقنعت أمريكا بموقفها

السفير رخا أحمد: استئناف الحرب هدفه منع إعادة الإعمار غزة وإجبار الفلسطينيين على التهجير

«رخا»: ترامب كان مراوغًا فى تصريحاته بشأن تراجعه عن التهجير ويعمل مع إسرائيل لتنفيذه

 

غدر إسرائيلي مُباغت استأنف به الاحتلال الحرب على غزة، فجر الثلاثاء 18 مارس، بشن عشرات الغارات في التوقيت ذاته على مناطق متفرقة بالقطاع، ضاربًا بمفاوضات وقف إطلاق النار عرض الحائط، ما أسفر عن عن استشهاد نحو 600 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 450 آخرين.

خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في ظل الخطوات المصرية العربية تجاه تنفيذ خطة إعادة إعمار غزة بعد اعتمادها من الجامعة العربية، يُثير الكثير من التساؤلات بشأن أهداف إسرائيل من استئناف الحرب، وهل يُعني استئنائفها عودة تنفيذ مخطط التهجير رغم تراجع ترامب عن أفكاره؟ وما العلاقة بين الضربات الأمريكية باليمن واسئناف الحرب ضد غزة؟ ما الخطوات التي يجب أن تتخذها مصر لوقف الحرب والعودة للمفاوضات مرة أخرى؟

استئناف الحرب على غزة

قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، باستئناف الحرب على غزة الهدف منه الضغط على حركة حماس، لقبول الشروط الإسرائيلية الأمريكية في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، بالإضافة إلى هروب الاحتلال من دخول المرحلة الثانية من اتفاق غزة، لأنه يشمل استمرار وقف إطلاق النار وانسحابه عسكريًا من القطاع وفتح المعابر وبدء عملية إعادة الإعمار، حسبما يرى نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية الدكتور مختار غباشي، في حديثه مع «النبأ الوطني».

الدكتور مختار غباشي 

محللون وباحثون بالشأن الإسرائيلي، أكدوا تلك الرؤية أيضًا، وذهبوا إلى أن هناك أهدافًا أخرى على رأسها رغبة الاحتلال في القضاء لى حركة المقاومة عسكريًا وسياسيًا، بخلاف ممارسة ضغوط على جماعة الحوثي وإيران في الوقت ذاته.

جريمة وإدانات عربية ودولية

حماس قالت إن نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قرارًا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة لمصير مجهول، في بيانٍ رسميٍ ردًا على الهجمات الإسرائيلية.

لم يقدم جيش الاحتلال، تفاصيل عن الغارات، بخلاف إعلان مكتب نتنياهو، أن الجيش تلقى تعليمات باتخاذ إجراءات حازمة ضد حركة حماس.

يرى «غباشي»، أن ما فعلته إسرائيل إجرام ما فعلته إسرائيل إجرام بكل المقاييس، ولا بد من التوصل إلى لطريقة تُلزمها على الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق غزة وفق المراحل الثلاثة المُتفق عليها، بدلًا من الاكتفاء بالإدانات والشجب.

الغارات الإسرائيلة المُفاجئة، أثارت موجة من الإدانات العربية والدولية، وتحذيرات من  تنفيذ الاحتلال حرب إنسانية شاملة، وطالبت مؤسسات ودول عربية ودولية بضرورة تدخل المجتمع الدولي.

الرئاسة الفلسطينية أدانت استئنائف الحرب على قطاع غزة، وطالبت المجتمع الدولي والإدارة الأمريمية بالتحديد بوقف الهجمات، ورأت أن تلك الهجمات  تدلل على ضرب إسرائيل كل الجهود المبذولة من المجتمع الدولي لتثبيت التهدئة، والوصول إلى سلام يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، حسبما أفاد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردنية.

مصرر تندد بالخرق الإسرائيلي

ونددت مصر بالغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، ووصفتها بأنها انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار، وتصعيد خطير ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة، حسبما أفاد بيان الخارجية المصرية، الثلاثاء 18 مارس.

ورفضت مصر جميع الاعتداءات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة، والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار، مطالبة المجتمع الدولي بـالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسلة متجددة من العنف والعنف المضاد.

كما طالبت القاهرة، الأطراف بضبط النفس وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودهم للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار.

لم تكن مصر وحدها التي أدانت الغارات الإسرائيلية المُباغتة، وخرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار، وانضمت إلى القائمة الأردن والسعودية والعراق، وروسيا والصين وتركيا وإيران رإسبانيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وعدد من المؤسسات الدولية والأممية مُحذرين من التصعيد، مُطالبين إسرائيل بضرورة وقف إطلاق النار فورًا وحماية المدنيين الفلسطينيين.

أمريكا تعطي الضوء الأخضر

الضربات الأمريكية التي شنتها على اليمن، هي من أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل باستئناف الحرب على غزة، وفقًا للدكتور مختار غباشي.

ويضيف، أنه لا بد الضغط على الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية للاستجابة، لمطالب وقف إطلاق النار وتنفيذ جميع مراحل اتفاق غزة، وأنه في حال لم يتم الضغط عليها بأن أن مصالحهما ستكون مُهددة سيستمران في نقض الاتفاق بشكل أو بآخر.

البعض يعتقد أن ما يحدث بالمنطقة من الضربات الأمريكية لليمن واستئناف الحرب، يعني أن تتخذ أمريكا خطوات جادة ضد إيران، إلا أن إيران لها حسابات أخرى، وهي معقدة جدًا، لأنها تختلف عن الحوثيين وحماس وحزب الله، فهي دولة، ولذلك سيكون هناك حسابات أخرى قبل اتخاذ أي خطوة ضدها من قبل أمريكا، خصوصًا وأن إيران صرحت أن القواعد الأمريكية ستكون مستهدفة، رغم تهديد أمريكا بضربها، حسبما يؤكد خبير السياسات الدولية.

ويختتم «غباشي»، حديثه في هذا الشأن، بأن الحل يكمن في استبدال الدبلوماسية الخشنة بالدبلوماسية الناعمة القائمة الآن، وإيجاد موقف عربي إسلامي قاطع يحدد آليات التعامل بشأن القضية الفلسطينية، كأن يتم التهديد بوقف العلاقات والمصالح بين الجانب العربي والأمريكي.

الهدف تنفيذ التهجير وتعطيل الإعمار

إسرائيل منذ بدء توقيع اتفاق غزة، أعلنت عشرات المرات أنها لن تنفذ إلا المرحلة الأولى، واستطاعت الحكومة اليمينية الإسرائيلية التأثير على الإدارة الأمريكية، في التوافق معهم في هذا الرأي، بما يضمن عدم انسحاب إسرائيل من غزة، بهدف منع إعادة الإعمار، حسبما يوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن في حديثه مع «النبأ الوطني».

السفير رخا أحمد حسن 

ويُضيف أن، العودة إلى الحرب سببها تحقيق عدة أهداف، أولها منع إعادة إعمار غزة وقتل الجيل الجديد من قيادات المقاومة الفلسطينية، وإطالة فترة عدم وقف إطلاق النار لإجبار الفلسطينيين على التهجير عن طريق الحرب والحصار، بدليل تواصل أمريكا مع بعض الدول لاستقبال الفلسطينيين المُهجرين، وهذه هي الخطة الأمريكية الإسرائيلية.

إسرائيل استطاعت بمساعدة المبعوث الأمريكي الذي قدم مقترحات مخالفة للاتفاق غزة، والتي عدلتها حماس، أن تبدأ تنفيذ خطتها في العودة للحرب، بحجة رفض المترحات، حسب «رخا».

ويؤكد أن خرق اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف الحرب توافق عليه الولايات المتحدة الأمريكية، في سبيل تنفيذ مخطط التهجير، رغم تصريحات ترامب والتي استخدم خلالها تعبيرات خادعة عندما قال: لا يرغم أحد الفلسطينيين على التهجير، إلا أن الظروف المحيطة والحصار الذي صنعته أمريكا وإسرائيل هي من تفعل ذلك، بخلاف التجويع الذي فرضته إسرائيل على أهالي القطاع.

تخاذل عربي

التخاذل العربي والإقليمي والدولي، أمام حصار الاحتلال لغزة على مدار 12 يوم قبل استئناف الحرب، هو من شجع الاحتلال الإسرائيلي على نقض اتفاث غزة، والانتقال إلى المرحلة الثانية والتي تتمثل في قتل وتدمير القطاع، وتنفيذ خطة تهجير الفلسطينيين، بدليل أن نتنياهو كلف وزير الدفاع الإسرائيلي بعمل خطة لتهجير الفلسطينيين، وعليه تم إنشاء إدارة بالوزارة تعمل على الخطة وبدأت بالتواصل مع بعض الدول لقبول الفلسطينيين المُهجرين مقابل مساعدات ربما تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا لمساعد وزير الخارجية الأسبق.

الحكومة الإسرائيلية تعد الـ50 أسير الإسرائيلي لدى حماس في عِداد الضحايا، ما يجعلها لن تتراجع عن الاستمرار في خطتها بتدمير غزة بالكامل والقضاء على حماس، وتهجير الفلسطيينين منه، وفقًا لأنباء مُسربة من دولة الاحتلال.

محاولات مصرية للحل

ويختتم السفير رخا أحمد حسن، حديثه في هذا الشأن، بالإشارة إلى أن مصر تحاول بالطرق الدبلوماسية عن طريق كل المستويات بالاتصال بالقوى الدولية التي لها تأثير على الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصًا وأنها متوافقة مع إسرائيل ما يجعل من الصعب جدًا تراجعهم عن مخططتهم، إلا إذا تم معاقبة إسرائيل اقتصادية وسياسيًا وتجاريًا وإن لم تُعاقب فما هي الخسارة التس ستخسرها!