رئيس التحرير
خالد مهران

لوبي إشعال فتنة التريندات الاقتصادية على اليوتيوب

موقع يوتيوب
موقع يوتيوب

يبدو أن التريند الاقتصادي، أصبح الأكثر ربحية الفترة الحالية ولا سيما على موقع «يوتيوب»، مع اهتمام شريحة كبيرة من المواطنين بتوقعات ارتفاع سعر الدولار والذهب.

وظهر عدد من قنوات «اليوتيوب» لديهم عشرات ومئات آلاف من المتابعين، للتحدث عن الوضع الاقتصادي الحالي، وأبرز موضوعاتهم التوقعات حول ارتفاع سعر الدولار والذهب وطرح الشهادات الاستثمارية، وتحليل قرارات البنك المركزي المصري.

اللافت في الأمر، أن القائمين على هذه القنوات معظمهم ليسوا بخبراء أو دارسين للاقتصاد، ولكن منهم خريجي كليات التجارة أو العاملين بالصحف والقنوات التليفزيونية أو مسئولي خدمة العملاء في البنوك.

وبحسب خبراء اقتصاد، جاءت هذه القنوات على «يوتيوب»؛ لاستغلال أزمات السوق المصرفي والسوق المحلي، لأغراض أو مصالح شخصية.

قنوات اقتصادية على يوتيوب

ومن ناحيتها، ترصد جريدة «النبأ»، في السطور التالية أبرز 5 قنوات على اليوتيوب تنشر فيديوهات حول الاقتصاد والبنوك والدولار والذهب.

1- قناة الفايدة

وتحظى قناة الفائدة، على أكثر من 300 ألف متابع وحققت ما يقرب من 16 مليون و263 ألف مشاهدة خلال 3 أعوام. 

وتهتم القناة، الأخبار الاقتصادية، وأسعار الفائدة، والدولار، وكيفية الاستثمار سواء في الذهب أو الشهادات.

وبحسب المعلومات المتاحة على القناة، فإن من  يديرها مينا بشرى، إعلامى عمل في عدد من القنوات التلفزيونية والصحف والمواقع الإخبارية لأكثر من عشر سنوات، ومتخصص في الشأن الاقتصادي.

2- قناة المصرفي 

وتحظى قناة المصرفي، بأكثر من 160 ألف متابع، وحققت ما يقرب من 10 ملايين و32 ألف مشاهدة خلال عامين ونص.

وتهتم القناة بشرح الأخبار المالية المحلية والعربية والتعريف بالمؤسسات المالية وطبيعتها والخدمات المقدمة من البنوك والبورصة ونشر الثقافة البنكية طبقا للشمول المالي وشرح المنتجات.

وبحسب المعلومات المتاحة على القناة، فإن من يديرها محمد رجب، تخرج في كلية التجارة وإدارة الأعمال «تخصص محاسبة إنجليزي» وعمل عام 2003 في القطاع المصرفي كموظف خدمة العملاء، ومدير عام بقطاع التجزئة المصرفية وقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في العديد من البنوك المحلية والعالمية.

3- قناة الوزير المالي

وتحظى القناة، بأكثر من 77 ألف متابع، وحققت ما يقرب من 3 ملايين و28 ألف مشاهدة.

وتهتم القناة بالاستثمار في البنوك والذهب، والمسئول عن القناة عبد الرحمن محسن، والذي يعمل في بنك حسب ما ذكره على صفحات السوشيال ميديا الخاصة به.

ويحذر «محسن» خلال قناته، من بيع الذهب، متوقعًا ارتفاع سعره إلى 2100 جنيه ووصول الأوقية إلى 2000 جنيه، وخاصة بعد أنباء ارتفاع سعر الدولار إلى 35 جنيهًا.

وتوقع خلال قناته أيضًا، أن يكون عام 2024 هو عام الذهب والركود الاقتصادي على المستوى العالم.

4- قناة محمد العسال

وتحظى القناة، بأكثر من 109 آلاف متابع، وحققت ما يقرب من 5 ملايين و363 ألف مشاهدة.

وتهتم القناة، بأخبار البنوك وقرارات المركزي، ويعمل محمد العسال في بنك حسب ما ذكره على صفحات السوشيال ميديا الخاصة به.

وتحدث «العسال» خلال قناته، عن حدوث تعويم جديد للجنيه وحقيقة وصول سعر الدولار إلى 40 جنيهًا، بجانب الصكوك السيادية والديون الجديد على مصر.

5- قناة البلد نيوز

وتحظى القناة، بأكثر من 22 ألف متابع، وحققت ما يقرب من 3 ملايين و745 ألف مشاهدة.

وتهتم القناة، بالأخبار الاقتصادية، مثل سعر الدولار وقرارات البنك المركزي، وأسعار الفائدة.

ويمتلك القناة بشير العدل، كاتب صحفي حسب ما ذكره على صفحات السوشيال ميديا الخاصة به.

وتحدث «العسال» خلال قناته، عن حدوث تعويم جديد للجنيه، وتوقعات سعر الدولار خلال 2023، ووصول سعره إلى 38 جنيهًا.

لا يوجد من يحاسب

ويرى خبراء الاقتصاد، أن 95% من صناع المحتوى اقتصادي على اليوتيوب غير متخصصين أو دارسين في الاقتصاد، لافتين إلى ضرورة تقنين أوضاع الخبراء الاقتصاديين على مواقع التواصل الاجتماعي سواء يوتيوب أو تيك توك أو فيسبوك أو تويتر.

الدكتور علي الإدريسي

وفي هذا السياق، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، وأستاذ الاقتصاد بأكاديمية النقل البحري، ومقدم برنامج الهبد الاقتصادي، إن هناك العديد من قنوات اليوتيوب التي تنشر الشائعات حول سعر الدولار، والذهب لجمع المتابعين والمشاهدات، لافتًا إلى أنه لا يوجد من يحاسبهم وهو الأمر الذي أدي إلى زيادة أعدادهم.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن أبرز تلك الشائعات وصول سعر الدولار إلى 40 جنيهًا وإفلاس مصر، وأزمات في البنوك، موضحًا أن كل ذلك بهدف الربح.

وأشار «الإدريسي»، إلى أنه على المواطنين قبل مشاهدة المحتوى يجب التأكد من دراسة مقدمه ومعرفة خبرته في مجال الاقتصاد، قائلًا: «أنا بلوم من يصدقه ويستمع إليه». 

وأكد أن الأفراد في جميع العالم يميلون إلى سماع المصائب والكوارث، وهو ما يساعد على انتشار هذه القنوات، مشيرًا إلى أن الشأن الاقتصادي هو التريند وأحداثه مستمرة بشكل كبير لذلك معظم القنوات تتحدث عن الذهب والدولار.

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن هناك من يستغل الأزمة الاقتصادية من أصحاب المصالح لتحقيق أرباح ومكاسب شخصية، عن طريق بث الأزمات والشائعات.

وتابع: «أحد أسباب الأزمة أيضًا هو تناول الإعلام الرسمي والخاص، حيث هناك فجوة بين متطلبات المواطن والمحتوى المقدم من الإعلام ما أدى إلى الاتجاه للسوشيال ميديا لإشباع رغباته».

ولفت إلى أن الحديث عن الدولار وارتفاعه الفترة المقبلة يخلق سوقا سوداء، ويزيد أزمات السوق، متابعًا: «هنلاقي بعد الحديث عن الدولار جميع الأسواق في ترقب للارتفاع والسلع مثل قطع غيار السيارات والأجهزة الكهربائية للحساب بالسعر الجديد».

وأكد الدكتور علي الإدريسي، أن 95% من اليوتيوبرز الذين يتحدثون عن الاقتصاد غير متخصصين في هذا الشأن، لافتًا إلى ضرورة وجود تحركات من قبل الحكومة.

وواصل: «الذين يتحدثون على الاقتصاد من داخل مصر من السهل الوصول إليهم فهم يضللون الشعب، لذلك يجب تقنين أوضاعهم من قبل مباحث الإنترنت ووزارة الداخلية».

واختتم: «بكالورليوس محاسبة أو صحفي اقتصاد أو إدارة الأعمال، لا يطلق عليهم خبراء اقتصاد لأنه ليس مجال دراستهم».

يضر الاقتصاد

بدوره، قال النائب محمود الصعيدي، أمين سر لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إنه يجب وجود تحرك من المواطن نفسه قبل الحكومة، لافتًا إلى أن مقدم المحتوى الاقتصادي يجب أن يكون دكتورا في الجامعة أو شخصية معروفة سواء من اسمه أو مكانته، وأهلا للثقة.

النائب محمود الصعيدي

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن معظم ما يتردد على قنوات اليوتيوب حول سعر الدولار أو الذهب، يكون مغلوطا، متابعًا: «وإن كان صحيحا فسيكون فيديو من 100 فيديو».

وأشار «الصعيدي»، إلى أن التحدث عن سعر الدولار والثرثرة حول ارتفاعه وانخفاضه، يثير البلبلة في الشارع المصري، ويضر الاقتصاد.

وأكد أمين سر لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، تأييده لأي أسلوب سيتم اتخاذه لمحاربه الشائعات التى تنشر عن الدولار، لافتًا إلى أن ذلك يمس اقتصاد الدولة.

وأوضح النائب، أن معظم المواطنين يتحدثون عن ارتفاع سعر الدولار، وعند سؤالهم عن مصادرهم يكون ردهم «بيقولوا»، قائلًا: «هذا ليس منطقا ولا يعقل يجب أن يكون هناك دلائل حول ذلك».