رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

فولفسبورج .. من منصات التتويج .. الى حلم البقاء

فولفسبورج
فولفسبورج

كان هناك إجماع داخل أوساط الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا) أن فريق فولفسبورج، الفائز ببطولة كأس ألمانيا ووصيف بطل الدوري الموسم الماضي سيتحول إلى مصدر تهديد حقيقي لبايرن ميونيخ، الإمبراطور المكتسح، وكان هذا أيضا هدف القائمين على فولفسبورج، النادي المملوك من شركة فولكسفاجن للسيارات، التي كانت تبحث أيضا عن الاستثمار والشهرة الكروية قبل أن تعصف بها فضيحة التلاعب بمحركات الديزل.

لكن الجمعة، وقبيل انطلاق منافسات المرحلة الحادية عشرة من الدوري الألماني تظهر قائمة الترتيب العام أن فولفسبورج، صاحب المركز الرابع، يبتعد عن بايرن المتصدر بـ12 نقطة بالتمام والكمال، وليس هذا فقط بل إن فولفسبورج، الملقب بفريق الذئاب، انهزم في مباراتين اثنتين أمام الفريق البافاري منذ انطلاق الدوري، ففي آخر لقاء جمع بينهما بلغت النتيجة ثلاثة أهداف بافارية مقابل هدف واحد يتيم في منافسات مسابقة الكأس، جردت فولفسبورج من اللقب وأبعدته عن المسابقة.

هنا لا تهم النتيجة، التي تبدو منطقية أمام تألق رجالات جوارديولا وعلى رأسهم دوجلاس كوستا وكينجسلي كومان وتوماس مولر، بقدر ما يلفت الانتباه الاستسلام الغريب، الذي ظهر على الذئاب على أرضهم، وأخرج المدير الفني ديتر هيكينج عن صوابه، ليوبخ عناصر الفريق متسائلا: "أين إصرار العام الماضي.

ما يعنيه هيكينج هو الإصرار الذي كان المفتاح لاكتساح النادي البافاري (4-1) في المرحلة الثامنة عشرة من الموسم الماضي، وحين فاز لاعبوه على بايرن بركلات الترجيح في كأس السوبر عشية انطلاق الموسم الحالي بعد تعادلهما بهدف لكل منهما.

لا شيء من ذلك صمد في هذا الموسم، بل بالعكس، بدت عقدة ليفاندوفسكي مسيطرة على أذهان الذئاب، والحديث هنا عن الخماسية الرهيبة التي دك بها المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي شباك فولفسبورغ في تسع دقائق مجنونة ضمن منافسات المرحلة السادسة من الدوري.

في المؤتمر الصحفي الذي عقده المدير الفني لفولفسبورج قبيل ساعات من انطلاق منافسات المرحلة الحادية عشرة، ظهر هيكينج مقتنعا بأن الأمر قضي بالنسبة لمسابقة الكأس، ويجب الآن التركيز على الدوري "للبقاء ضمن صفوف الكبار"، حسب قوله.

لكن المرحلة الحادية عشرة ستجلب معها امتحانا، كان هيكينج يود لو تجنبه حاليا، فالأمر يتعلق بباير ليفركوزن صاحب المركز السادس، واستنادا إلى مستوى الفريق في مباراة الثلاثاء الماضي، فيمكن القول إن مهمة المدرب هيكينج يجب أن تبدأ بإذكاء روح الحماسة لدى اللاعبين، وهو ما ألمح إليه المدرب بنفسه، حين صرح أنه لن يتطرق أثناء استعداده للقاء ليفركوزن إلى قدرات المنافس، وإنما سيركز على "وضعية اللاعبين وأخطاءهم"، مضيفا: "فقط إذا لعبنا جيدا فإننا سنضع الخصم أمام تحدٍ كبير".

كان فولفسبورج هو الفريق الوحيد الذي فاز على ليفركوزن صاحب الدفاع القوي مرتين في النسخة الماضية من البوندسليجا، كما أن آخر مواجهة بينهما، والتي تميزت بحماسة شديدة، حسمها فولفسبورج خارج ملعبه 5-4 بهدف في الوقت القاتل للمهاجم الهولندي باس دوست.

والجدير بالذكر أن النادي الأبيض والأخضر سيفتقد في لقاء ليفركوزن (السبت 31 أكتوبر) لخدمات مهاجمه ماكس كروز، الذي سيبتعد أيضا عن لقاء أيندهوفن الهولندي الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال، بعد أن تعرض ابن السابعة والعشرين لتمزق عضلي في فخذه، وهي ضربة موجعة بالنسبة للفريق نظرا لأهمية اللاعب على صناعة الفارق، رغم تراجع مستواه بشكل كبير في الآونة الأخيرة بفعل الإصابة.

الأمر الذي دفع بمدرب المانشافت يوآخيم لوف إلى استبعاده من صفوف المنتخب الألماني، وكان لماكس كروز الفضل في انتزاع فولفسبورغ نقاط المباراة كاملة أما الفريق الواعد، دارمشتات، ضمن منافسات المرحلة العاشرة، حيث سجل كروز هدف الفوز والمباراة الوحيد.